د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
2 0 1 1<br />
86<br />
املاضي راأيت احلاضر « )32( .<br />
ينتمي الكتاب الثاثة اإذن، اإىل ثاثة اأجيال<br />
خمتلفة، وميثلون مراحل ثاث خمتلفة يف تاريخ الرواية<br />
العربية يف مصر؛ فالأول كتب روايته ماأخوذً ا بالرتاث<br />
العربي واأساليبه، وتلميذً ا للمنافحني عنه، ومنتميًا<br />
بوعيه وعاطفته وجتربته اإىل فئة من جيل الرومانتيكيني<br />
التعبرييني من الكتاب والشعراء )24( ، والثاين كتب روايته<br />
بعد اأن قضى اجلانب الأكرب من حياته منافحً ا عن<br />
الواقعية)الشرتاكية خصوصً ا( ممثاً لها يف جمموعاته<br />
القصصية، وممارسً ا للكتابة وفقً ا ملنظورها )25( . اأما<br />
الثالث فكان ينتمي اإىل جيل جديد من الكتاب، ولدت<br />
جتربته مع هزمية 1967، نعم تتلمذ على الواقعيني، لكنه<br />
اأدرك اخلديعة التي وقعوا فيها، وبداأ يبحث عن طرق<br />
جديدة للعمل على الواقع اجلديد املرعب )36( .<br />
وكان من الطبيعي اأن توؤدي هذه الدوافع<br />
والتجارب املختلفة للكتاب الثاثة، اإىل نظرة خمتلفة<br />
للتاريخ وملعناه. ومع اأنهم ذهبوا ثاثتهم اإىل املرحلة<br />
نفسها )نهايات العصر اململوكي(، فاإن اأساليبهم يف<br />
النظر اإىل التاريخ واأهدافهم من وراء استعادته كانت<br />
خمتلفة متامً ا.<br />
كل واحد من الكتاب الثاثة يتعامل مع التاريخ<br />
)27(<br />
بشكل خمتلف عن الأخر: العريان يكتب يف صيغة<br />
الرومانس، مستكماً – صاأن اأبناء جيله – ما بداأه<br />
الرائد جورجي زيدان )28( ، مستعيدً ا ومستمتعًا وباكيًا<br />
ومعلِّمً ا ومسلّيًا، ومصطنعًا ماأساة فارس )طومان باي(<br />
تبداأ يف باد الكُ رج)جورجيا( وتنتهي على باب زويلة<br />
بالقاهرة. ومكاوي يكتب وكاأنه ل يكتب رواية تاريخية<br />
بل يستكمل قصصه الواقعية عن احلاضر املصري،<br />
وخصوصً ا يف اأوساط فاحي القرية واأجرائها وحريف<br />
املدينة ومشايخها وسادتها، صانعًا صراعً ا ل يكاد<br />
ينتهي بني السادة والعبيد، وبني الأغنياء والفقراء . اأما<br />
الغيطاين فيكتب يف صيغة اأقرب ما تكون اإىل املفارقة<br />
والهجاء؛ اإذ تنطوي كتابته على حماكاة ساخرة للكتابة<br />
التاريخية اململوكية )خصوصً ا ابن اإياس(، اأو على<br />
توظيفات متعددة لهذه الكتابة، كما ينطوي على تغريب<br />
واضح وكسر للألفة واصطناع ملسافة ماأمونة مع الواقع<br />
املعاصر. وهذا كله يعني اأن كل واحد من الكتاب الثاثة،<br />
اإمنا يستكمل يف روايته رحلةً ومسريةً يف الكتابة والأسلوب<br />
والروؤية، كان قد بداأها يف اأعماله الأدبية السابقة صحبة<br />
اأبناء جيله.<br />
للروايات الثاث -ورمبا لكل رواية تاريخية-<br />
جانبان: الأول يسري مبحاذاة الأحداث التاريخية التي<br />
وقعت يف املاضي، وهذا جانب يتصل يف العادة مبا رواه<br />
التاريخ عن امللوك والأتابك والعسكر والشخصيات<br />
واملعارك الشهرية. اأما اجلانب الآخر فيستلهم املاضي<br />
فقط ويقوم )مستعينًا مبا ذكرته كتب التاريخ اأيضً ا،<br />
ولكن بعد اأن يضيف ويبدل ويغري؛ لأنه يشعر اأن هذا<br />
اجلانب الداخلي من الرواية ملكه هو وحده( - يقوم<br />
باإعادة خلق كاملة لتجسيد احلياة اليومية وكيف تسري،<br />
فيطلعنا يف خال ذلك على هموم املعيشة وما يفكر فيه<br />
الناس وما يحلمون به وما ينتشر بينهم من اإشاعات<br />
.. اإلخ. وكل رواية تاريخية تنهض يف حقيقتها على<br />
طريقة التفاعل بني هذين اجلانبني: الشخصي الذاتي<br />
والتاريخي الرسمي.<br />
يكتب الروائي )وكذلك املوؤرخ( لقرائه الذين<br />
يعيشون معه اليوم يف هموم احلاضر وينظرون اإىل<br />
املستقبل. وحني يستدعي التاريخ باأي صورة وباأي درجة،<br />
فاإمنا يستدعيه لأهداف: فهو اإما يقدم لقرائه عاملًا<br />
مسلِّيًا وممتعًا مفارقًا لواقعهم، ول مانع خال ذلك اأن<br />
يعلمهم وميتعهم ببعض احلوادث والدقائق واملفردات<br />
املنقرضة، مبا يتاءم متامً ا مع خلق عامل روائي متخيل؛<br />
واإما هو يفعل ذلك كله، صانعًا موازاة بني دورتني من<br />
دورات التاريخ حدثت الأوىل يف املاضي وانتهت، وها هي<br />
دورة ثانية حتدث الآن وستنتهي حتمً ا؛ واإما هو يبحث<br />
فيما حدث بالأمس القريب، اأو البعيد نسبيًّا، عن جذور<br />
ما يحدث اليوم؛ واإما هو ينظر اإىل احلياة الإنسانية كلها<br />
خطًّ ا واحدً ا متصاً منذ بداأ الزمان واإىل اأن ينتهي.<br />
وكما اأن كل رواية كبرية تطرح بالضرورة صوؤال<br />
النوع الروائي كله؛ فكذلك كل رواية تاريخية كبرية تعيد<br />
طرح الصوؤال عن ماهية الرواية التاريخية. هل هناك حقًّا<br />
رواية تاريخية ورواية غري تاريخية اأم اأن كل كتابة عن<br />
عامل الإنسان هي لون خاص من كتابة التاريخ والبحث<br />
فيه؟ اأين ينتهي التاريخ واأين يبداأ الواقع املعيش؟<br />
ومع تقديرنا لكل هذه الأسئلة الوجيهة متامً ا،<br />
ولكل الذين صككوا يف جدوى مصطلح »الرواية<br />
التاريخية«)هوارد فاست مثاً(؛ فاإن اختيار زمن