23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

2 0 1 1<br />

174<br />

توؤدي اإىل تشويه الذكريات،‏ فاإن احلياة املجتمعية ل<br />

توؤدي اإىل هذا الدور السلبي دائما،‏ لأنها يف معظم<br />

احلالت تسهم يف جعل الذاكرة اأكرث دقة،‏ لأن املفاهيم<br />

الجتماعية تنظم الذاكرة لستدعاء اخلربات الأكرث<br />

‏شيوعاً،‏ فالعتماد على تناغم احلياة الجتماعية،‏ متكن<br />

الأشخاص عادة من استدعاء احلوادث التي حدثت<br />

فعاً،‏ ولكن حالة تشويه الذكريات تكون يف املواقف التي<br />

ل تتطابق فيها الأحداث السابقة مع اخلربات الشائعة<br />

حيث ميكن حذفها اأو جتاهلها.‏<br />

فتذكر الألوان يعتمد على الطريقة التي تستخدم<br />

فيها تلك الألوان يف التواصل الجتماعي.‏ فقد اأثبتت<br />

دراسات عدة باأن الألوان ذات املدلولت اللغوية التي<br />

تستخدم يف عملية التواصل الجتماعي ميكن استدعاوؤها<br />

بسهولة اأكرث من تلك التي ليس لها مدلولت لغوية و ل<br />

تستخدم يف عملية التواصل الجتماعي.‏ هذا ويبني كل<br />

من راترن و ماك كاثي )1990( باأن تذكر الألوان يعتمد<br />

على ما اإذا كانت تلك الألوان مرتبطة و تتوافق مع<br />

اأشياء ذات عاقة بخربات الشخص الثقافية،‏ فاخللفية<br />

الثقافية للأشخاص حتسن من تذكر الألوان اأكرث من<br />

اخلصائص الشكلية للألوان مثل ‏صفائها.‏<br />

ويتجاوز الدور الجتماعي للحياة تاأثريه اإىل بعض<br />

اأشكال اخلرف النفسي،‏ ففي املجتمعات التي تسودها<br />

اخلرافات والتطري واملفاهيم غري املنطقية،‏ يبني<br />

الأفراد توقعاتهم واإدراكهم لذاتهم و مظهرهم اخلارجي<br />

واأفكارهم عن كيفية التعامل مع احلياة والضغوط<br />

بطريقة مَ‏ رَ‏ ‏ضية،‏ حيث يوؤدي استمرار هذه التصورات<br />

اإىل تشويه حقيقي يف تكويناتهم النفسية والإدراكية.‏<br />

ويف اجتاه الكشف عن العاقة بني الوظائف<br />

السيكولوجية،‏ واحلياة الجتماعية يبني فيكوتسكي )7( اأن<br />

مشكات احلياة توؤدي اإىل تطور خمتلف الوظائف العقلية<br />

والذهنية للفرد مثل:‏ الإدراك،‏ والذاكرة،‏ والنتباه،‏<br />

ويعاد تشكيلها على اأساس جديد وفقا لوضعية اجتماعية<br />

واضحة البيان.‏ فالثقافة هي التي حتدد اجلوانب<br />

السيكولوجية للفرد،‏ ولسيما فيما يتعلق باملشاعر<br />

والأحاسيس والدوافع و الحتياجات و الإدراك و الذاكرة<br />

والتخيل،‏ ومن ثم فاإن هذه العناصر السيكولوجية هي<br />

اأجزاء مكملة ملخطط الإدراك املعريف الثقايف،‏ ومرتبطة<br />

بالشخصية الواعية الجتماعية )8( .<br />

االأسس الفيزيولوجية للظاهرة النفسية:‏<br />

يوؤكد فيكوتسكي من جانب اآخر اأهمية الأصول<br />

البيولوجية للظاهرة السيكولوجية،‏ ويرى اأن العوامل<br />

الفيزيولوجية متارس دورا واضحا ومتنوعا يف تشكيل<br />

معامل الظواهر السيكولوجية،‏ حيث يتنوع دور العوامل<br />

البيولوجية يف التاأثري يف اخلربات السيكولوجية طوال<br />

مراحل احلياة.‏ وياحظ فيكوتسكي يف هذا السياق<br />

اأن تاأثري العمليات البيولوجية يبداأ فعله ونشاطه يف<br />

مراحل الطفولة املبكرة،‏ ويبداأ دوره بالرتاجع لصالح<br />

العوامل الجتماعية تدريجيا،‏ ويطلق فيكوتسكي على<br />

هذا التحول اأسم العوامل اجلينية الجتماعية للظواهر<br />

السيكولوجية.‏<br />

تبعاً‏ لهذه الدراسة فاإن ردود الأفعال البيولوجية<br />

املنعكسة عند الأطفال التي ترتبط بالغرائز والهرمونات<br />

هي التي حتدد ‏سلوك الأطفال واحلال ل يختلف كثريا<br />

عند الأطفال عنه عند احليوانات.‏ فاأمناط السلوك<br />

الطفويل مبا يشتمل عليه من ابتسام و بكاء و عناد وردود<br />

اأفعال عبارة عن اأمناط من السلوك البيولوجي البسيط<br />

املتكرر،‏ وهي العمليات التي يطلق عليها فيكوتسكي<br />

الأمناط السلوكية الدنيا.‏ فالطفل الذي يتحرك حتت<br />

تاأثري هذه العمليات الدنيا من السلوك،‏ يستجيب تلقائيا<br />

وعفويا دون تفكري اأو اإدراك للعامل من حوله،‏ فهو يندمج<br />

معه فقط ويتفاعل على نحو اآيل عفوي بيولوجي (9) .<br />

فالعمليات البيولوجية الدنيا،‏ ليست ظواهر<br />

‏سيكولوجية باملعنى الدقيق للكلمة،‏ لأنها ل تنطوي على<br />

الفهم اأو اخلربة،‏ بل هي،‏ كما يصفها فيكوتسكي،‏ عبارة<br />

عن ردود اأفعال عمياء للمنبهات اخلارجية والداخلية.‏<br />

فالظواهر النفسية ظواهر معقدة،‏ وهي تتطلب انفصال<br />

الكائن عن العامل ليكوّن ذاتا مستقلة،‏ متكنه من فهم<br />

التجارب واملثريات والوسط،‏ وجتعله قادرا على اختبار<br />

العامل الذي يعيش فيه.‏ وهذا النفصال عن الواقع<br />

باجتاه تكوين الذات،‏ يقتضي هدما للروابط الطبيعية

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!