د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
2 0 1 1<br />
138<br />
التقاليد الجتماعية والثقافية، واملتغريات التقنية،<br />
وطبيعة اجلمهور الدميغرافية والنفسية واإرثه التصايل.<br />
فالرببورتاج الصحفي، على سبيل املثال، ولد خال<br />
الفرتة املمتدة من 1865 اإىل 1918 يف املنطقة الأجنلو<br />
سكسونية، و امتد استعماله، تدريجيا، ليشمل العديد من<br />
الدول، بيد اأنه ل يزال غريب الدار يف بعض الفضاءات<br />
الأكادميية واملهنية. وقد اأضطرت الصحفة املكتوبة،<br />
بعد انتشار الذاعة والتلفزيون، اإىل التخلي عن اأحد<br />
الأنواع الصحفية التي ساهمت يف ترسيخ وفاء القراء<br />
لها، واملتمثل يف « الفيتون« Feuilleton الذي انتقل اإىل<br />
التلفزيون اجلامع اأو العام ليشكل احلجر الأساس يف<br />
بناء شبكته الرباجمية.<br />
والواقع اأن البنية القتصادية للصحافة مل تظل على<br />
ما كانت عليه يف القرن التاسع عشر. فبعد العتماد<br />
على عائدات املبيعات فقط، ظهرت الصحيفة التي<br />
تعتمد على عائدات املبيعات وخمتلف اإعانات السلطات<br />
العمومية، وكذا عائدات الإعانات، ثم الصحيفة التي<br />
تعتمد على عائدات الإعانات فقط، ويُطلق عليها<br />
تسمية: »الصحفة املجانية«، التي ظهرت يف شمال<br />
اأوروبا يف السنة 1995 وبداأت تزحف نحو العديد من<br />
مناطق العامل مبا فيها الدول العربية: املغرب، ومصر،<br />
والإمارات العربية املتحدة، والسودان. اإن هذه العناصر<br />
الستطرادية توؤكد اأن الصحفة تتميز بتاريخ ثري<br />
ومتنوع، ومتجدّ د، اأي اأنه غري معياري، واخرتاع جماعي<br />
)23(<br />
دائم ومتجدّ د.<br />
كما اأن وظيفة الصحيفة قد تغريت هي الأخرى.<br />
فبعد صحافة الراأي التي اتسمت بطابعها النخبوي،<br />
وانخراطها النشيط يف تاأطري الصراع الفكري<br />
والسياسي النابع من قناعتها باإمكانية املساهمة يف<br />
تغيري العامل، ظهرت الصحفة الإخبارية، التي تعترب<br />
اأكرث جماهريية من صحافة الراأي، لرتكز على الأحداث<br />
اأكرث من الآراء والأفكار اإميانا منها باأن مهمتها تقف<br />
عند وصف العامل ونقل اأحداثه بدل تغيريه. وعلى هذا<br />
الأساس تغريت اخلصوصية املهنية والثقافية للصحافة.<br />
فبعد سيطرة الكتاب واملثقفني ورجال السياسة على<br />
صحافة الراأي، شرعت الصحف الشعبية يف اإعادة<br />
هيكلة مهنة الصحفة، واأولت الهتمام للجانب احلريف<br />
واملهني الذي بداأ يتحدد اأكرث سواء على مستوى تصنيف<br />
مناصب العمل داخل قاعة التحرير، اأو تفضيل العمل<br />
امليداين. هكذا انفتحت الصحفة على الفئات الوسطى<br />
والشعبية وبداأت تنقل تفاصيل احلياة واإن كانت تركز<br />
على ما هو شاذ وغرائبي واإثاري. اإن هذه التغريات<br />
مل تتم دون توترات اجتماعية ومهنية داخل املوؤسسة<br />
الإعامية وخارجها، لعل اأبرزها تلك التي وصفت باأنها<br />
»اأزمة احلداثة املنتظمة« يف القرن التاسع عشر والتي<br />
صادفت اجلهود املبذولة من اأجل متهني الصحفيني يف<br />
)24(<br />
وقت تطورت فيه الصحفة الشعبية الصاعدة.<br />
ربط اخلطاب العلمي عن وسائل الإعام تطورها،<br />
يف دول اأوروبا الغربية واأمريكا، بالأزمة، منذ السبعينات<br />
من القرن املاضي. لقد حاول شوسي فريدريك اأن<br />
يستجلى اأعراضها يف استعراضه ملواقف بعض الكتاب<br />
وروؤيتهم لتطور وسائل الإعام، حيث بنيّ اأن هذا<br />
التطور هو عبارة عن تراجع للإعام الكوين حسب ولنت<br />
،)Wolton) وهيمنة سرطان الستعراض والتمشهد<br />
حسب بوشن ،)Beauchamp( والامعرفة حسب<br />
ما ذهبت اإليه كولوب غويل )Coulomb-Gully)<br />
نتيجة انصراف املوؤسسة الإعامية اإىل الرتفيه على<br />
حساب الإعام واملعرفة، وابتاع الصحفة من طرف<br />
التصال بعد ربط مصريها بالإعان حسب لفوان<br />
.)Lavoinne(<br />
لعل الستنتاج باأن وسائل التصال اجلماهريي<br />
قد انزلقت بنشاطها نحو التصال يعد املفتاح الأساس<br />
لفهم تطور وسائل الإعام، ليس لأن العديد من الكتاب<br />
واملختصني تناوبوا على تقدمي احلجج والرباهني<br />
التي توؤكد صحته فقط، بل لأنه انتج مفهوم »صحافة<br />
التصال« )25( الذي يلخص التغري احلاصل يف دور وسائل<br />
الإعام و اأسس ممارستها، ويغطى جملة من الوقائع،<br />
منها: تفهم الصحفيني املتزايد لأهداف املوؤسسة<br />
الصحفية، وتاأثر الكتابة الصحفية املتزايد بالكتابة<br />
الإعانية، وتصاعد التخصص يف العمل الصحفي