د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
2 0 1 1<br />
68<br />
بالتفقه يف الأحكام وجوب معرفة املقاييس الفقهية على<br />
اأنواعها، وما منها قياس وما منها ليس بقياس، كذلك<br />
يجب على العارف اأن يستنبط من الأمر بالنظر يف<br />
املوجودات وجوب معرفة القياس العقلي واأنواعه، بل هو<br />
اأحرى بذلك لأنه اإذا كان الفقيه يستنبط من قوله تعاىل<br />
)فاعتربوا يا اأويل الأبصار( وجوب معرفة القياس<br />
الفقهي، فكم باحلري والأوىل اأن يستنبط من ذلك<br />
العارف باهلل وجوب معرفة القياس العقلي« )46( . وهذا<br />
الأمر يعود ليوؤكده بالقول: »اإذا كان يشرتط يف احلاكم<br />
يف احلال واحلرام اأن جتتمع، له اأسباب الجتهاد-<br />
وهو معرفة الأصول ومعرفة الستنباط من تلك الأصول<br />
بالقياس- فكم باحلري اأن يشرتط ذلك يف احلاكم<br />
على املوجودات، اأعني اأن يعرف الأوائل العقلية ووجه<br />
الستنباط منها« )47( . فاإذا كان قد تقدم اإىل معرفتنا اأن<br />
احلكم الشرعي ل ميُ كن لصاحبه اإل باستيفاء شروطٍ ،<br />
كما تقدم اإىل علمنا اأن احلكم على الأفعال يف الشرعيات<br />
دون احلكم على املوجودات، فاملطلوب، من باب اأوىل،<br />
اأن يستويف احلكم على املوجودات جمموعة من الشروط<br />
التي ذكرناها اأعاه. وبعبارة اأخرى اإن ما صح للفقه،<br />
يصح بالأوىل للفلسفة، فقد تبني اأن الفلسفة تنظر يف<br />
املوجودات، بينما ينظر الفقه يف اأفعال الناس، والنظر<br />
يف املوجود عموما اأشمل واأكمل من النظر يف عرض من<br />
اأعراضه وهو الفعل، لذلك يقتضي شروطا اأكرب.<br />
لكن ابن رشد يرتاجع، مع ذلك، عن التمثيل بالأوىل<br />
اإىل التمثيل باملساوي، ولرمبا مل يكن ليحصل هذا<br />
الرتاجع اإل اضطرارا عند الرد على العرتاض الذي<br />
ميكن اأن يضعه اأحد من الناس، والذي مفاده اأن »هذا<br />
النوع من النظر يف القياس العقلي بدعة« )48( ، وحجة<br />
املعرتض اأن هذا النظر يف القياس العقلي »مل يكن يف<br />
الصدر الأول« )49( . لذلك غدا النظرُ يف القياس العقلي<br />
مثله مثل القياس الفقهي. اإذ ملا كان النظر يف القياس<br />
الفقهي واأنواعه شيئا استنبط بعد الصدر الأول، ومل<br />
يعترب بدعة، فكذلك يجب اأن يعتقد يف النظر يف القياس<br />
العقلي. فلما كان القياس الفقهي قد استنبط من احلث<br />
على العتبار، فاإن القياس العقلي مثله، ل يجب اأن<br />
يعترب بدعة لأنه استنبط اأيضا من احلث على النظر يف<br />
املوجودات.<br />
الأصل الذي يستنبط منه الفقيه وجوب القياس<br />
الشرعي هو الأمر الإلهي: )فاعتربوا يا اأويل الأبصار(،<br />
واحلقيقة اأن هذا الأمر ذاته اأحرى واأوىل اأن يكون مصدر<br />
استنباط احلكم بوجوب القياس العقلي. وهنا يكمن<br />
التمثيل اأو قياس الأوىل. فما يصدق على الشبيه يصدر<br />
على شبيهه بالأوىل. فاإذا كان استنباط الفقيه قد اأدّى<br />
به، بناء على وجود اأمر بالتفقه يف الأحكام، اإىل القول<br />
بوجوب معرفة القياس الفقهي؛ فاإن استنباط الفيلسوف<br />
يوؤدّي به، بناء على وجود اأمر بالنظر يف املوجودات، اإىل<br />
القول بوجوب معرفة القياس العقلي.<br />
يرد ابن رشد متبعا القاعدة اخلطابية اجلدلية يف<br />
التمثيل، والتي تلزم صاحبها ب»اأَن يحكم على شيء ما<br />
بحكم ما من اأَجل اأَنه قد حكم به مَ نْ سلف يف شبيه<br />
ذلك الشيء« )50( . فالظاهر اأن القياس العقلي والقياس<br />
الفقهي شيئان حممولن على مثال واحد، لأنه »اإن كان<br />
شيئان خاصيتني لشيئني على مثال واحد ثم مل يكن<br />
اأحدهما خاصة لأحدهما مل تكن الأخرى خاصة، واإن<br />
كان اأحدهما خاصة كان الآخر خاصة« )51( .<br />
يجيب ابن رشد عن هذا العرتاس، بلجوئه اإىل<br />
التمثيل اأو اأحد اأنواعه الذي هو قياس املساوي، الذي<br />
يقضي باأن ما يصح للشبيه يصح لشبيهه بالتساوي، اإن<br />
اإثباتا اأو نفيا. وهكذا فقد اأقام حجته التمثيلية، جميبا<br />
السائل املعرتض ببدعية القياس العقلي، على اأن السائل<br />
يلزمه اأن يقول اأيضا ومن باب املساوي »اإن النظر اأيضا<br />
يف القياس الفقهي واأنواعه« بدعة، هو الذي »استنبط<br />
بعد الصدر الأول« )52( . وملا كان النظر يف القياس الفقهي<br />
»ليس يرى اأنه بدعة«، فكذلك »يجب اأن يعتقد يف النظر<br />
يف القياس العقلي« )53( . اأي »ليس لقائل اأن يقول اإن هذا<br />
النوع من النظر يف القياس العقلي بدعة« )54( . وبعبارة<br />
اأخرى، اإذا صح اعتبار القياس العقلي بدعة، ملكان اأنه<br />
جاء بعد الصدر الأول، فاإنه سيكون صحيحا اعتبار<br />
القياس الفقهي بدعة اأيضا، لأنه هو اأيضا جاء بعد<br />
الصدر الأول، وبهذا تكون اجلهة التي عُ دت علةً يف