د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
2 0 1 1<br />
178<br />
باختاف ثقافة الفرد التي نصاأ فيها، وذلك لأن الثقافة<br />
تلعب دورا مهماً يف كيفية اإحساسنا واستجابتنا له.<br />
لقد اأوضح كل من والسنت وجوتليب )1997( باأن<br />
املعلومات اجلينية ل حتدد ما نفكر فيه اأو نتذكره،<br />
فاجلينات ل تصنع نهايات الرتاكيب العصبية، و لكنها<br />
عبارة عن نظام مشفر للربوتينات التي تتاأثر بنظام<br />
الأيض املعقد واملذهل. وجتد هذه الفكرة وضوحها يف<br />
طبيعة التباين املاحظ عادة بني طفلني متتايلّ الولدة<br />
يف اأسرة واحدة، فالطفل الأول غالباً ما يكون واثقا<br />
بذاته ولكنه متحفظ، يف حني يكون الثاين اأكرث مرونة<br />
وتكيفا، وتلك الختافات يف الشخصية ل ميكن ردها<br />
اأو تفسريها على اأساس جيني، يف حني ميكن تفسريها<br />
فقط على اأصاس تعامل الآباء واختاف تعاملهم<br />
وتربيتهم لكل منهما.<br />
فالوظائف السيكولوجية املنظمة اجتماعياً، متكّ ن<br />
الأفراد من فهم البيئة بشكل اأكرث واقعية، مقارنة مبا<br />
ميكن للعمليات البيولوجية الصرفة اأن تفعله يف هذا<br />
املستوى. وهكذا فاإن العمليات املوجهة بيولوجياً يف<br />
الأطفال واحليوانات حتدد الستجابات الأوتوماتيكية<br />
املحددة، فهي متنع الفهم احلقيقي و الندماج مع البيئة.<br />
وكما بني فيكوتسكي فاإن الذاكرة والإدراك واملشاعر<br />
والدوافع، التي تتشكل اجتماعياً، تقوم على الإحساس<br />
العضوي و متكن من التصال مع العامل اخلارجي، وهنا<br />
يجب اأن ناأخذ بعني العتبار اأن معظم الناس يعتقدون<br />
باأن التفاعل البيولوجي يوفر اأهم املعلومات املتاحة،<br />
واأن التاأثري الجتماعي يشوه املعلومات. وميكن توضيح<br />
اأهمية اخلربة يف اإدراك الأحجام احلقيقية للأشياء<br />
التي ندركها، فاإدراك حجم الأشياء القائمة يعتمد على<br />
اخلربات الإدراكية السابقة بدرجة اأكرب من جمسات<br />
العوامل البيولوجية املستقاة من اخلربة املباشرة<br />
احلسية، فحجم الصورة الفسيولوجية يتغري بتغري<br />
املسافة بني املادة و املشاهد، ولذلك فاإن املشاهد يعتمد<br />
على خربته الإدراكية السابقة يف حتديد حجم الأشياء<br />
ومسافتها، علما باأن ثبات احلجم احلقيقي للمادة ل<br />
يتاأثر باملسافة بينها و بني املشاهد.<br />
وتاأسيسا على هذا الستدلل املتقدم، فاإن العوامل<br />
العقلية والنفسية كالإدراك والتفهم و العقانية والذاكرة<br />
و العواطف والحتياجات الشخصية ترتكز على واقع<br />
ثقايف يرتبط باملفاهيم اللغوية والرموز الثقافية<br />
واخلربات املكتسبة كاأنظمة عمل اأو تشغيل، وهذا يعني<br />
اأن هذه القوى ل متارس فعلها بوصفها جمرد قدرات<br />
فطرية بيولوجية بل هي قدرات ثقافية يف طبيعتها<br />
وماهيتها.<br />
و قد اأكد دونالد اأيضاً باأن الثقافة باأنظمتها الرمزية<br />
متارس وظائف سيكولوجية ترثي الفرد ومتكنه من<br />
الستفادة من جهود الآخرين. فقدرة الأفراد يف نظام<br />
ثقايف حمدد تتوسع لتشمل قدرة املجموعة، و هذا<br />
ياحظ دائماً يف اآليات اشتغال الذاكرة، فالفرد الذي<br />
يشارك يف النظام الرمزي اخلارجي ل يكون حمدوداً<br />
بذاكرته فقط يف تذكر الأشياء، فلديه مدخل لتسجيات<br />
دائمة متت كتابتها من خال التدوين اجلماعي للرموز<br />
والعامات )10( . وكصدى لوجهة نظر فيكوتسكي باأن<br />
الرموز الثقافية توؤدي اإىل تشكيل وظائف سيكولوجية<br />
جديدة؛ يقول دونالد باأن النظام الرمزي اخلارجي<br />
يفرض اأساليب روؤى جديدة، واأساليب تخزين متجددة،<br />
واأساليب تذكر متنوعة، وخيارات متقدمة للتحكم<br />
بالسلوك واإيجاد اأنظمة تكيف عقلية واإدراكية جديدة،<br />
لأن النظام الرمزي يكون مهارات مركبة جديدة مثل،<br />
التحليل والربجمة واملحاكمة وهي عمليات عقلية ل<br />
مكان لها يف الذاكرة، وغالباً ما تكون خارجية املنصاأ<br />
واملصدر.<br />
واإذا كانت الوظائف السيكولوجية مكونة من<br />
نسيج رمزي ثقايف اجتماعي بالدرجة الأوىل، فاإن هذه<br />
الوظائف تتكون وتتشكل من خال تفاعل الفرد مع<br />
الوسط الثقايف بدرجة اأكرب من اعتمادها على القدرات<br />
البيولوجية املحددة للوظائف السيكولوجية؛ وهذا<br />
بدوره يعيد الختافات الفردية السيكولوجية ويفسرها<br />
بالختافات يف التعرض للخربات الجتماعية املتنوعة<br />
التي متد الفرد بالرموز الثقافية والجتماعية املشكلة<br />
للظواهر السيكولوجية.