د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
د. ÙÙا بÙت عÙ٠اÙÙعÙ٠٠د. ÙÙÙÙÙÙÙÙادر ÙاظÙÙÙÙÙÙÙÙ٠د. ج٠ا٠... - جا٠عة اÙبØرÙÙ
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
2 0 1 1<br />
16<br />
ما بعد احلداثة و الدين<br />
موقف االنطولوجيا التاريخية<br />
د.الزواوي بغوره<br />
مقدمة<br />
اإن مناقشة عاقة ما بعد احلداثة بالدين يفرض علينا النظر سلفا يف عاقة احلداثة بالدين، وذلك بسبب<br />
اتصال ما بعد احلداثة باحلداثة، سواء فهمنا من )ما بعد احلداثة( حقبة تاريخية، اأوحركة نقدية جديدة.<br />
واإذا كان من الصعب منهجيا ومعرفيا وضع تعريف جامع ملصطلحي احلداثة وما بعد احلداثة، وذلك ملا يتسمان<br />
به من لبس وتعدد واختاف، فاإنه من الضروري اأن نشري على الأقل اإىل اأن احلداثة تعني انبثاق الذاتية<br />
والعقانية، واأنها تفيد تاريخيا ظهور حضارة جديدة بداأت مع نهاية القرن الثامن عشر، ومتيزت بحدثني<br />
اأساسيني هما: الثورة الصناعية والثورة الدميقراطية )1( . واأن النتقال من مرحلة العصور القدمية اإىل عصر<br />
احلداثة يتفق وانبثاق ذات اإنسانية واعية ومستقلة بذاتها، ومعتزة بانتصاراتها العلمية، وسيطرتها على الظواهر<br />
الطبيعية والإنسانية. ولذا فقد متيزت عاقتها بالدين، وبخاصة الدين املسيحي، بالصراع واملنافسة والنزاع بل<br />
وبالإقصاء والستبعاد، وذلك بحكم اأن املسيحية الكاثوليكية قد ذهبت مذهبا مناهضا للتنوير واحلداثة، ولأن<br />
احلداثة بطبيعتها تتميز مبا بيّنه عامل الجتماع الأملاين ماكس فيرب”Max ”Weber بعمليات العقلنة ملختلف<br />
فضاءات الوجود الإنساين، وهو ما وصفه بنزع الغالة السحرية عن العامل”désenchantement”.<br />
ولكن احلداثة يف ذاتها قد عرفت حتولت ثقافية<br />
وفكرية، وبخاصة بعد احلرب العاملية الثانية، وهذا<br />
ما تشري اإليه ما بعد احلداثة بوصفها حركة ثقافية<br />
تشكك وتعيد النظر يف قيم احلداثة، وبخاصة التشكيك<br />
يف العقل وقدرته، ولذا فاإن ما مييز ما بعد احلداثة<br />
مقارنة باحلداثة هو عودة الديني مصحوبا بنزعة<br />
عدمية اأو وثنية جديدة ”pain-neo“ )2( ،بحسب بعض<br />
الدراسات.<br />
هذا من جهة، اأما من جهة اأخرى فاإن املسيحية<br />
ذاتها قد عرفت حتولت يف عاقتها باحلداثة، وهو<br />
ما مت التعبري عنه ضمن تاريخ الكنيسة الكاثوليكية<br />
ب”الفاتيكان الثاين” )3( ، حيث مت الإقرار باأن<br />
العلمانية”laïcité” والعلمنة ”sécularisation” ل<br />
تعني الإحلاد، واأن فصل الكنيسة عن الدولة قد يكون<br />
وسيلة مناسبة لضمان الكلمة احلرة للكنيسة، مبعنى<br />
اأن املسيحية قد دخلت يف نوع من التعاون واحلوار مع<br />
احلداثة. ولقد عرب عن هذه احلالة الفيلسوف الفرنسي<br />
مارسال غوشيه Marcel“ ”Gauchet خري تعبري عندما<br />
قال:“اإن املسيحية هي ديانة اخلروج من الدين” )4( .<br />
اإن ما اأدت اإليه عمليات العلمنة، وما تطرحه ما بعد<br />
احلداثة من حاجة اإىل اإعادة النظر يف قيم احلداثة<br />
يفرض علينا النظر يف موقف الأنطولوجيا التاريخية<br />
من الدين بوصفها تيارا من تيارات ما بعد احلداثة )5( :<br />
فما هو موقفها من الدين؟ وهل الأفكار والتحليات<br />
التي قدمتها تسهم يف النقاش الفلسفي املعاصر حول<br />
مكانة الدين يف احلياة السياسية املعاصرة؟ على الرغم<br />
من اأن ميشيل فوكو Michel” ”Foucault 1926-<br />
1984 الذي اأطلق على فلسفته يف اأخريات حياته اسم<br />
الأنطولوجيا التاريخية، مل يخص الدين بدراسة مستقلة<br />
مثل ما فعل جاك دريدا ،”J.Derrida“ وجياين فتيمو<br />
،”G.Vattimo“ وريتشارد رورتي ”Rorty.R“ )6( ، فاإنه<br />
قد قدم جمموعة من النصوص ذات الصلة املباشرة