د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
85<br />
2 0 1 1<br />
التاريخية روايات حديثة، لأنها معنيّة – رمبا اأكرث من<br />
كتب التاريخ التقليدي - باكتشاف كيف وملاذا وصلنا اإىل<br />
ما نحن عليه اليوم، كما اأنها تنزع اإىل تذويب التفرقة<br />
بني احلاضر واملاضي، واستعادة الصلة بينهما )13( .<br />
هذه الفروق نفسها بني التاريخ الرسمي من ناحية،<br />
والرواية التاريخية من ناحية اأخرى، هي التي تربر لنا<br />
الآن اأن ننظر يف الروايات التاريخية، لرنى كيف صنع<br />
اخليال الروائي من الوثائق، ومن التفاصيل املنثورة يف<br />
كتب التاريخ »الأصلي«، صورة عميقة ومركبة)وواقعية؟(<br />
لهموم املعيشة يف العصر اململوكي.<br />
)3(<br />
هذه الدراسة تتوقف عند ثاث روايات تاريخية<br />
مصرية، حاولت استعادة فرتة حمددة من العصر<br />
اململوكي، تلك العقود الأخرية الرهيبة التي شهدت<br />
التخلخل التدريجي، ثم النهيار املتسارع لسلطنة<br />
املماليك املستقلة، التي ساهمت لوقت طويل يف صنع<br />
جوانب من حضارة املسلمني.<br />
الروايات الثاث موضوع الدرس التطبيقي هي:<br />
»على باب زويلة« )14( ملحمد سعيد العريان، و«السائرون<br />
نيامً ا« )15( لسعد مكاوي، و»الزيني بركات« )16( جلمال<br />
الغيطاين.<br />
والكتاب الثاثة يجمعهم هذا الهتمام اخلاص<br />
بالتاريخ )17( ، لكنهم مع ذلك ينتمون اإىل ثاثة اأجيال<br />
خمتلفة، كما اأن خلفياتهم الثقافية والسياسية تبدو<br />
خمتلفة؛ ومن ثم فقد اختلفت دوافعهم وروؤاهم يف<br />
استعادة تلك الفرتة من ذلك العصر، كما اختلفت<br />
بطبيعة احلال اأساليبهم يف هذه الستعادة.<br />
حممد سعيد العريان )1964-1905(، وهو اأقدم<br />
الكتاب الثاثة، مل يتحدث صراحة عن دوافعه يف كتابة<br />
»على باب زويلة« عام 1947، ومع ذلك فاإن باإمكان<br />
من يعرفونه -مقدِّ مً ا لبعض روايات شوقي التاريخية،<br />
وتلميذً ا لعلي اجلارم، وحمررًا لأعمال الرافعي وكاتبًا<br />
لسريته، وموظفً ا يف صحبة طه حسني- اأن يدركوا رغبته<br />
يف استخدام ما ورثه من اأساليب هوؤلء الكتاب، لتقدمي<br />
صور من التاريخ العربي الإصامي، يف مقابل غريه من<br />
كتاب جيله الذين ذهبوا اإىل التاريخ الفرعوين كنجيب<br />
حمفوظ وعادل كامل )18( .<br />
كانت لدى العريان رغبة رومانتيكية يف الكتابة<br />
العاطفية عن شخصيات مركبة كصجرة الدر،<br />
ومنحنيات خطرة كلحظة شنق طومان باي على باب<br />
زويلة، وهو خال ذلك يستعيد التاريخ، متخياً حياة<br />
الرجل املاأساوية من بدايتها اإىل نهايتها، ويجد يف<br />
ذلك كله موضوعات ميكن اأن تتحول اإىل ميلودراما<br />
مبكية، اأو اإىل دفاع شعري عن احلضارة الإصامية اأو<br />
عن املصريني يف مواجهة املماليك، من دون حاجة اإىل<br />
اإدراك كاف للمحيط التاريخي الجتماعي املركب، الذي<br />
تظهر فيه الهموم اليومية للناس العاديني زمن املماليك،<br />
ومن دون حاجة كذلك اإىل الرتباط مع احلاضر، اأي<br />
مع الهموم املعاصرة لكاتب مصري يف اأربعينيات القرن<br />
العشرين )19( .<br />
وسعد مكاوي )1985-1916(، الذي كتب السائرون<br />
نيامً ا ونشرها اأواسط الستينات )20( وقبل هزمية العام<br />
السابع والستني الكبرية، يكتب من البداية مهمومً ا مباآزق<br />
احلاضر التي حركته ودفعته دفعًا اإىل ذلك العصر<br />
اململوكي، واإىل تلك الفرتة املحددة منه، حيث تصاعد<br />
صراع الأمراء على السلطة واملكاسب، فيما يشبه ما<br />
حدث مع ضباط يوليو. يقول سعد مكاوي: »مل اأكن<br />
اأرغب يف بعث فرتة من التاريخ اململوكي، .. و«السائرون<br />
نيامً ا« هي موقف فاح مصري مثقف، عايش عصرنا،<br />
ووجد يف فرتة تاريخية معينة من ماضي اأمته، ما ميكن<br />
اأن يكون شاهدً ا على عصره« )21( .<br />
اأما جمال الغيطاين)1945- (، الذي كتب روايته<br />
بعد وقوع هزمية 1967، ونشرها اأواسط السبعينات )22( ،<br />
فينطلق هو الآخر من حاضره ومن جتربته الشخصية<br />
وجتربة اأبناء جيله من الشباب الذين غيبتهم سجون<br />
ثورة يوليو، لكنه يلتقط جانبًا اآخر من التماثل بني عصره<br />
والعصر الذي يستعيده، وهو جانب اجلاسوسية اخلانقة<br />
املخيفة. يقول: »كان ترحايل يف تاريخ مصر اململوكية<br />
عامًّ ا، لكني بعد عام 1967، عدت لأصغي من جديد اإىل<br />
موؤرخ مصري سبق اأن استوقفني صوته الفريد، الغني<br />
الشجي، اإنه حممد اأحمد بن اإياس، صاحب »بدائع<br />
الزهور يف وقائع الدهور«، وتوقفت اأكرث عند الفرتة التي<br />
يصف فيها ما جرى ملصر على اأيدي العثمانيني. كنت<br />
اأرى ما جرى ملصر يف يونيو 1967 من زاوية اأخرى،<br />
من هذا العمق الزمني البعيد.. من موقع هذا املوؤرخ يف<br />
اأبحاث