د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
2 0 1 1<br />
176<br />
صرخات الطفل وكلماته معنى ويحملونها دللة منطقية<br />
مبعزل عن اإرادة الطفل احلقيقية. بعد ذلك تتحول تلك<br />
الكلمات اإىل وسيلة تخاطب يعرب فيها الطفل عن ذاته<br />
بشكل واعي و مقصود.<br />
وهذا الأمر ينسحب على الذاكرة اأيضاً، فالذاكرة<br />
تتشكل بالنتقال اأيضا من حالة طبيعية اإىل حالة<br />
ثقافية سيكولوجية. يتذكر الأطفال الأشياء املوجودة<br />
واملجسدة اأمامهم مباشرة، ولكن هذا الأداء التذكري<br />
يتطور لحقا وبفعل التشريط الثقايف الجتماعي اإىل نوع<br />
من التذكر املجرد الرمزي غري احلسي. وبالتايل فاإن<br />
جمموعة من العمليات الثقافية متارس فعلها لتنظيم<br />
عمل الذاكرة واآليات اشتغالها يف اجتاه النتقال بها<br />
من حالتها الطبيعية احلسية العفوية، اإىل حالة رمزية<br />
جمردة واعية، وبالتايل فاإن هذا التحول من الشكل<br />
الطبيعي للذاكرة اإىل الشكل الثقايف منها يوؤدي اإىل<br />
تطوير الذاكرة والرتقاء بها ابتداء من مرحلة الطفولة<br />
اإىل مرحلة البلوغ.<br />
فالطريقة التي تستخدم فيها الذاكرة املفاهيم<br />
الثقافية لستعادة املعلومات تتشكل بواسطة خربة<br />
الفرد: ل ميكن اأن اأتذكر عنوان الكتاب الذي اأحتاجه<br />
ولكني اأعرف موضوع الكتاب، و بعد ذلك بداأت اأتذكر<br />
الفصل الذي ناقشت فيه هذا املوضوع، ثم فكرت يف<br />
الكتب التي استعنت بها يف ذلك الفصل، و اأخرياً توصلت<br />
لسم الكتاب الذي كنت اأبحث عنه. تلك العملية املعرفية<br />
املعقدة تنتج عنها استعادة ما مل ميكن استعادته من<br />
الذاكرة املباشرة.<br />
توجد اختافات ثقافية كبرية يف الذاكرة بسبب<br />
اختاف املعايري الثقافية تاريخيا بني الثقافات<br />
واجلماعات الإنسانية. ويف هذا الصدد يذكر كاروثرز<br />
)1990( اأنه يف اأديرة العصور الوسطى كان يتم<br />
التدريس بطريقة استظهارية خالصة، حيث يتوجب على<br />
املتعلمني اأن يختزنوا يف ذاكرتهم كمّ ا هائا من املعلومات<br />
واملعارف. وياحظ اأن الدارسني يف العصور الوسطى<br />
كانوا ميلكون ذاكرة حادة، حيث كان ميكن للواحد منهم<br />
اأن يقوم بتاوة اأعمال كاملة غيباً، و تسميع نصوص كاملة<br />
لأي عمل مهما كان حجمه. وكان الدارسون يعملون على<br />
حفظ تلك الأعمال من خال تقسيمها لأجزاء، و تلك<br />
الأجزاء كانت حتدد بعامات واضحة، و تلك العامات<br />
دائماً ما تكون موجودة ضمن املادة املكتوبة لتسهيل<br />
التذكر: كتابة الأحرف الأوىل من الفقرة باأحرف كبرية<br />
و واضحة، اأو رسم صور يف الهوامش بجانب الفقرات،<br />
اأو حتى تلوين الصفحات للتمييز بينها. ويستخلص من<br />
ذلك اأن هذه الطرائق والآليات الثقافية يف طرق احلفظ<br />
والستظهار كانت تساعد كثريا على تطوير الذاكرة<br />
الطبيعية، وحتسني القدرات املختلفة للذاكرة بني<br />
الأشخاص املختلفني. وعلى هذا النحو فاإن فيكوتسكي<br />
مييّز يف عملية تطور الذاكرة بني املستويات الطبيعية<br />
الدنيا بطابعها البيولوجي، وبني النشاطات السيكولوجية<br />
الجتماعية العليا بطابعها الثقايف. فالوظائف الطبيعية<br />
البدائية الطفولية القائمة - بغض النظر عن عملية<br />
النضج السيكولوجي الجتماعي- متحى وتستبدل<br />
بعمليات اأخرى اأكرث نضجاً، و يف اأحيان اأخرى، تندمج<br />
ويعاد تشكيلها بواسطة العمليات السيكولوجية العليا.<br />
ويوؤسس فيكوتسكي على هذا التصور اأن منظومة السلوك<br />
الإنساين تتم من خال تطوير اأنظمة جديدة للروابط<br />
التي تتخطى اأمناط السلوك الأولية يف اجتاه بناء<br />
منظومة سلوكية جديدة عليا تعتمد املعايري الثقافية.<br />
يوؤكد فيكوتسكي اأن الأمناط التنظيمية الأولية<br />
للسلوك تتشكل من خال الأنشطة الدماغية العضوية<br />
املساندة، وتتحول كلياً اإىل اأمناط اأكرث رقياً و تعقيداً.<br />
فالعمليات الطفولية ليس لها نظري عند الشخص البالغ،<br />
لأنها وجدت كذلك يف الطبيعة، و باملقابل فاإن نشاطات<br />
البالغني ليس لها مثيل طبيعي يف الأطفال اأو احليوانات<br />
( اأو الآلت (.<br />
فعملية التكيف عند الشخص البالغ تعتمد على<br />
منظومة معقدة من السلوك املنظم الهادف، وهو يختلف<br />
كليا عن السلوك املندفع املتهور الذي يتميز به الأطفال،<br />
اأو النشاط املنعكس الذي يتميز به احليوان. ويختلف<br />
السلوك التفاعلي للبالغ عن سلوك الطفل اأو احليوان،<br />
باأنه سلوك موجه وهادف ومتحكم به، لأن املنبهات