23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

2 0 1 1<br />

220<br />

وعند الطبقة الوسطى اجلديدة احلياة اجلمالية<br />

حياة طيبة اأخاقية،‏ واأنه ل توجد طبيعة اإنسانية اأو<br />

ذات حقة،‏ وكل الذوات متشابهة واحلياة متاحة بشكل<br />

جمايل،‏ ورغبة التعلم واإثراء الذات واإتباع القيم اجلديدة<br />

واملفردات اجلديدة.‏<br />

هكذا يوؤكد فيزر ‏ستون اأن هناك معصات كثرية<br />

تتشابك يف فهم ما بعد احلداثة كعملية طويلة املدى<br />

تزيد من القوة املمكنة للمتخصصني يف الإنتاج الرمزي<br />

والنشر،‏ ومن ثم تكون احلاجة مُ‏ لحة اإىل العمل نحو علم<br />

اجتماع ما بعد احلداثة.‏<br />

ويناقش فيزر ‏ستون قضية التغري الثقايف واملمارسة<br />

الجتماعية،‏ ويرى اأن القاعدة الثقافية العميقة للتحديث<br />

اأوجدت العلم واملعرفة واملذهب الإنساين واملاركسية<br />

والنسائية...‏ الخ،‏ وهي مذاهب تطمح اإىل تقدمي طرق<br />

مرشدة جازمة للبشرية من اأجل كل من معرفة العامل<br />

وفعل املمارسة فيه،‏ وعلى النقيض اأثارت ما بعد احلداثة<br />

اأسئلة بعيدة املدى حول طبيعة التغري الثقايف والعاقات<br />

‏)امليتانظرية اأو ما بعد النظرية(‏ التي تبحث ما بعد<br />

احلداثة عن حتليل لها.‏<br />

ويكتب ليوتار عن نهاية الروايات اأو نهاية السرد لتفسري<br />

ظهور ما بعد احلديث،‏ ويفهم جيمسون ما بعد احلداثة<br />

بوصفها املنطق الثقايف للراأسمالية الستهاكية املتاأخرة اأو<br />

الفرتة الثالثة،‏ فرتة ما بعد احلرب العاملية الثانية.‏<br />

وكان من اأهم التغريات باسم الدميقراطية اإزالة<br />

التمييز بني الثقافة الشعبية والثقافة الرفيعة،‏ ومل يكرتث<br />

املفكرون املوؤيدون لذلك باأن تدمري الثقافة الرفيعة فيه<br />

تهديد للنظام املستقر.‏ بل اإنهم اإىل جانب ذلك يعلنون<br />

فضائل الثقافة الشعبية واجلماهريية وثقافة ما بعد<br />

احلديث.‏<br />

ولكي نفهم ما بعد احلداثة يجب اأن نفهم التغريات<br />

يف املجالت الأكادميية والفكرية والفنية،‏ وذلك ظاهر<br />

يف الصراعات التنافسية،‏ والتغريات يف املجال الثقايف<br />

الأوسع واأساليب الإنتاج والتداول والنشر للسلع الرمزية،‏<br />

والتغريات يف توازنات القوى والعتمادات املتبادلة بني<br />

اجلماعات والفئات الطبقية،‏ والتغري يف املمارسات<br />

اليومية وخربات اجلماعات املختلفة،‏ واستخدام نظم<br />

املعنى والوسائل اجلديدة يف التوجيه والتنظيم وبناء<br />

الهوية.‏ وبالتايل تقوم ما بعد احلداثة رمز للتغري الثقايف<br />

املعاصر.‏<br />

وعلى الرغم من ‏صعوبة تعريف ما بعد احلداثة<br />

باعتبار اأنها تعني ‏شيئاً‏ خمتلفاً‏ يف كل جمال معني،‏ فاإنه<br />

ميكن حتديد بعض الصفات ملا بعد احلداثة،‏ التي تعترب<br />

اجتاهات داخل املجالت الأكادميية والفكرية.‏<br />

اأولً‏ : تهاجم ما بعد احلداثة الفن املستقل بذاته<br />

وتنكر اأسس الفن املوؤسساتي،‏ وهدفه،‏ ول ترى الفن<br />

‏شكاً‏ رفيعاً‏ للخربة مستمداً‏ من عبقرية مبدعة ول<br />

ميكن اأن ينجز الفنان منفرداً‏ ولكن يدان اإن كان عمله<br />

تكراراً...‏ ومل يعد ممكناً‏ بقاء التمييز بني الفن الرفيع<br />

والفن الشعبي.‏<br />

ثانياً:‏ تطور ما بعد احلداثة استاطيقا الإحساس،‏<br />

توؤكد استاطيقا اجلسد على البداهة اأو املباشرة.‏<br />

ثالثاً:‏ يف املجالت الأدبية ما بعد احلداثة ناقدة<br />

للأصولية مناهضة لها يف كل ما وراء الروايات اأو ما<br />

وراء السرد يف العلم والدين والفلسفة واملذهب الإنساين<br />

واملاركسية اأو اأي كيان نسقي للمعرفة.‏<br />

رابعاً:‏ على مستوى اخلربات الثقافية اليومية تدل ما<br />

بعد احلداثة على حتول الواقع اإىل ‏صور وجتزوؤ الوقت يف<br />

عرض دائم؛ لذلك فاإن ثقافة ما بعد التحديث هي ثقافة<br />

التنوع والتعدد والتغاير والتصنعات،‏ وفقدان الدللة اأو<br />

فقدان املعنى.‏<br />

خامساً:‏ تفضل ما بعد احلداثة استاطيقا الشكل<br />

وجمالية احلياة اليومية وتصبح اخلربة اجلمالية منوذج<br />

املعرفة ومعنى احلياة.‏<br />

ويحدد فيزر ‏ستون ثاثة معاين يف الكام عن<br />

جمالية احلياة اليومية.‏<br />

املعنى الأول:‏ عن اإزالة احلد بني الفن واحلياة<br />

اليومية،‏ وهذا ما اأكدت عليه اأدبيات الثقافات الفرعية<br />

اأو الشعبية التي اأوجدت الدادا،‏ واملجموعة النشطة يف<br />

البتكار والتطبيق،‏ واحلركات السريالية،‏ وكان الهجوم<br />

على موؤسساتية احلداثة يف املتحف والأكادميية مبني

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!