23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

2 0 1 1<br />

42<br />

التاريخ والرسد وتشكالت الهوية<br />

د.اإسماعيل نوري الربيعي<br />

البحث عن الشرعية،‏ هذا هو القوام الذي تتجلى فيه جممل الصراعات على الصعيد الجتماعي،‏ ‏شرعية<br />

تفصح عنها املمارسة املباشرة تارة،‏ والنسق السائد يف الكثري من الأحيان تارة اأخرى،‏ ومن واقع الشد واجلذب<br />

يفصح التاريخ عن اإبراز للمجمل من التداخات التي تفرضها مقومات البحث عن السلطة واملكانة داخل املنظومة<br />

الجتماعية.بني العلم مباديته ومنطق تفاعله املباشر مع الواقع،‏ والسردي باأخاقياته وقيمه بوصفه املوجه واملقنن<br />

واملحدد للفعل الجتماعي.اإنها املواجهة الساعية،‏ نحو التمكن والسيطرة على اإنتاج السمات الفارقة ملضمون<br />

املعرفة.‏ وبالقدر الذي يكون التمييز للسلطة املطلقة التي مارسها الأخاقي على العلمي على مدار حقب التاريخ<br />

الطويلة،‏ والتبعية التي تبدى بها العلمي لصالح فكرة اخللود السومرية،‏ حيث كلكامش الذي نصحته الآلهة باأن<br />

البقاء والستمرار مير عرب بوابة الإجناز العظيم،‏ والشغف الفرعوين بالعمارة والتحنيط،‏ واملثالية الصينية<br />

والصوفية الهندية والأسطورة والفلسفة الإغريقية والتنظيم القانوين الروماين،‏ واملعرفة العلمية الواسعة التي<br />

حتصلت عليها جممل احلضارات الإنسانية،‏ اإن كان على مستوى الهندسة اأو الكيمياء وعلوم الرياضيات والأرقام<br />

والفلك والطب،‏ اإل اأن املوجه الروحي والأخاقي كان ميثل احلضور الأهم والأساسي،‏ فيما بقي العلمي يحتل<br />

مكانة التابع،‏ وصول اإىل بروز مامح الثورة الصناعية يف اأوروبا،‏ التي مثلت كسرا للعاقات التي قامت بني طريف<br />

املعادلة على مدى التاريخ.‏<br />

بقيت املعرفة السردية تعيش حلظات القدرة على<br />

املبادرة،‏ باعتبار قدرتها على النتشار ومتكنها من التاأثري<br />

والتفاعل مع خمتلف الأمناط والسياقات،‏ يف الوقت<br />

الذي بقيت املعرفة العلمية تعيش على الصرامة والدقة<br />

والربهان،‏ والتكافوؤ بني طريف العاقة،‏ فالعلم يستند<br />

اإىل مقدمات ونتائج ثابتة،‏ غري قابلة للتاأويل والتفسري<br />

املفتوح،حيث قوام املكافئ والنظري والندية،‏ فيما تعتاش<br />

املعرفة السردية على كم املفارقة التاأويلية للثقافات<br />

)1 ) ، ومن هذا قُيض للسرد اأن يتكيف مع خمتلف<br />

املختلفة<br />

السياقات التاريخية والجتماعية والسياسية.‏<br />

الهوية الناقصة<br />

بني الكلي والشمويل،‏ بقيت العاقة بني السردي<br />

والعلمي تعيش حالة من املواجهة،‏ ل ‏سيما يف اأعقاب<br />

تصدر منطق الكشف العلمي الذي راحت تتميز قسماته<br />

خال عصر الثورة العلمية الذي يقوم على مراحل؛<br />

الأوىل؛ النهضة 1440-1540، واحلروب الدينية<br />

2( ) . فيما بقي<br />

،1540-1650 والإصاح 1650-1690<br />

الركون اإىل السردي ميثل الأساس الذي تقوم عليه جممل<br />

فعاليات البحث عن الشرعية.‏ ف كريستوفر كولومبس<br />

مكتشف العامل احلديث مل يتورع عن تهجني الآخر،‏ عرب<br />

‏صاح الوصف ‏)الهنود احلمر(‏ اأو عن طريق التصفية<br />

والقتل والتدمري،‏ اأو من خال التهجري القسري للمعاين<br />

والسياقات الثقافية.‏ اإنها ‏سياسة احلرق والتدمري التي<br />

درج عليها األبو كريك القائد الربتغايل،‏ حني توجه<br />

باأسطوله نحو الشرق.‏ عرب حماولة توسيع جمال التداول<br />

لسردية الستعمار،‏ تلك التي حرصت على تقدمي<br />

‏سياقاتها الثقافية اخلاصة بها على حساب السياقات<br />

واملعاين لدى الآخر.‏<br />

جاءت املعرفة العلمية لتقدم منوذجها احلداثي،‏<br />

الذي استند اإىل تقدمي دور التكنوقراط،‏ لكن حضورها

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!