23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

139<br />

2 0 1 1<br />

ليتمكن من التموقع يف السوق الإعاين،‏ والتداخل بني<br />

مفهومي التصال والإعام،‏ و تذّ‏ ويت ‏)اأي اإعطائه طابعا<br />

ذاتيا(‏ العمل الصحفي اأكرث فاأكرث...‏<br />

وميكن القول،‏ من باب التلخيص،‏ اإن من يتابع<br />

مسرية الصحفة على مدار القرون الأربعة السالفة<br />

ياحظ باأنها خضعت للتغيري ‏»العادي«،‏ على حد تعبري<br />

‏شارو )26( ؛ هذا رغم الختاف يف توصيفه اأو تشخيصه.‏<br />

اإذن،‏ ما هو التغيري ‏»غري العادي«‏ الذي طراأ على<br />

الصحفة يف مطلع الألفية احلالية واأدى اإىل تاأبينها؟<br />

للإجابة عن هذا الصوؤال ميكن القول اإن ‏شبكة<br />

الإنرتنت،‏ طرحت وتطرح،‏ مبا اأتاحته من ممارسات على<br />

‏صعيد التصال الجتماعي ويف عامل الإعام،‏ الصوؤال<br />

حول الشرعية املهنية للصحافة.‏ الكل يعلم اأن الصحفة<br />

مل توؤسس ‏شرعيتها التاريخية على الإعام والتثقيف<br />

فقط،‏ بل على قيم ومُ‏ ثل كربى،‏ كاملوضوعية،‏ واإستجاء<br />

احلقيقة.‏ وقد استخدمت يف ذلك جملة من التدابري<br />

الإجرائية والجتماعية والسياسية،‏ مثل:‏ الفصل بني<br />

احلدث والراأي،‏ وتعددية املصادر الإعامية،‏ وترسيخ<br />

التعددية الإعامية وحمايتها ‏سياسيا وقانونيا.‏<br />

لقد كشف تطور وسائل الإعام خال العقدين<br />

الأخريين تاآكل الشرعية املهنية املذكورة.‏ فعلى الرغم<br />

من اأن القراءة الفلسفية املتجددة ملاهية املوضوعية<br />

بالعتماد على ما توصلت اإليه نظرية بناء الواقع<br />

الجتماعي،‏ التي توؤكد وجود املوضوعية من خال<br />

التمييز بني ما هو ابستمولوجي وانطولوجي،‏ )27( فاإن<br />

العديد من العوامل املتفاعلة تفصح عن ‏صعوبة وجودها<br />

يف جمال الصحفة،‏ نذكر منها العامل اليديولوجي،‏<br />

والقتصادي،‏ والتنظيمي،‏ والتقني،‏ والتحريري.‏ كما<br />

اأن احلقيقة مل تعد ‏ضالة املوؤسسات الإعامية،‏ وذلك<br />

نتيجة جملة من التغيريات البنيوية يف العمل الصحفي<br />

املوؤسساتي.‏ كما اأن تعدد وسائل الإعام مل يصبح<br />

مرادفا للتعددية بعد اأن ‏سقطت العديد من احلواجز<br />

اأمام متركز املوؤسسات الإعامية واحتكارها بفعل ‏ضغط<br />

اقتصاد السوق.‏ وتعددية مصادر الأخبار تقلصت بفعل<br />

المتثال والتماثل الذي ازدادت وطاأته يف العامل.‏ وحرية<br />

الفكر والتعبري داخل قاعات التحرير الصحفي تقلصت<br />

بفعل هشاشة وضع الصحفيني القتصادي.‏ والأنواع<br />

الصحفية الستقصائية تراجعت اأمام تزايد مواد<br />

الرتفيه والتسلية.‏<br />

لو ابتعدنا عن اجلانب الشكلي،‏ وحاولنا القرتاب<br />

من الختاف بني الصحفة واملدونات من منظورين<br />

متكاملني،‏ وهما املنظور السيميائي والسوسيولوجي،‏<br />

لوجدنا اأن هذه الختافات ميكن اأن تختصر يف العناصر<br />

التالية:‏ املُتلفِّظ ،Enonciateur- enunciator امللفوظات<br />

situation ووضعية التلفُّظ Énoncés - utterances<br />

،situation d’énonciation- of enunciation التي<br />

تشمل الوضعية التي يتم فيها التصال،‏ واملتحدث وملن<br />

يتحدث،‏ والهدف من التحدث،‏ وشكل التصال؛ اأي هل<br />

تتزامن عملية التلفظ و التلقي،‏ اأو تتعاقبان من خال<br />

تاأجيل التلقي لبعض الوقت؟<br />

اإن املدونة حتيلنا اإىل الرغبة يف اإشراك الغري يف<br />

مساحة التعبري التي منلكها،‏ والتي تعرب من خالها<br />

بكل ‏»حرية«.‏ وهذه الرغبة يف اإمكانية التعبري عن<br />

املشاعر والأفكار وبثها اأو تبادلها مع الآخر،‏ تشكل<br />

مركز قوة املُدوّنة،‏ ومبنى الأسطورة التي رُوجت ملستقبل<br />

الإنرتنت.‏<br />

اإن املُتلفِّ‏ ظ يف الصحيفة الورقية هو الصحفي اأو<br />

املوؤسسة الإعامية التي تنتج خطابا وفق عاقة تعاقدية<br />

مع القارئ.‏ فاملتلفظ ينمحي يف امللفوظات وذلك لأن<br />

منط التصال يتسم بعموديته.‏ فالعاقة التي يقيمها<br />

القارئ مع املُتلفِّ‏ ظ تتم عرب امللفوظات،‏ حتى يف العمود<br />

الصحفي،‏ الذي يتميز،‏ بهذا القدر اأو ذاك،‏ بحضور<br />

‏شخصية كاتبه.‏ بينما املُتلفِّ‏ ظ يف املُدونة يتجّ‏ لى عرب<br />

عدة مستويات،‏ اأولها املُدوّن الذي ينتج خطابا ‏شديد<br />

اللتصاق به لأنه يشكل مادته اأو يتوسله لستعراض<br />

ذاتيته.‏ فبصمات املُتلفِّ‏ ظ تبدو جَ‏ لِيَّةً‏ حتى يف املدونات<br />

ذات الطابع السياسي،‏ وهذا من خال استعمال ‏ضمري<br />

املتكلم اأو استعراض التجارب الشخصية اأو التعبري<br />

الصريح على اأنها وجهات نظره.‏ فاملهم يف املُدوّنات،‏<br />

ليس دائما امللفوظات،‏ اأي مضمون ما يُقال،‏ لكن طريقة<br />

اأبحاث

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!