23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

87<br />

2 0 1 1<br />

تاريخي بعيد عنا لتدور فيه الأحداث،‏ واختيار ‏شخصيات<br />

وموضوعات واأماكن تاريخية لتملأ فضاء الرواية،‏<br />

يفرض ‏شروطه بالضرورة على النوع،‏ ل اأعني من جهة<br />

املوضوع اأو املادة فقط،‏ واإمنا اأيضً‏ ا وقبل ذلك،‏ من جهة<br />

الفن؛ اأي الأسلوب وتقاليد البناء.‏<br />

)4(<br />

اأول ما يلفت النظر يف رواية العريان،‏ ولعله اآخر<br />

ما يبقى منها اأيضً‏ ا يف ذاكرة القارئ،‏ عنوانها:‏ ‏»على<br />

باب زويلة«،‏ وهو عنوان ل يشري اإىل جمرد مكان ‏)باب<br />

زويلة،‏ اأحد اأبواب القاهرة اململوكية(،‏ واإمنا يحكي ‏-واإن<br />

‏ضمنًا-‏ حدثًا تاريخيًّا ل ‏سبيل اإىل نسيانه،‏ وهو حدث<br />

متعلق بصيغة اجلار واملجرور التي يتاألف منها العنوان؛<br />

اإذ يقول لنا علماء النحو اإن ‏صيغة اجلار واملجرور ل<br />

يكتمل معناها ويفيد اإل مبتعلقاتها،‏ ونحن نعرف وقبل<br />

اأن تبداأ الرواية اأن ما وقع ‏»على باب زويلة«‏ وارتبط به،‏<br />

هو ‏شنق طومان باي،‏ السلطان الشاب واآخر ‏صاطني<br />

الدولة اململوكية،‏ على يد ‏سليم الأول قائد احلملة<br />

العثمانية املنتصرة على املماليك يف موقعتي مرج دابق<br />

1516 والريدانية ‎1517‎م.‏<br />

هذه اإذن،‏ وحتى قبل اأن نبداأ،‏ رواية تاريخية،‏<br />

وعنوانها يشري اأيضً‏ ا اإىل اأنها رمبا تكون رواية عن<br />

اآخرة املماليك اأو ‏)واقعة السلطان الغوري مع ‏سليم<br />

العثماين(،‏ ورمبا كما رواها ابن زنبل الرمال يف كتابه<br />

الذي يحمل هذا العنوان ذاته )29( . ولكن املوؤلف ل يكتفي<br />

بذلك،‏ واإمنا يضيف وحتت العنوان مباشرة لفتة تقول:‏<br />

‏»قصة تاريخية«.‏<br />

بل اإن املوؤلف،‏ وبعد فهرس عناوين الفصول<br />

وفهرس الصور املرافقة للقصة،‏ وقبل اأن تبداأ احلوادث<br />

الفعلية،‏ وبعبارة حاسمة حتتل ‏صفحة كاملة وتنفي اأي<br />

‏شك اأننا باإزاء قصة تاريخية بداأت وانتهت،‏ يقول موجّ‏ هً‏ ا<br />

حديثه لقراء اليوم 1947:<br />

بداأت حوادث<br />

هذه القصة منذ<br />

خمسمائة ‏سنة يف<br />

بالد الكُرج ‏»جورجيا:‏<br />

موطن ‏ستاليني«،‏<br />

وانتهت بالقاهرة يف<br />

قصور السالطني.‏<br />

‏)الرواية،‏ ‏ص 1(<br />

على باب زويلة ‏»قصة«‏ لعب اخليال دوره يف بنائها<br />

ويف استعادة تفاصيلها كما يحدث يف كل القصص،‏<br />

ولكنها اأيضً‏ ا قصة ‏»تاريخية«،‏ حتكي رحلة بطل تاريخي<br />

من بدايتها اإىل نهايتها،‏ اأي منذ ولد طومان باي يف باد<br />

الكرج ‏)جورجيا الآن كما يقول لنا املوؤلف،‏ مضيفً‏ ا اأنها<br />

موطن ‏ستالني!(،‏ وحتى مات مشنوقً‏ ا على باب زويلة<br />

بالقاهرة.‏ غري اأن املوؤلف ل يقول لنا يف هذه اجلملة<br />

التلخيصية احلاسمة اأن احلوادث انتهت باملوت على<br />

باب زويلة،‏ واإمنا انتهت ‏»يف قصور الصاطني بالقاهرة«،‏<br />

وكاأنه يقول اإن القصة التي بداأت بصبي اأعجمي فقري<br />

هناك عند مضارب خيام القبج يف اأقصى باد املسلمني<br />

‏)التي اأصبحت الآن بلد الشيوعية!(،‏ انتهت به ‏سلطانًا<br />

على العرب املسلمني يف قصور الصاطني،‏ هنا يف<br />

القاهرة،‏ اإحدى العواصم الإصامية الزاهرة.‏ وهكذا<br />

تنقل لنا العتبات الأوىل للكتاب،‏ كثريًا من املعلومات عن<br />

فحواه وروؤيته للتاريخ،‏ فماذا بقي لكي ينقله لنا املوؤلف<br />

يف منت الكتاب كله؟<br />

يتاألف كتاب ‏»على باب زويلة«‏ من ‏سبعة وثاثني<br />

فصاً،‏ يستقل كل فصل منها بعنوانه،‏ الذي قد يكون<br />

اسم مكان ‏)يف باد الكرج،‏ يف باد الروم(‏ اأو اسم<br />

‏شخصية ‏)قنصوه الغوري،‏ ‏شهد دار،‏ اأرقم الرمال(‏ اأو<br />

مرحلة من احلوادث التي تتاألف منها احلكاية ‏)عودة<br />

املاضي،‏ خطوات الزمن،‏ نذير العاصفة،‏ بوادر املعركة،‏<br />

اآخر الطريق(،‏ وعناوين الفصول كلها على اأية حال،‏<br />

فصاً‏ عن رغبتها يف تلخيص احلوادث وتتبع مراحل<br />

القصة،‏ حتمل طابعًا رومانتيكيًّا يشبه عناوين مقالت<br />

املنفلوطي الشهرية ‏)اأحام جارية،‏ ‏سلطان الشهوات،‏<br />

اأنباء من الغيب،‏ لفتات الذكرى،‏ اأدراج الرياح،‏ وراء<br />

الأكمة،‏ ‏شعاع من النور(.‏<br />

ولكن ما الذي تقوله هذه الفصول السبع<br />

والثاثون؟ اإنها يف احلقيقة تتبع اخليط الرئيسي<br />

الظاهر من قصة الطفل طومان باي،‏ الذي اختطفه<br />

جتار الرقيق من اأحضان اأمه هناك يف خيام قبائل<br />

القبج،‏ ثم رحلوا ليبيعوه يف قصور الصاطني يف حلب<br />

والقاهرة.‏ ول تكاد الرواية تغوص اإىل ما حتت ذلك<br />

اخليط اخلارجي الظاهر من الأحداث اإل قلياً،‏ فصاً‏<br />

اأبحاث

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!