23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

2 0 1 1<br />

28<br />

الإصامية التي تعد ‏سببا من الأسباب التي دفعت نحو<br />

اإعادة النظر يف عاقة الدولة بالدين.‏ لذا،‏ ترى بعض<br />

الدراسات اأن حتليل ميشيل فوكو للسلطة الرعوية كما<br />

عرضها يف درسه ‏“الأمن،‏ الإقليم،‏ السكان”،‏ يثبت من<br />

جهة مكانة هذا الشكل من السلطة ‏ضمن حتليله لتاريخ<br />

اأشكال احلكم،‏ ويعكس من جهة اأخرى موقف فوكو من<br />

النقاش الاهوتي-السياسي لنموذج العلمنة وهو موقف<br />

يتسم بالرتباط باحلرية بوصفها ممارسة،‏ وبوصفها<br />

الإمكانية الأساسية للحرية الروحية،‏ اأو بتعبري اآخر<br />

الرتباط باحلرية ومنها احلرية الروحية الفردية،‏ مبا<br />

هي حرية جمالية واأخاقية وليس ‏سياسية،‏ وذلك لأن<br />

هنالك من يرى اأن الأخاق هي الديانة اجلديدة يف<br />

زمن الدميقراطية املابعد حداثية،‏ كما اأن هنالك من ل<br />

يرتدد يف القول اإن النتقال نحو الأخاق يشكل فرصة<br />

لهذه الدميقراطيات )87( . واحلق فاإن نشر درس ‏“تاأو يل<br />

الذات”‏ كان مناسبة لعديد التعليقات التي توؤكد احلياة<br />

الروحية مبا هي حتول يف فلسفة ميشيل فوكو ، ومبا هي<br />

جتربة واإمكانية وبديل يف الوقت نفسه )88( .<br />

واإذا كان الفكر السياسي الغربي يعيد النظر يف<br />

بعض مبادئه الناظمة للحياة الأخاقية والسياسية،‏<br />

فاإننا نعتقد اأن الثقافة العربية والإصامية يف اأشد<br />

احلاجة اإىل اإعادة التفكري يف هذه العاقة التي يحكمها<br />

غالبا توجهان اأساسيان متقابان:‏ توجه يرى اندماج<br />

السياسي يف الديني اندماجا كاما،‏ ويجد تعبريه يف<br />

خمتلف التيارات الإصامية السياسية املعاصرة،‏ ويف<br />

املقابل هنالك تيار علماين رفع العلمانية اإىل درجة<br />

العقيدة والأيديولوجية،‏ نافيا اأن تكون اإجراءً‏ قانونيا<br />

منظما لعاقة الدين بالسياسة.‏ ولقد قام هذان التياران<br />

باستبعاد منهجي منظم للراأي القائل اإن”‏ الإصام يف<br />

نصوصه الأصلية،‏ ويف فضاء ‏»التيار الأغلبي«‏ العمومي<br />

الذي ميثله،‏ يعرض خاصا ارضيا مباشرا قائما<br />

على ‏“العدل”‏ و“املصلحة”‏ يف ‏سياق روؤية حضارية<br />

وقيم اإنسانية رحيمة”‏ (98) . ‏ضمن هذا السياق العاملي<br />

والإصامي،‏ هل ميكن للأنطولوجيا التاريخية ‏-مبا هي<br />

فلسفة نقدية-‏ اأن تسهم يف اإعادة النظر يف عاقتنا<br />

بالدين؟ قد نكون بطرحنا هذا الصوؤال نطالب هذه<br />

الفلسفة مبا هو مناف لطبيعتها،‏ نظرا لرفضها تقدمي<br />

بدائل نظرية وسياسية،‏ اإل اأن اهتمامها بالدين يفرض<br />

علينا الوقوف عند بعض العامات املميزة لهذا املوقف،‏<br />

ومنها على وجه التحديد:‏<br />

1. يعد الدين ‏-مبا هو خطاب وممارسة-‏ عنصرا<br />

اأساسيا يف الثقافة الإنسانية عموما،‏ ويف الثقافة الغربية<br />

على وجه التحديد،‏ كما يعترب ‏سلطة ممثلة بالسلطة<br />

الرعوية والدولة العادلة.‏ وهو خطاب خاضع لآليات<br />

السلطة واملعرفة،‏ وللرهانات الإسرتاتيجية والتكتيكية،‏<br />

وللتحولت التاريخية.‏ واإذا كانت خمتلف اأشكال السلطة<br />

يف نظر فوكو متماثلة،‏ مبا اأن السلطة عاقة تقوم على<br />

القوة يف وضع اسرتاتيجي معني،‏ وتخضع للتحول يف<br />

اأشكالها واآلياتها وتقنياتها عرب مراحل تاريخية خمتلفة،‏<br />

فاإن حتليله للدولة الليربالية واآلياتها يبني مدى اأهمية<br />

قيمة احلرية التي ظهرت يف ‏شكل املجتمع املدين حتت<br />

تاأثري القتصاد السياسي الذي يعد حتقيقاً‏ للحرية وحدّ‏<br />

ا للسلطة.‏<br />

. 2 اإن الدين مبا هو جتربة ثقافية ‏سياسية<br />

وروحية،‏ ومبا هو قوة ‏سياسية )90( ، قد جتلى يف حدث<br />

الثورة الإيرانية التي ‏شكلت مناسبة للفيلسوف ميشيل<br />

فوكو ليوؤكد على بعض اجلوانب املنهجية للأنطولوجيا<br />

التاريخية،‏ وبخاصة مفهومه للفلسفة مبا هي تشخيص<br />

للحاضر،‏ ومبا هي اهتمام باملختلف،‏ ومبا هي مقاومة،‏<br />

ومبا هي حترر روحي.‏ واإذا كانت عبارة ‏“السياسة<br />

الروحية”‏ حتمل مفارقة ظاهرة،‏ فاإنها تعد يف نظر<br />

ميشيل فوكو مبثابة مطلب اأخاقي،‏ وحق ‏سياسي،‏ على<br />

السلطة اأن تضمنه ملواطنيها ‏سواء اأكانت ‏سلطة دينية اأم<br />

علمانية،‏ لأنها تاأكيد على قيمة احلرية والتحرر،‏ ولأنها<br />

اأساس حقوق الإنسان )91( . اإن هذا املوقف الفلسفي هو<br />

الذي دفع مبيشيل فوكو يف ‏سياق رده على بعض منتقدي<br />

موقفه من الثورة الإيرانية اأن يقول:‏ ‏“اإن الإصام بوصفه<br />

قوة ‏سياسية يعد مصاألة مهمة يف احلاضر،‏ ويف املستقبل،‏<br />

واإن الشرط الأساسي ملناقشتها بعناية وذكاء،‏ هو اأن ل<br />

نبداأ بالكراهية”‏ )92( .

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!