23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

221<br />

2 0 1 1<br />

على هذه السرتاتيجية بالعمل على حمو احلد بني الفن<br />

واحلياة اليومية.‏<br />

اأما املعنى الثاين:‏ فهو افرتاض اأن الفن ميكن اأن<br />

يوجد يف اأي مكان ويف اأي ‏شيء،‏ حتى السلع الستهاكية<br />

احلقرية ميكن اأن تكون فناً.‏<br />

املعنى الثالث:‏ تشري جمالية احلياة اليومية اإىل<br />

مشروع حتول احلياة اإىل عمل الفن،‏ وهذا املشروع<br />

له تاريخ طويل ولكن ما بعد احلداثة وضعت الأسئلة<br />

الستاطيقية يف الصدارة.‏<br />

وكان تصور فوكو وبورديارد الشكل الرئيسي<br />

للحداثة باأنه ‏)الغندور(‏ املتاأنق مبابسه وجسده<br />

وسلوكه ومشاعره وعواطفه،‏ هو كل وجود وعمل الفن<br />

ومن ثم فاإن الإنسان احلديث هو الذي يحول نفسه اإىل<br />

‏)الغندورية(.‏ ومنذ املدة املبكرة من القرن التاسع عشر<br />

كان الطلب الشديد على السمو والتميز،‏ وبناء منط حياة<br />

مثايل مُ‏ ‏شرف ل يقارن تظهر فيه الروح الرستقراطية،‏<br />

وروح الستخفاف باجلماهري،‏ والهتمام بتحقيق السمو<br />

يف كل منط احلياة.‏ ولكن اأصبح الرتكيز املعاصر على<br />

احلياة الستاطيقية وتتبع الأذواق اجلديدة مرتبطاً‏<br />

بالستهاك اجلماهريي،‏ فبناء اأمناط حياة متميزة<br />

اأصبح حموراً‏ لثقافة الستهاك؛ لذلك مل يعد الفن<br />

واقعاً‏ منفصاً‏ بل دخل يف الإنتاج واإعادة الإنتاج،‏<br />

واأصبح كل ‏شيء يف الواقع اليومي يخضع للفن ويصبح<br />

جمالياً.‏ ويوؤسس الواقع اليومي يف جملته بُعد التصنع<br />

للواقعية املفرطة،‏ ونعيش يف كل مكان هلوسة جمالية<br />

متحي التناقض بني الواقع واخليال.‏<br />

ويكون يف ثقافة الستهاك املعاصرة فردية الذوق<br />

والإحساس بالذات النمطية للمستهلك حيث جسد املرء<br />

ومابسه وحديثه وقضاء وقت الفراغ وما يفضله من<br />

املاأكل واملشرب واملنزل والسيارة واختيار اأيام الراحة<br />

اإمنا هي تعترب موؤشرات لفردية الذوق والإحساس بنمط<br />

حياة املستهلك؛ ولكن ل ميكن القول بوجود منط واإمنا<br />

بوجود اأمناط،‏ وبا قواعد توجد اختيارات كل فرد ميكن<br />

اأن يكون اأي فرد،‏ فالتمسك بقواعد النمط اأصبح معتدى<br />

عليها،‏ فهناك حرب ‏ضد التوحد والنظامية؛ ذلك اأننا<br />

نتحرك نحو جمتمع غري مستقر تتبنى فيه جماعات<br />

اأمناط حياة جماعات اأخرى جتاوزتها احلركة نحو<br />

ثقافة ما بعد احلديث؛ ثقافة الستهاك املوؤسسة على<br />

وفرة الصور واملعلومات،‏ التي ل ميكن اأن تكون ثابتة اأو<br />

مرتبة ترتيباً‏ هرمياً‏ يف نسق اجتماعي ثابت؛ لذلك تكون<br />

نهاية الجتماعي كلية موضوع دال خطري يف راأي فيزر<br />

‏ستون.‏<br />

ويبحث فيزر ‏ستون عن التحول يف اأمناط احلياة<br />

وثقافات املدن وتغريها اإىل ما بعد احلديث،‏ كما<br />

يبحث التغريات يف البنية الجتماعية والعاقات بني<br />

املتخصصني الثقافيني واملفكرين اجلدد اأو الوسطاء<br />

الثقافيني،‏ واستغال الأصواق اجلديدة وتطويرها،‏<br />

واإعطاء دور للموؤولني والناقلني للسلع الثقافية.‏<br />

وقد تكون املدن مراكز ثقافية حتمي الرتاث الثقايف<br />

املاضي يف املتاحف والأروقة ونسيج البناء ويف تخطيطها<br />

وتصميمها وكل ذلك يشكل راأسمالها الثقايف،‏ وقد تكون<br />

املدن مراكز ثقافية حتمي ‏صناعات وقت الفراغ والتسلية<br />

واللهو،‏ وقد تكون املدن مراكز للإنتاج الثقايف حتمي<br />

الفنون وصناعة الثقافة اجلماهريية والنمط والتلفاز<br />

والسينما والنشر واملوسيقى الشعبية والسياحة.‏<br />

والتساع يف املجال الثقايف ل يشري اإىل السوق املتسع<br />

للسلع الثقافية واملعلومات فحسب بل اإىل الطرق التي<br />

يكون فيها فيضان الصور الثقافية مصدراً‏ يستمد منه<br />

الإشباع،‏ مثلما يحدث يف املتنزهات والسياحة واملراكز<br />

املجددة،‏ واملتاحف والأروقة التي تقدم الطعام للزائرين،‏<br />

وتتاجر قانونياً‏ يف الفنون السمعية،‏ والتاأكيد على املشهد<br />

الشعبي املبهج،‏ وتطوير الأسواق واملراكز التجارية.‏<br />

اإىل جانب اتساع مدى الصناعات واملهن الثقافية<br />

املوؤثرة يف اجتاهات الشباب واملتعلمني من الطبقة<br />

الوسطى،‏ وتظهر فعاليات اأكرث جتاه اأمناط احلياة<br />

الشعبية والثقافة الشعبية.‏ مثل الغجر والدادا<br />

والسريالية واملصورين والرسامني،‏ كل يعمل نحو فن<br />

ما بعد احلديث وحمو احلد بني الفن واحلياة اليومية،‏<br />

وجعل احلياة اليومية حياة جمالية.‏ ويظهر الهتمام<br />

يف ثقافة الستهاك اجلماهريية الهتمام بالنمط<br />

املراجعات

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!