23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

2 0 1 1<br />

64<br />

والأصويل،‏ فاإننا نوافق الباحث ‏صوؤال وجوابا.‏ وهو ما<br />

اأظهرناه اأعاه من طريق خمتلفة.‏<br />

فقد جلاأ ابن رشد يف فصل املقال:‏ ‏»اإىل لغة الفقيه<br />

ليدافع عن ‏شرعية الفلسفة،‏ مع اعتقاده الراسخ باأن<br />

علم الفقه هو علم اأدنى من علم الفلسفة«‏ )24( . ومع اأن<br />

علي اأومليل ل يعترب مصاألة اللجوء هذه مندرجة ‏ضمن<br />

تقنية التمثيل ويضعها على مستوى العاقة املتوترة بني<br />

السلطة العلمية والسلطة السياسية،‏ حني قال:‏ ‏»لقد<br />

اضطر ابن رشد اإذن اإىل الستعانة بالسلطة العلمية<br />

للفقيه للدفاع عن السلطة العلمية للفيلسوف«‏ فاإن<br />

املفارقة تكمن هنا بالضبط ‏»لأنه من الناحية النظرية<br />

املحض،‏ فاإن العلم الأعلى هو الذي يحتاج اإليه العلم<br />

الأدنى لتربير مبادئه وليس العكس.‏ والفقه يف نظر ابن<br />

رشد ما هو ‏سوى ‏صناعة ظنية،‏ فليس هو املوؤهل لتربير<br />

العلم الفلسفي الذي يعتمد قياس الربهان،‏ وهو اأوثق<br />

منهج علمي بحسب املنطق الأرسطي«.‏ )25( هاهنا ينبغي<br />

اأن نسجل اأن علي اأومليل يخلط بني تربير ابن رشد قيمة<br />

الفلسفة وموضوعها ‏)مشروعية النظر الفلسفي(‏ وهو ما<br />

عرب عنه بوضوح وتربير املبادئ وهو قضية اأخرى ليست<br />

داخلة ل ‏ضمن برنامج عمل ابن رشد يف فصل املقال ول<br />

‏ضمن اأغراضه.‏ فاستعانة ابن رشد باخلطاب الأصويل<br />

للدفاع عن مشروعية اخلطاب الفلسفي هو ‏ضرب من<br />

القياس التمثيلي،‏ استدل فيه ابن رشد بظهور مشروعية<br />

القياس الفقهي على مشروعية النظر الفلسفي.‏ وعامل<br />

الظنية هنا له دور حاسم يف التمثيل.‏ فالفقه من هذا<br />

الباب ل ميكن اأن يكون منوذجا اأمثل للفلسفة،‏ بالنظر<br />

اإىل ظنية الطرف الأظهر يف الستدلل ويقينية الطرف<br />

الثاين.‏ هذا هو جوهر ماحظتنا على ابن رشد.‏ لكن<br />

التمثيل غري تربير املبادئ.‏ اإن استعانة علم بعلم اآخر<br />

لتربير مبادئه وموضوعه ليس مقيدا بالعلو والدنو بدليل<br />

اأن ما بعد الطبيعة يضطر اإىل الطبيعة وهو علم اأدنى<br />

ليربر مبادئه.‏ وهذا ما ذهل عنه علي اأومليل.‏<br />

على اأية حال،‏ يتقدم ابن رشد يف ‏سريورة التمثيل<br />

خطوة اإىل الأمام من قياس املساوي اإىل قياس الأوىل.‏<br />

فاإذا كان اأمرُ‏ وجوب التعاون بني العلماء املتقدم منهم<br />

واملتاأخر يف النظر ‏»بيّنًا بنفسه،‏ ليس يف الصنائع العلمية<br />

فقط،‏ بل ويف العملية،‏ فاإنه ليس منها ‏صناعة يقدر اأن<br />

يُنشئها واحد بعينه،‏ فكيف بصناعة الصنائع،‏ وهي<br />

احلكمة؟!«‏ )26( . واإذا كانت قاعدة قياس الأوىل تقول:‏ ‏»اإن<br />

كان ‏شيئان يقالن على ‏شيئني،‏ فاإنه اإن كان ما يظن به<br />

اأنه اأحرى باأن يكون وجوده اأقل يوجد،‏ فالذي هو اأحرى<br />

بالوجود يوجد اأيضا«‏ )27( ، مبعنى اأنه اإذا كانت احلكمة،‏<br />

مبا هي ‏صناعة نظرية بل ومبا هي ‏صناعة الصنائع،‏<br />

اأوىل باسم الصناعة من ‏صناعة الفقه مبا هي ‏صناعة<br />

عملية،‏ وكانت ‏صناعة الفقه ل يقدر اأن ينشئها واحد<br />

بعينه،‏ فاإنه من باب الأوىل والأحرى،‏ األ يقدر واحد<br />

بعينه اأن ينشئ احلكمة.‏<br />

واإذا كان هذا هكذا،‏ فاحلكم النهائي هو:‏ ‏»يجب<br />

علينا اإن األفينا ملن تقدمنا من الأمم السالفة نظراً‏<br />

يف املوجودات واعتباراً‏ لها بحسب ما اقتضته ‏شرائط<br />

الربهان،‏ اأن ننظر يف الذي قالوه من ذلك وما اأثبتوه يف<br />

كتبهم«‏ )28( .<br />

ثالثا:‏ التمثيل بالفقهيات<br />

‏صحيح اأن معظم الدارسني الذين تعرضوا لكتاب<br />

‏»فصل املقال وتقرير ما بني الشريعة واحلكمة من<br />

التصال«‏ قد ‏شدُّواْ‏ اأحكامهم بخصوص هذا الكتاب<br />

بناءً‏ على فحص مضامني الكتاب دون جتاوزها اإىل<br />

فحص الآليات التي استعملها يف تشييده لهذه املضامني،‏<br />

اأو يف عرضه لها.‏ لكن هذا ل يعني اأن فحص الآليات قد<br />

يغني عن الطريق الأول،‏ بل نعتقد خاف ما يذهب اإليه<br />

د.‏ طه عبد الرحمن،‏ باأن املزاوجة بني الفحصني هي<br />

التي ميكن اأن تقدم لنا ‏صورة اأكرث تكاملية لأقوال ابن<br />

)29(<br />

رشد ومقاصدها.‏<br />

ول تهمنا كثريا مصاألة هوية كتاب فصل املقال هنا،‏<br />

لأن ما يشغلنا اأساسا هو الآلية التدليلية التي اشتغل بها<br />

ابن رشد من اأجل حتصيل مقصوده من تاأليف الكتاب،‏<br />

اأعني اإثبات مشروعية للفلسفة وللمنطق،‏ كما يصرح<br />

بنفسه؛ فلقد اأفرد الرجلُ‏ هذا الكتابَ‏ لهذا الغرض،‏ الذي<br />

مل يكن ليحصله دون الستعانة بالتمثيل،‏ ف»هو ل يكاد<br />

يتوسل يف بيان موضوعها ويف تقرير مشروعيتها،‏ على

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!