د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
25<br />
2 0 1 1<br />
بقول احلق“vrai-dire” الذي خصص له فوكو درسا<br />
كاما يف سنة 1984.<br />
يعترب قول احلق مبثابة طريقة وكيفية لوجود الذات،<br />
والزهد الفلسفي يجعل من قول احلق، كما يقول، منط<br />
وجود الذات. وبذلك يختلف هذا الزهد عن الزهد<br />
املسيحي الذي يرتبط بالميان وبالنص املقدس،<br />
وبالتضحية الدائمة للنفس اإىل درجة الإنكار. يقول ميشيل<br />
فوكو : “اإن الزهد الفلسفي، سواء من حيث املعنى اأو من<br />
حيث الوظيفة يتم من خال تذويت“subjectivation”<br />
اخلطاب احلقيقي، وهو هو اأساس ممارسة النفس يف<br />
املرحلة اليونانية والرومانية. وهذا الزهد هو الذي<br />
يجعل الذات قادرة على قول اخلطاب احلقيقي، ويجعلها<br />
موضوعا لنطق اخلطاب احلقيقي، يف حني، اأن الزهد<br />
املسيحي، فيما يبدو يل، كان له دور ووظيفة مغايرة<br />
متاما: اإنها وظيفة اإنكار النفس” )61( . كما يختلف<br />
الزهد الفلسفي عن املسيحي على مستوى املمارسات<br />
والتقنيات، وذلك لأن الزهد املسيحي يتمتع بكثافة يف<br />
التمارين الزهدية مقارنة مبمارسات الزهد الفلسفي<br />
الذي يكتفي ببعض الختبارات التي يقوم بها الزاهد<br />
يف الصباح، واملتعلقة باملهمات التي يجب اإجنازها،<br />
ومتارين يف املساء متعلقة ب“اختبار الضمري”. كما<br />
تظهر ممارسات هذا الزهد يف بعض قواعد احلذر.<br />
ومن ثم فاإن ما يتصف به الزهد الفلسفي هو احلرية<br />
يف املمارسة مع حتديد بسيط لتمارين تتم يف سياق<br />
مبداأ اأخاقي عام هو مبداأ جماليات الوجود اأو فنون<br />
العيش”tekhne ،”biou tou وذلك عكس الزهد<br />
املسيحي الذي يقوم على مبداأ احلياة )62( .<br />
لقد صاغ ميشيل فوكو مفهوم جماليات الوجود يف<br />
اأخريات حياته، وجعل منه عامة مميزة لفلسفته، اأو<br />
بالأحرى لفلسفته الأخرية املهتمة مبوضوع الذات، وحلله<br />
يف اأعماله الأخرية التي نشرها قبل وفاته وبخاصة يف<br />
“استعمال امللذات” و“الهتمام بالذات”. يقتضي هذا<br />
املبداأ اأن تصبح احلياة /الوجود موضوعا فنيا، وهو ما<br />
يتطلب احلرية. فاإذا ما وجب اأن يكون لفن ما مدونة<br />
من القواعد التي يجب اأن يخضع لها، فاإن هذه القواعد<br />
مشروطة بحرية الذات التي تستعمل الفن بحسب هدفها<br />
وغايتها ورغبتها واإرادتها يف اجناز اأثر جميل. وتعد<br />
هذه القاعدة اأساس الختاف بني الزهدين الفلسفي<br />
واملسيحي، وذلك لأن الزهد املسيحي يتميز بكونه يهدف<br />
اإىل جعل احلياة منظمة ومرتبة، لذا فاإنه يعتمد على<br />
قاعدة احلياة“regula ،”vita ومن هنا فاإن النموذج<br />
التنظيمي لهذا الزهد يتمثل يف النموذج العسكري الذي<br />
يظهر يف اأشكال الرهبنة يف الشرق والغرب على السواء.<br />
اأما الزهد الفلسفي فاإنه ل يعتمد على قاعدة احلياة،<br />
واإمنا يعتمد على شكل احلياة ،”forma“ مبعنى الشكل<br />
الذي نعطيه للحياة وللوجود، واأسلوب حياة. واملثال<br />
على ذلك هو اأن بناء معبد جميل وفق مقتضيات الفن<br />
املعماري يتطلب بالطبع، اأن يخضع لقواعد فنية لزمة<br />
وضرورية، ولكن املهندس املاهر هو الذي يستعمل حريته<br />
اأكرث ليعطي للمعبد شكله اجلميل. وبنفس الطريقة، فاإن<br />
الذي يريد اأن يجعل من حياته اأثرا فنيا، والذي يريد اأن<br />
يستعمل -كما ينبغي- فن العيش واحلياة، فاإمنا يجب اأن<br />
يكون يف ذهنه اإضافة اإىل القواعد التي يجب اأن يخضع<br />
لها. احلرية يف استعمال تلك القواعد بهدف حتويل<br />
احلياة اإىل اأثر فني، والأثر الفني يف نظر ميشيل فوكو<br />
هو ذلك الأثر الذي يخضع اإىل شكل ما، واإىل اأسلوب<br />
ما يف احلياة )63( .<br />
- رابعا. تعقيب نقدي:<br />
اأثار هذا التحليل للدين سواء يف عاقته باجلنس<br />
والسلطة، اأو يف عاقته بحدث الثورة اليرانية، اأو يف<br />
صورة زهد فلسفي، ضروبا من النقد منها ما هو رافض<br />
له البتة باسم التحليل النفسي )64( ، ومنها ما هو مركز<br />
على جانب معني مثل ما هو احلال يف النقد النسوي<br />
حيث ترى سوبر“Soper” على سبيل املثال، اأن مناقشة<br />
فوكو لاهتمام بالذات”غري مدركة على نحو غريب<br />
للكيفية التي ميكن للتطور الأخاقي للمواطن الذكر اأن<br />
ينطوي فيها على تفاعل مع النساء، وبالأخص الزوجات<br />
اللواتي تظل اأصواتهن مكتومة على نحو يثري الدهشة<br />
عرب هذه املجلدات” )65( . كما يرى ايغلتون“Eagleton”<br />
من زاوية ماركسية اأن اأخاق الزهد تضفي “مسحة<br />
اأبحاث