23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

175<br />

2 0 1 1<br />

القائمة بني الكائن والعامل.‏ فبدلً‏ من اأن تسيطر<br />

العمليات الطبيعية على ردة فعل الكائن جتاه العامل يف<br />

احلالة البيولوجية الدنيا،‏ ياأخذ نظام معقد من العمليات<br />

العقلية دوره يف توجيه ردود فعل الإنصان يف اجتاه<br />

التفاعل مع العامل الذي يعيش فيه.‏ فالوعي الذاتي يقوم<br />

باأداء رائع لعمليات الفهم والتحليل والإقبال والمتناع<br />

واملبادرة،‏ و يقوم بالرد على املنبهات،‏ وينظم فعاليات<br />

الفرد وردود اأفعاله اإزاء املنبهات اخلارجية والداخلية<br />

منها على حدّ‏ ‏سواء.‏<br />

وتاأسيسا على هذا التصور يعلن فيكوتسكي ‏ضرورة<br />

اإعادة بناء املنظومة الجتماعية بشكل يسمح للطفل باأن<br />

ينتقل من مراحل الإدراك البدائية،‏ اإىل املراحل الأكرث<br />

رقيا التي تقوم على اأساس اإدراك العامل اخلارجي،‏<br />

وتتضمن تلك املنظومة الجتماعية عمليات متنوعة،‏<br />

منها:‏ التحفيز،‏ والإرشاد،‏ و املكافاأة،‏ و العقاب والتقليد،‏<br />

وهي عناصر تنظم ‏سلوك الطفل،‏ وترتقي به اإىل<br />

املستويات النفعالية والوجدانية املطلوبة.‏<br />

فالتغيريات البيولوجية يف الدماغ ‏ضرورية اأيضاً‏<br />

لستبدال العمليات السيكولوجية البدائية الأولية<br />

باأخرى اأكرث تعقيداً‏ و تقدماً.‏ فالقشرة اخلارجية للدماغ<br />

تتطور لتسيطر على معظم ردود الأفعال التي كانت تتم<br />

بواسطة اجلزء الأدنى يف دماغ الطفل.‏ و مع ذلك فاإن<br />

التغيري الناشئ عن عمل قشرة الدماغ حمفزة و مدعمة<br />

بالعاقات الجتماعية.‏ فاخلربة الجتماعية تقوم<br />

بالتحفيز لتطوير القشرة اخلارجية للدماغ.‏<br />

توفر اخلربات الجتماعية الوسائل الثقافية لضبط<br />

العمليات البيولوجية البدائية،‏ واإخضاعها لسيطرة<br />

الوعي الذي يحولها بدوره اإىل ظاهرة ‏سيكولوجية؛ اإن<br />

كثريا من مظاهر احلياة النفعالية للطفل مثل البكاء<br />

والهذيان والتشنج واخلوف والغضب والرثثرة والنتباه<br />

تنتظم وتضبط على نحو تربوي،‏ من خال النماذج<br />

الرتبوية التي يطرحها املربون من اآباء اأمهات ومعلمون.‏<br />

فاملربون يقومون بتوجيه تلك الأمناط من السلوكات<br />

البدائية باجتاهات جديدة،‏ عن طريق اإكسابها بعض<br />

اخلصائص الثقافية يف طبيعة التجاوب مع املنبهات<br />

اجلديدة اخلارجية والداخلية،‏ ويتضمن ذلك تعليم<br />

الأطفال اأفضل الطرق التي تتيحها املعايري الثقافية يف<br />

السيطرة على خمتلف املنبهات والظروف التي توجد<br />

يف وسط الأطفال.‏ ووفقا لهذه الفعاليات الجتماعية<br />

الثقافية يتحرر السلوك الإنساين من طابعه البدائي<br />

الأويل اأو البيولوجي،‏ لياأخذ طابعا ‏سيكولوجيا حمددا<br />

وواضح املعامل،‏ ويتحول من جمرد ‏سلوك اآيل اآين،‏ يعتمد<br />

ردود الفعل البيولوجية،‏ اإىل ‏سلوك معقد حتكمه مهارات<br />

عقلية واجتاهات نفسية معقدة وهادفة.‏ ويف هذا النمط<br />

املعقد من التجاوب املنظم النفعايل مع الوسط يوظف<br />

الكائن منظومة من القرارات والفعاليات الذهنية<br />

الواعية التي تعطي للسلوك ‏صبغته الإنسانية الواعية.‏<br />

وياحظ يف هذا اخلصوس،‏ اأن فيكوتسكي ل<br />

يقلل اأبدا من اأهمية العمليات البيولوجية الأوىل،‏ بل<br />

يراها مرحلة اأساسية ومهمة من مراحل تطور الإنسان<br />

‏سيكولوجيا،‏ لأن ردود الأفعال البيولوجية،‏ يف ‏سياق<br />

تطورها وتناميها،‏ تعمل على حتسني الأداء النفسي<br />

والسيكولوجي عند الإنصان،‏ لأنها تنمي العمليات<br />

الكيفية واملهارات الذهنية التي توؤدي يف النهاية اإىل<br />

تنمية النتباه والتفكر عند الفرد.‏<br />

عندما نتحدث عن التطور الثقايف يف التكوين<br />

السيكولوجي للفرد،‏ فاإن ذلك يرمز اإىل حتول كبري يوؤدي<br />

اإىل تنمية العمليات النفسية واإخضاعها يف الوقت نفسه<br />

لسيطرة الإنسان.‏ فالنتباه الطوعي يرجع اإىل حقيقة اأن<br />

الأشخاص الذين يحيطون بالطفل يبداأون باستخدام<br />

حوافز ووسائل متعددة لتوجيه انتباه الطفل ووضعها<br />

حتت ‏سيطرتهم،‏ ومن غري هذا التدخل الثقايف،‏ فاإن<br />

التطور العضوي الطبيعي للطفل،‏ ل ميكنه اأبدا اأن يصل<br />

اإىل النتباه النتقائي اأو الطوعي.‏ اإن كلمات الطفل الأوىل<br />

ليست ‏سوى ‏صرخات بيولوجية موؤثرة،‏ اإنها ردود فعل<br />

بيولوجية تعرب عن حاجات الطفل اإىل الطعام والعناية<br />

وجتنب الأمل،‏ ولكن هذه الصرخات واحلركات العفوية<br />

تكتسب معنى ودللة بتاأثري املحيطني بالطفل الذي<br />

يعطون لهذه الصرخات دللة ومعنى،‏ ويحولونها اإىل<br />

طاقة ‏سيكولوجية بتنظيمها وتوجيهها،‏ فالآباء مينحون<br />

مقاربات

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!