23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

2 0 1 1<br />

48<br />

املعارف واملواهب والإبداع،‏ التي متيز النشاط الفردي<br />

عن باقي املجموعة الجتماعية.‏<br />

يقود تفاعل الفرد مع الوسط الجتماعي،‏ نحو<br />

جملة من املدركات التي تكون فيها املطابقة والختاف<br />

مع الآخرين الأبرز فيها،‏ على اعتبار اأن الإنسان كائن<br />

اجتماعي يسعى اإىل حتقيق ذاته،‏ من خال عاقته مع<br />

املجموعة التي توفر له الوسط الذي ميكن اأن يتفاعل<br />

معه.‏ اإن كان على ‏صعيد تطمني حاجات الأمن والروابط<br />

النفسية والعاطفية،‏ اأو على ‏صعيد توفري احلاجات<br />

الذاتية واستيعاب نشاطه الذهني والفكري والإبداعي.‏<br />

ول يقف الأمر عند هذا احلد،‏ بل اإن عاقة التفاعل<br />

مع الآخرين تقوده نحو بلوغ العديد من احللول،‏ التي<br />

تكاد تكون يف حكم املستحيلة اإذا ما متت مواجهتها<br />

فرديا.‏ ومن هذا يربز مفهوم التواطوؤ الجتماعي حول<br />

املعاين،‏ وبالقدر الذي يقوم فيه هذا املفهوم على العاقة<br />

اجلدلية،‏ فاإن الرتباط النهائي فيه يغيب،‏ هذا بحساب<br />

البحث عن مستوى من املرونة،‏ التي تتمثل يف حاجة<br />

الفرد اإىل حتقيق ذاته،‏ من خال تاأكيده فردانيته<br />

18( ) . ومهما<br />

وكينونته،‏ وبقدر معني من التبعية للآخرين<br />

حاول الفرد الإبقاء على اآلية العاقة مع الآخرين،‏ فاإن<br />

اجلانب الشعوري يفرض نفسه على ‏صعيد الواقع،‏ ويوؤدي<br />

اإىل اأداء فعالية التواصل التي تثمر عن التصال.‏<br />

ل ميكن لأي جمموعة بشرية اأن توؤدي وظائفها<br />

من دون الستناد اإىل فعالية التصال.‏ وتربز اأهمية<br />

هذه احلاجة يف نظام الإشارات الذي ابتكره الإنسان<br />

البدائي،‏ الذي تدرج يف تطوره اإىل النظام الصوتي.‏<br />

لكن حدة التصال وتنوع اجلماعات البشرية اأبرز نوعا<br />

من التصال،‏ مرتبط بطبيعة البيئة واملكان والنشاط<br />

الإنساين،‏ وهكذا ‏صارت الرغبة ملحة يف ابتكار النظام<br />

التصايل الذي يضمن ‏سرعة وصول الرسالة،‏ فكانت<br />

الأصوات املميزة اأو الدخان اأو الأضواء،‏ لكن هذه الفعالية<br />

كانت تخضع ملحدودية التفاعل،‏ على اعتبار بطء حركة<br />

املجتمعات البدائية،‏ لكن هذا الوضع ‏سرعان ما ينقلب<br />

حني تتم دراسته يف العصر احلديث،‏ اأو التحول الهائل<br />

الذي ‏شهده مفهوم التصال يف العصر الراهن،‏ والذي<br />

راح يعرف ب عصر التصال والثورة املعلوماتية.‏<br />

التصال بشكله التجريدي يكون من الوسائل<br />

التي توطد لعاقات الجتماعية بني الأفراد اأو حتسني<br />

‏صورة فرد داخل جمموعة بشرية،‏ لكن حني تتعقد<br />

وسائل التصال وتستند يف فعاليتها على نقل الأفكار،‏<br />

فاإن الأمر ‏سيتخذ ‏شكا اآخر يقوم على اأهمية البناء<br />

الذاتي وتنمية املهارات واملعلومات،‏ ليتمكن الفرد من<br />

التفاعل مع املجموع.‏ ومن هنا قيض للعلوم الإنسانية<br />

الولوج يف ميدان التصالت،‏ وراحت تغذ اجلهود يف<br />

19( ) عرب<br />

جمال الدراسات الألسنية والدللية والعاماتية<br />

الستناد اإىل الوظيفة الإباغية التي تسعى نحو بلوغ<br />

اأهداف حمددة.‏<br />

املرسل - املوضوع - املرسل اإليه<br />

املساعد ‏–الذات - املعارض<br />

هذه اخلطة التي وضعها غرمياس تقوم على الشمول<br />

ملختلف الفعاليات،‏ وهي ل تتوقف عند النص الأدبي،‏ بل<br />

حتاول التغلغل يف دراسة املستويات املختلفة للخطاب،‏<br />

‏سواء كان على مستوى السطح اأو العمق،‏ بعبارة اأخرى<br />

بني السرد والنص.‏ فالعاقات تتجلى من خال بنيتها<br />

الرتكيبية،‏ حيث يتم النتقال من النص اإىل السرد،‏ هذا<br />

بحساب اأن استقصاء التحول يف تركيبة العاقات،‏ يتم<br />

20( ) ‏،حيث<br />

من خال الغور يف تفصيات النسق والإجراء<br />

يقدم لنا النسق حتديدا ملكانة احلدث داخل العمل<br />

السردي.‏<br />

ترميم الهوية<br />

يف السرية الشعبية للظاهر بيربس تربز حالة<br />

من الحتاد بني الذات واملوضوع عرب رغبة الراوي يف<br />

اإلغاء التاريخ املكتوب – املعروف – املتداول،‏ والبحث<br />

عن اأنساق تولدها الذات يف املوضوع من خال تركيز<br />

الراوي الذي ميثل املصدر،‏ والسرية التي متثل الهدف.‏<br />

بحساب اأنه لميكن احلديث عن ذات من دون عاقة<br />

مع املوضوع،‏ كما ل ميكن احلديث عن ذات فاعلة من<br />

دون وجود غاية اأو هدف.فالبنية العامة لسرية الظاهر<br />

بيربس تقوم اأول على العاقة الفاعلة بني الذات التي<br />

ميثلها الراوي يف السرية،‏ واملوضوع الذي متثله السرية

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!