23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

2 0 1 1<br />

206<br />

من حيث املنطلق اإىل السّ‏ ياق والعاقات التواصلية(‏<br />

لتُشكّ‏ ل مقاربة ثانية ذات مستويني يف التعامل:‏<br />

1- مستوى فهم الطرح الباغي:‏ التفسري الباغي<br />

للوجوه اجلمالية والتاأثريية يف الأقوال.‏<br />

2- مستوى طرح بديل تداويلّ‏ / اأو اإقرار تشاكل مع<br />

التناول الباغيّ‏ القائم )14( .<br />

ولعلّنا ‏سنعمد اإىل املراوحة بني املستويني بشكل<br />

منظّ‏ م عسانا نُوَفَّق اإىل اإحاطة اأشمل مبوضوع العمل،‏<br />

وهو دراسة البُعد التداويلّ‏ يف ‏شروح التلخيص.‏<br />

واإن كان نصّ‏ العنوان يحتمل قراءتني على الأقلّ‏ :<br />

1- القراءة الأوىل تسلّم بوجود بُعد تداويلّ‏ يف<br />

املدوّنة،‏ ومن ثمّ‏ ة يكون البحث عبارة عن كشف ذلك<br />

البُعد واإماطة اللّثام عنه.‏<br />

2- القراءة الثانية ل تسلّم بوجود بُعد تداويلّ‏ يف<br />

املدوّنة،‏ ولكنّها تطرح اإضافة ‏صبغة تداولية على التناول<br />

املتوافر يف الشّ‏ روح الباغيّة املدروسة.‏<br />

فيكون البحث اإضافة وتلوينا خمصوصا للمدوّنة<br />

التي نشتغل عليها.‏<br />

التداخل بني النحو والبالغة:‏<br />

يُشري بعض الباحثني املستعربني اإىل ‏»تطابق يف<br />

العمق«‏ بني التحليل الباغي يف علم املعاين ‏)مبحث<br />

الإسناد ) والتحليل النحوي للمبحث ذاته )15( ويف ذلك<br />

اإقرارٌ‏ بثقل وطاأة املنهج النّحويّ‏ الذي تكرّ‏ ‏س فجعل علم<br />

املعاين اختصاصا ‏ضيّقا ل يبلُغه الباحث اإلّ‏ بعد اأن<br />

ترسخ قدمه يف اآليات التحليل النحوي.‏<br />

غري اأنّ‏ باحثا عربيّا معاصرا،‏ قد ارتاأى اأنّ‏ اختاط<br />

مسائل النحو مبسائل علم املعاين،‏ قد اضرّ‏ بالباغة<br />

من جهة كونه يقيم تعارضً‏ ا ‏صميما بني الباغة مبا<br />

هي دراسة الكام اجلميل والنحو مبا هو دراسة الكام<br />

السليم ، مع حتكيم منهج هذا يف تلك.‏ فاملنطق يقول<br />

اإنّ‏ املنهج الذي يُدرس به ‏»الأسلوب العادي«‏ ليس املنهج<br />

نفسه الذي يُحتكم اإليه عند دراسة ‏»الأسلوب العايل«‏<br />

اأو الكام السامي بعبارة جون كوهني.لذلك يخلص<br />

الباحث اإىل الدعوة التالية:‏ ‏»ولعلّي اأكون اأكرث ‏صراحة<br />

حني اأدعو اإىل تنحية علم املعاين عن كيان الباغة<br />

لتحتفظ الباغةُ‏ بتجانُسها وصفائها ووظيفتها اجلمالية<br />

التي تختلف عن وظيفة النحو القائمة على الصامة<br />

اللّغويّة«‏ )16( .<br />

غري اأنّ‏ بوهاس وجماعته يروْن اأنّ‏ الباغيني يف<br />

مبحث الإسناد رغم اشرتاكهم مع النّحاة،‏ فقد توصّ‏ لوا<br />

اإىل بعض النتائج التي مل يقف عندها النّحاة.‏ وقد علّلوا<br />

ذلك باملنهج املعتمد لدى اأولئك الباغيني،‏ وهو منهج<br />

يتاأسّ‏ ‏س على اهتمام قارّ‏ لديهم ‏»بربط الأعمال املتّصلة<br />

بنظام الكلمات،‏ باسرتاتيجيات املتكلّم و باآثار املعنى<br />

)17(<br />

املرتبطة بتلك السرتاتيجيات بانتظام«‏<br />

فاملستعربون يعتربون الباغيني على تقارب كبري<br />

وتوافق ‏شديد مع النّحاة،‏ غري اأنّ‏ ذلك مل يطمس<br />

بعض التميُّز لديهم.‏ يف حني يرى د.‏ ‏صاح عيد اأنّ‏<br />

ارتباط الباغة بالنحو منذ عبد القاهر اجلرجاين<br />

‏)ت ‎471‎ه(‏ يف ‏»دلئل الإعجاز«‏ مرورا بفخر الدين<br />

الرازي ‏)ت ‎606‎ه(‏ وصول اإىل السكاكي ‏)ت 626 ه(‏<br />

واخلطيب القزويني ‏)ت 739 ه(‏ قد ‏شلّ‏ النظر الأصيل<br />

يف جماليات الأسلوب،‏ وذلك بتسليط منهج النحاة على<br />

مباحث الباغة،‏ ومل تكف حماولة حازم القرطاجنّي يف<br />

‏»منهاج البلغاء«‏ يف الفصل بني جمايل النحو والباغة<br />

ول جهد ابن خلدون يف ‏»املقدّ‏ مة«‏ يف ربط النحو مبجاله<br />

الأصلي وهو الإعراب )18( . فكاأنّ‏ التداخل بني مباحث<br />

العلمني يُعدّ‏ ‏»خلطا«‏ عند د.‏ ‏صاح عيد،‏ ل ‏سيما اإذا تعلّق<br />

الأمر باستبداد النحو بالباغة .<br />

غري اأنّ‏ بوهاس وجماعته يرون اأنّ‏ اأسبابا تاريخية<br />

تكمن خلف هذه الظاهرة،‏ فقد حاولت الباغة<br />

التخلّص من ‏سيطرة النّحو ، بل اأكرث من ذلك،‏ اإذ<br />

يقرّ‏ ر املستعربون « اأنّ‏ لعلم املعاين نزعة احللول حملّ‏<br />

النحو بالقوّة ‏)ل بالفعل(‏ ‏)وبعض الصفحات(‏ يف دلئل<br />

الإعجاز ‏)للجرجاين تلمّ‏ ح اإىل ذلك تلميحا(«‏ )19( غري<br />

اأنّ‏ هذه النزعة قد ولدت يف نظر بوهاس وجماعته <br />

متاأخّ‏ رة جدّ‏ ا ‏)القرن اخلامس للهجرة(‏ فهي عاجزة<br />

عن اأن تزحزح النحو من مكانته التي ابتناها منذ اأواخر<br />

القرن الثاين للهجرة.‏<br />

فكان للنحو ذلك املحلّ‏ الأسنى يف ‏»الصرح الثقايف

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!