23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

2 0 1 1<br />

92<br />

حمدد،‏ ويظهر فيه قطاع حمدد من ‏شخصيات الرواية،‏<br />

ويعالج حادثة حمددة بادئًا بالفرشة الوصفية وصاعدً‏ ا<br />

باحلوار اإىل ذروته؛ بحيث نشعر عندما ننتهي من قراءة<br />

كل مشهد،‏ باأننا قد انتقلنا خطوة اإىل الأمام يف دراما<br />

الرواية وحركتها.‏<br />

وثاين هذه الأصول يرتبط بالعاقات التي يقيمها<br />

املوؤلف بني هذه املشاهد املستقلة،‏ وهي عاقات تتعدد<br />

وتتداخل وتتواشج لكي تشكل يف النهاية عاملًا روائيًا<br />

واحدً‏ ا،‏ عامل ‏»السائرون نيامً‏ ا«‏ بتنويعاته وطبقاته.‏<br />

وعاقة القربى احلقيقية التي تربط بني بعض<br />

الشخصيات يف املصاهد املختلفة،‏ هي اأوىل هذه<br />

العاقات الرابطة واأبسطها واأكرثها منطقية،‏ ومن<br />

خالها ميكن للراوي وروايته،‏ ودون اأن نشعر بقفزة غري<br />

منطقية،‏ اأن ينتقا بصاسة – مثاً‏ - من عامل اأيوب<br />

وصبيه يوسف وزوجته ‏ست الكل يف القاهرة،‏ اإىل عامل<br />

الفاحني يف قرية ميت جهينة؛ لأن هناك عاقة قربى<br />

وهجرة متبادلة بني العاملني،‏ هربًا من العسف،‏ اأو طلبًا<br />

للرزق،‏ اأو استعدادً‏ ا لانتقام.‏<br />

واإذا كان هذا نوعً‏ ا من العاقات البسيطة،‏ التي يبدو<br />

دور املوؤلف فيها مقصورًا على النقل،‏ من العامل الواقعي<br />

اخلارجي الكائن هناك،‏ اإىل عامل الرواية الداخلي<br />

املتخيل،‏ فاإن هناك نوعً‏ ا اآخر من العاقات التي يخلقها<br />

املوؤلف خلقً‏ ا،‏ وهي عاقات اأكرث تعقيدً‏ ا واأشد رهافة،‏<br />

وعلى نحو تبدو معه اأحيانًا عاقات خمططة وخطرة،‏<br />

لأنها قد تبدو حتكمية وخمتلقة ، وهو ما كان ميكن اأن<br />

يضر حركة الرواية واإيقاعها ومصداقيتها.‏<br />

من هذه العاقات مثاً،‏ ما ميكن اأن نسميه عاقة<br />

‏»الستباق«،‏ وهي العاقة التي يستخدمها املوؤلف يف<br />

مواضع كثرية،‏ ولكنه يستخدمها خصوصً‏ ا يف التمهيد<br />

البطيء وعلى مهل،‏ لثاث ذرى درامية كربى يف الرواية:‏<br />

1- الطاعون،‏ و‎2‎‏-‏ اكتشاف الأسرار امليلودرامية املدهشة<br />

اخلاصة بتداخل النسب يف احلرام بني امللتزمني من<br />

اآل اإدريس وفاحي ميت جهينة،‏ ثم 3- ‏ساعة الثورة<br />

والنتقام التي تاأتي بها نهاية الرواية.‏<br />

على مدار الفصول العشرين يف القسم الثاين من<br />

الرواية،‏ والذي يجعل املوؤلف عنوانه : الطاعون،‏ ‏سرنى<br />

عامة الستباق الأساسية تظهر ثم تختفي،‏ يف ‏صورة<br />

فئران تتخلل املشاهد،‏ تظهر بشكل عرضي يتخلل<br />

حوارات املشاهد يف البداية،‏ لكنها تتزايد وتتقدم<br />

املشاهد برقصها املذبوح وبدمها املقزز،‏ ثم اإنها ‏سرعان<br />

ما تنتقل من الفئران اإىل البشر،‏ وكلما تقدمنا مع<br />

املشاهد تبلور ‏شعورنا بالطاعون املقبل،‏ اإىل اأن نصل يف<br />

املشهد الأخري من هذا القسم اإىل اإعانها ‏صريحة:‏<br />

‏»اندفع خليل بعويله<br />

املكتوم مارقًا من العتبة<br />

اإىل اخلالء،‏ وهو يسد اأذنيه<br />

بيديه،‏ وقبل اأن يبتلعه البعد<br />

كان املرعوش قد حلق به<br />

يف وثبات طائرة،‏ واندفع<br />

خيالهما يف ‏ضوء القمر<br />

ذاهبيني اإىل االأفق يف عدو<br />

خاطف واأذرعهما مفتوحة<br />

للسماء بكفوفها املبسوطة،‏<br />

وصوتهما الواحد يرج ما بني<br />

االأرض والسماء:‏<br />

- الطاعون!‏ الطاعون!‏<br />

الطاعون!«‏ ‏)ص 163(<br />

وعامة الصتباق املمهدة للذروة الثانية،‏ هي<br />

النغزة املتشابهة على خدود اآل اإدريس،‏ وخدود اأبنائهم<br />

واإخوانهم يف احلرام من فاحات ميت جهينة.‏ وهي<br />

عامة تبداأ يف ‏صورة وصف اآيل وساخر اأحيانًا،‏ يقوم به<br />

الراوي يف مشاهد متعددة،‏ ثم يزداد اقرتابنا مع الوقت<br />

من هذا اخلد املنغوز املتكرر ودللته،‏ اإذ تتضح احلقائق<br />

فصاً‏ بعد فصل حني تتبادل النسوة اعرتافاتهن.‏ اإنها<br />

النغزة املاأساوية التي تتحول اإىل كابوس يراه حممد وقد<br />

انطبع على كل الكائنات:‏<br />

»- راأيت ‏سوق ميت<br />

جهينة بالناس والبهائم كاأنه<br />

يوم احلشر،‏ والناس جميعًا<br />

يف خدودهم نغزة مثل هذه<br />

.. وحتول احللم اإىل كابوس<br />

عندما اأخذت كل بهائم<br />

السوق ترفع من االأرض<br />

رءوسها،‏ فاأرى لكل بهيمة<br />

نغزة اأيضً‏ ا .. يا للكابوس!..‏<br />

حتى عندما رفعت وجهي اإىل

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!