23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

2 0 1 1<br />

66<br />

ب»الشاهد«.‏ فاإىل اأي حد ميكن القول اإن الفقه كان فعا<br />

النموذج الأمثل يف فصل املقال حتى مثل به ابن رشد؟<br />

يوؤكد ابن رشد اأن مقصد الشرع مثله مثل الفلسفة<br />

يرتاوح بني تعليم العلم احلق والعمل احلق.‏ ويظهر اأن<br />

التعليم الأول نظري مداره ‏»معرفة اهلل تبارك وتعاىل<br />

وسائر املوجودات على ما هي عليه،‏ وبخاصة الشريفة<br />

منها،‏ ومعرفة السعادة الأخروية والشقاء الأخروي«‏ )35( .<br />

اأما التعليم الثاين،‏ فمداره ‏»امتثال الأفعال التي تفيد<br />

السعادة،‏ وجتنب الأفعال التي تفيد الشقاء«‏ )36( . والعلم<br />

الذي ينظر يف هذه الأفعال هو الذي يسمى ‏»العلم<br />

العملي«‏ )37( . ومبا اأن هذه الأفعال تنقسم اإىل نوعني:‏<br />

اأفعال ظاهرة بدنية،‏ واأفعال نفسية.‏ فاإن هذه الأخرية هي<br />

ما يشكل ‏-يف نظر ابن رشد-‏ علوم الآخرة اأو الزهديات،‏<br />

)38(<br />

اأما الأفعال الظاهرة فهي موضوع علم الفقه.‏<br />

يظهر اأنه ما كان لبن رشد اأن ميثل الفلسفة بالفقه<br />

لو مل يتقدم اأول ليقرّ‏ ب بينهما،‏ والواقع اأن تقريبه هذا<br />

ذهب اإىل حد اعتبار الفقه علما عمليا،‏ واحلال اأن هذا<br />

العلم هو القسم اأو الفرع العملي من الفلسفة اإىل جانب<br />

القسم النظري.‏ اإن مقايسته بني الفلسفة والفقه،‏ مل<br />

تكن لتحصل لو مل يعمد اأول اإىل وضع منوذج للشرع<br />

على غرار منوذج الفلسفة.‏ فكما اأن الفلسفة قسمان،‏<br />

نظرية وعملية،‏ كذلك الشرع قسمان نظري وعملي.‏ هذا<br />

مع اأنه يجب اأن نشري اإىل اأن كامه هنا يوحي بنوع من<br />

التشابه بني الفلسفة والشرع،‏ وخاصة من جهة دخولهما<br />

معا حتت مسمى العلم،‏ ومن جهة اأجزائهما،‏ ومن جهة<br />

مقاصدهما.‏<br />

ومع اأن من عادة ابن رصد عند تعريفه للعلوم<br />

واملعارف األ يعلن عن اأبعادها الثقافية اخلاصة مبلة<br />

الإصام،‏ فاإنه اإذا رجعنا اإىل كتابه الضروري يف اأصول<br />

الفقه جنده يقول:‏ ‏»اإن املعارف والعلوم ثاثة اأصناف«،‏<br />

هكذا باإطاق،‏ رغم اأن ما ياأتي به من تصنيف قد يفهم<br />

منه على التوايل:‏ علم الكام،‏ والفقه واأصوله،‏ والقياس<br />

الفقهي.‏<br />

ومن هذه اجلهة فاملعارف ثاث:‏<br />

‏•اإما ‏»معرفة غايتها العتقاد احلاصل عنها<br />

يف النفس فقط،‏ كالعلم بحدث العامل،‏ والقول باجلزء<br />

الذي ل يتجزاأ واأشباه ذلك«‏ )39( ، وهذا ما نسميه بالعلوم<br />

الإلهية عموما)=اأصول العقيدة(؛<br />

‏•واإما معرفة غايتها العمل،‏ وهذه منها كلية<br />

وبعيدة عن اأن تكون مفيدة للعمل؛ ومنها ‏»جزئية كالعلم<br />

باأحكام الصاة والزكاة وما اأشبههما من جزئيات<br />

الفرائض والسنن،‏ والكلية كالعلم بالأصول التي تبنى<br />

عليها هذه الفروع من الكتاب والسنة والإجماع،‏ والعلم<br />

بالأحكام احلاصلة عن هذه الأصول على الإطاق<br />

واأقسامها،‏ وما يلحقها من حيث هي اأحكام«‏ )40( ؛<br />

‏•واإما ‏»معرفة تعطي القوانني والأحوال التي بها<br />

يتسدد الذهن نحو الصواب يف هاتني املعرفتني،‏ كالعلم<br />

بالدلئل واأقسامها،‏ وباأي اأحوال تكون دلئل وباأيها ل.‏<br />

ويف اأي املواضع تستعمل النقلة من الشاهد اإىل الغائب<br />

ويف اأيها ل.‏ وهذه فلنسمها ‏سبارا وقانونا،‏ فاإن نسبتها<br />

اإىل الذهن كنسبة الربكار واملسطرة اإىل احلس يف ما ل<br />

يوؤمن اأن يغلط فيه«‏ )41( .<br />

وهكذا ‏صارت قسمة العلوم يف الضروري يف الفقه<br />

‏)وهي قسمة متعلقة بالعلوم الإصامية،‏ كما يظهر(‏<br />

تشبه على التوايل قسمة الفلسفة اإىل علوم نظرية،‏ وعلوم<br />

)42(<br />

علمية،‏ من ‏سياسة واأخاق،‏ وعلوم اآلية وهي املنطق.‏<br />

لكن ابن رشد ينبه اإىل اأن املقصود بالنظر اأساسا هو<br />

اأصول الفقه،‏ الذي ينقسم اإىل اأربعة اأجزاء:‏ يتضمن<br />

اجلزء الأول النظر يف الأحكام،‏ والثاين النظر يف اأصول<br />

الأحكام،‏ والثالث يف الأدلة املستعملة يف استنباط حكم<br />

حكم عن اأصل اأصل،‏ وكيف استعمالها.‏ والرابع يتضمن<br />

)43(<br />

النظر يف ‏شروط املجتهد يف الفقيه.‏<br />

من هنا يتبني اأن النظر اخلاص بصناعة اأصول<br />

الفقه اإمنا هو اجلزء الثالث،‏ لأن الأجزاء الأخرى من<br />

جنس املعرفة التي غايتها العمل،‏ ولذلك ‏»لقّبوا هذه<br />

الصناعة باسم بعض ما جعلوه جزءا منها،‏ فدعوها<br />

باأصول الفقه.‏ والنظر الصناعي يقتضي اأن يفرد القول<br />

يف هذا اجلزء الثالث اإذ هو مباين باجلنس لتلك الأجزاء<br />

الأخرى«‏ )44( .<br />

وعليه،‏ فتمثيل ابن رشد يف فصل املقال لن يكون

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!