23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

2 0 1 1<br />

26<br />

جمالية فردانية ‏-اإىل حد كبري-‏ على الذات وهي<br />

‏صفة مميزة للطبقات احلاكمة يف الثقافتني القدمية<br />

واحلديثة”‏ )66( . على اأن املشكلة التي طرحها تاريخ<br />

اجلنسانية كما مت عرضه يف اإرادة املعرفة،‏ ل تتمثل يف<br />

معارضة مفاهيم ونظريات التحليل النفسي والتحليل<br />

النفسي املاركسي،‏ وبخاصة اأطروحات القمع والكبت<br />

والتحرير،‏ ولكن يف معارضته لنظرية الذات الفاعلة<br />

واأثر السلطة فيها حيث ‏سبق لفوكو اأن طور حتليات<br />

تذهب باجتاه اإخضاع الذات والسيطرة عليها من خال<br />

ميكروفيزياء السلطة،‏ والسلطة املنتشرة،‏ ومن اأن ل<br />

اأحد ميلك السلطة،‏ وهو ما بينه يف كتابه ‏“املراقبة<br />

واملعاقبة”‏‎1975‎‏،‏ اأو يف اأطروحته املركزية التي عرضها<br />

يف كتابه اإرادة املعرفة والقائلة اأن اجلنس هو اأو ل وقبل<br />

كل ‏شيء خطاب.‏ وعليه،‏ فاإنه اإذا كانت الذات خاضعة<br />

وحتكمها اآليات املوضعة فكيف تصبح لحقا موضوعا<br />

لاهتمام وللروحانية واجلمالية؟ )67( . ويف هذا السياق<br />

يجب التذكري باأن اأطروحة فوكو القائلة اأن السلطة<br />

منتجة هي التي كانت وراء نشر جان بودريار Jean“<br />

”Baudrillard لدراسته التي اأثارت اأزمة يف مشروع<br />

تاريخ اجلنسانية،‏ وتطلبت من فوكو اأن يعيد النظر يف<br />

مشروع تاريخ اجلنسانية )68( .<br />

ولكن،‏ ما يطرحه اجلنس ليس مشكلة السلطة فقط،‏<br />

واإمنا مشكلة الذات،‏ وبخاصة اأن ميشيل فوكو ل يرتدد يف<br />

تاأو يل فلسفته وفقا للمجال الذي يشرع يف البحث فيه،‏<br />

‏سواء عندما بحث املعرفة يف ‏“الكلمات والشياء”‏‎1966‎‏،‏<br />

اأو السلطة يف ‏“املراقبة واملعاقبة”،‏ اأو الذات التي يرى<br />

اأنها تشكل موضوعه الأساسي لأنها تتصل باحلقيقة وهو<br />

ما بيّنه يف اأعماله الأخرية )69( . ولهذا التحول اأو املنعطف<br />

اأو القطيعة،‏ وذلك وفقا ملختلف الدراسات واملقاربات )70( ،<br />

اأهمية قصوى يف التجربة الدينية،‏ وبخاصة هذه الذات<br />

التي حتاول اأن جتعل من ذاتها اأثرا فنيا خاصا وفريدا.‏<br />

ومن ثم،‏ فاإن التجربة الدينية ل ميكن التعبري عنها من<br />

غري هذه الذاتية،‏ فمقوم التجربة الدينية هو با منازع<br />

الذات )71( . ول يرتدد فوكو يف الإقرار باأن موضوعه كان<br />

دائما دراسة عاقة الذات باحلقيقة،‏ واأن هذا املوضوع<br />

قد طرحه بصيغ خمتلفة )72( .<br />

واإذا كان هنالك نقاش واسع حول مفهوم الذات<br />

يف الفلسفة املعاصرة )73( ، فاإن ما طرحه ميشيل فوكو<br />

يف اأخريات حياته اأثار مشكات عديدة منها ما تعلق<br />

بعاقته مبجمل فلسفته اأو مبفهومه للذات التي اختلف<br />

يف حتديدها،‏ فهنالك من يرى اأن الذات املقصودة عند<br />

ميشيل فوكو هي تلك الذات العملية يف مقابل الذات<br />

اخلاضعة للقانون الطبيعي اأو السياسي،‏ واأن هذه الذات<br />

العملية مرتبطة بذاتها اأو حمايثة لذاتها،‏ وتعرب املرحلة<br />

الهلنستينية وبشكل خاص الفلسفة الرواقية خري تعبري<br />

عن هذه الذات،‏ وذلك باسم ‏“الهتمام بالنفس”‏ الذي<br />

يعد جزءا من ‏“انطولوجيا احلاضر”،‏ وهو ما دعا بعض<br />

الباحثني اىل ربطه مبا ذهب اليه ماركس ”Marx“ يف<br />

دراساته الأوىل عن الرواقية والبيقورية،‏ واإىل اإقرار<br />

الأطروحة القائلة اأن هذه املرحلة تشكل ‏“مرحلة وعي<br />

الذات”،‏ مبعنى الذات احلرة،‏ اأي تلك الذات التي حتيى<br />

وفقا لقانونها اخلاص )74( .<br />

كما اأثارت حتلياته الصحفية حلدث الثورة<br />

الإيرانية مواقف نقدية عديدة،‏ فهنالك من راأى اأن<br />

ميشيل فوكو قد وجد يف حدث الثورة الإيرانية ‏-مبا<br />

هي ثورة دينية-‏ تنفيذاً‏ لأطروحاته الفلسفية،‏ يف حني<br />

ذهب اآخرون اإىل القول بسذاجة موقف الفيلسوف،‏<br />

وبخاصة وصفه لشعب متاحم،‏ ومتحد وراء قيادة<br />

كارزماتية.‏ وهنالك من ندد مبقالته احلماسية التي<br />

غابت عنها املعرفة والتفكري النقدي )75( ، وهو ما اأدى<br />

ببعض الباحثني يف احلركات الإصامية املعاصرة اىل<br />

القول اأن حتليل ميشيل فوكو يفتقد اإىل عملية اإدراك<br />

‏“النزعة الإصامية ،”l’islamisme“ مبعنى قراءة<br />

الدين وفقا ليدولوجيا ‏سياسية”‏ )76( . ويعد احلوار الذي<br />

جمعه مع ‏صحفيني من ‏صحيفة ،”Liberation“ نشرا<br />

كتابا حول الثورة الإيرانية بعنوان:“اإيران:‏ الثورة باسم<br />

اهلل”،‏ ومت خال الأيام الأوىل ملحاكم الثورة التي اأعدم<br />

فيها املعارضون للنظام اجلديد،‏ وبخاصة اأن مقالت<br />

ميشيل فوكو يف هذا الوقت قد كانت موضوع نقد لذع<br />

من قبل عديد املثقفني الذين اتهموه باحلماسة الكبرية

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!