23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

99<br />

2 0 1 1<br />

التي تثبتها كتب التاريخ ‏)الأصلي(‏ بقدر ما<br />

ترتبط بالرواية نوعً‏ ا اأدبيًّا خاصًّ‏ ا،‏ ميلك كاتبه<br />

الوسائل املتنوعة التي تضع يده على تفاصيل<br />

الصورة ودللتها.‏ وبعبارة اأخرى،‏ فاإن املسالة<br />

ل ترتبط بالتاريخ بقدر ما ترتبط بالرواية،‏<br />

التي هي نوع خاص من الأدب،‏ ظل منذ نصاأته<br />

ويف كل مراحل تطوره،‏ يعمل يف اإطار مشابهة<br />

الواقع )54( ، ‏سواء كان واقعًا معاصرً‏ ا اأو واقعًا<br />

تاريخيًّا.‏ وبطبيعة احلال فاإن فن الرواية ميلك<br />

مئات الوسائل والصيغ والأساليب لاقرتاب<br />

من هذا الواقع،‏ والرواية التاريخية كما اأكد<br />

لوكاش )55( ، تكاد ل تختلف ‏-يف هذا الأمر كما<br />

يف غريه-‏ عن الرواية الواقعية.‏<br />

لقد اقرتبت كل رواية من الروايات الثاث<br />

من رسم ‏صورة لهموم املعيشة بقدر اقرتابها<br />

من هذه اخلاصية الأساسية يف فن الرواية؛<br />

فرواية ‏»على باب زويلة«مل تفلح يف رسم ‏صورة<br />

مقنعة حلياة الناس اليومية،‏ ل لأن ‏صاحبها ل<br />

يعرف حقائق التاريخ،‏ بل رمبا لأنه على العكس<br />

كان يعرف التاريخ معرفة مستفيضة،‏ فغرق<br />

يف معرفته واحرتمها اأكرث مما احرتم فنية<br />

الرواية وخصوبة اخليال الروائي،‏ الذي هو ‏-يف<br />

جانب من جوانبه - خيال تاريخي يتخلل هذا<br />

الفن ويتبدى يف تقنياته املختلفة،‏ خصوصً‏ ا يف<br />

‏صياغة احلبكة ورسم الشخوص واللغة التي<br />

ينطقون بها.‏<br />

وعلى العكس من ذلك كانت روايتا<br />

‏»السائرون نيامً‏ ا«‏ و»الزيني بركات«؛ فمع اأنهما<br />

انتهجتا اأسلوبني خمتلفني متامً‏ ا يف تصوير<br />

الواقع التاريخي للبشر يف العصر اململوكي،‏<br />

وعربتا عن روؤيتني خمتلفتني اإىل حد كبري،‏<br />

فاإنهما جنحتا يف تصوير الواقع اليومي للناس<br />

بقدر ما احرتمتا فنية الرواية واأدواتها.‏<br />

جنحت الأوىل ‏-ببنائها الدرامي الصارم،‏<br />

وبشخوصها املتنوعني-‏ يف خلق عامل روائي<br />

مكتمل له منطقه الداخلي الذي يحكمه،‏ والذي<br />

ل يتناقض يف النهاية مع ما حدث يف التاريخ.‏<br />

وجنحت الثانية ‏-بتقنياتها اجلديدة وبطبيعة<br />

عاقتها مع املوروث التاريخي والسردي-‏ يف بناء<br />

عاملها الروائي اخلاص الذي ل يتناقض اأيضً‏ ا<br />

مع ما حدث يف التاريخ.‏ يف الروايتني ‏سنجد<br />

تصويرً‏ ا تفصيليًّا جلوانب من حياة الناس<br />

اليومية وهمومهم التي يعربون عنها بصور<br />

خمتلفة،‏ ‏سنجد ‏-ومن دون خطاب مباشر من<br />

الراوي اأو الكاتب-‏ عاملًا متسعًا يضم ‏صورًا من<br />

الريف ومن املدينة،‏ من القاهرة ومن الصعيد،‏<br />

من القلعة ومن الشوارع والأزقة،‏ وهي ‏صور<br />

نابضة باحلياة،‏ ل لأنها تنقل الواقع التاريخي،‏<br />

واإمنا لأنها حتتكم ملنطق من داخل الرواية<br />

نفسها،‏ فتخلق واقعها اخلاص املقنع.‏<br />

اأبحاث

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!