23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

83<br />

2 0 1 1<br />

ليندا هاتشيون - حتديًا كبريًا من قِ‏ بَل فن ‏)ونظرية(‏ ما<br />

بعد احلداثة،‏ ‏»وتتجه القراءات النقدية احلديثة للتاريخ<br />

والرواية اإىل الرتكيز على اأوجه التشابه ل الختاف<br />

بني هذين الشكلني من الكتابة؛ فقد لوحظ اأن كليهما<br />

يستمد قوته من التشابه مع الواقع وليس من اأي حقيقة<br />

موضوعية.‏ وكذلك فاإنهما يعدان بناءين لغويني استقرت<br />

لهما اأشكالهما السردية،‏ ول ميتلك اأيهما اليقني الكامل<br />

من ناحية اللغة اأو البناء،‏ كما اأنهما يبدوان متساويني يف<br />

مصاألة التناص،‏ اأي استخدام نصوص ‏سابقة يف النسيج<br />

النصي املعقد لكل منهما«‏ )8( .<br />

اأحد التوجهني يرى اأن الصرد والصردية هما<br />

الظاهرة الأصمل،‏ التي تضم كل ما يف حياتنا من<br />

ظواهر،‏ واأن السرد متامً‏ ا كاللغة،‏ خاصية جوهرية<br />

للإنسان،‏ واأن الإنسان ل يستطيع اأن يفهم احلياة ول<br />

اأن يصوغها بعيدً‏ ا عن هذه اخلاصية؛ فهو يوؤرخ بالسرد<br />

ويكتب العلوم بالسرد،‏ ويفكر بالسرد،‏ ويتحدث ‏سردً‏ ا.‏<br />

هناك عاقات اإشكالية بني الرواية والتاريخ،‏ حاضرة<br />

دائمً‏ ا يف كام منظري ما بعد احلداثة عن قضايا كثرية،‏<br />

مثل التناص والذاتية والأيديولوجيا،‏ وبعضهم ينظر<br />

اليوم اإىل القص بوصفه ‏»الأمر الأكرب«‏ الذي يشمل هذه<br />

القضايا كلها،‏ لأن عملية خلق القص قد اأصبحت ‏شكاً‏<br />

جوهريًّا من اأشكال الفكر الإنساين،‏ وتلعب دورها يف<br />

فرض املعنى والتساق الشكلي على فوضى الأحداث،‏<br />

والقص من وجهة نظرهم هو الذي يرتجم املعرفة اإىل<br />

حكي،‏ وهذه الرتجمة بالتحديد هي ما يشغل رواية ما<br />

بعد احلداثة ومنظريها.‏ اإنهم مييزون بني ‏»اأحداث«‏<br />

املاضي اأو التاريخ اأو حتى اأحداث احلياة الواقعية،‏<br />

وبني ‏»احلقائق«‏ التي نتوصل اإليها من هذه الأحداث اأو<br />

نعطيها اإياها؛ فاحلقائق اأحداث اأعطيناها معنى.‏ اإن<br />

مناظري تاريخية خمتلفة ‏ستصل من نفس الأحداث اإىل<br />

حقائق خمتلفة )9( .<br />

اأما التوجه الآخر،‏ فريى اأن الرواية لون من التاأريخ،‏<br />

لكنها تاريخ اآخر،‏ لأنها تقف على النقيض متامً‏ ا من<br />

التاريخ الرسمي؛ فهي من ناحية،‏ ‏»تاريخٌ‏ للمقموعني«،‏<br />

اأو ‏»تاريخ للعوام«،‏ اأو ‏»تاريخ ملن ل تاريخ لهم )10( ؛ وهي<br />

من ناحية اأخرى،‏ ل تتوقف عند رصد الوقائع اخلارجية،‏<br />

واإمنا تتجاوزها اإىل رصد مشاعر الناس اإزاء هذه<br />

الوقائع.‏ الرواية كما يقول هوؤلء،‏ هي تاريخ القلب اأو<br />

تاريخ الداخل؛ فاملصادر التاريخية ليست جيدة فيما<br />

يتعلق مبا يدور يف عقول الناس،‏ قد تكون قادرة اأن تقول<br />

لك بالضبط اأين كان ‏شخص معني يف يوم معني،‏ كما<br />

اأن باإمكانها اأن تقول لك ماذا فعل هذا الشخص،‏ ومن<br />

قابل،‏ ومن باع له وباأي ‏سعر..اإلخ.‏ اأحيانًا يكون باإمكان<br />

هذه املصادر حتى اأن تذكر لك ما قاله الناس.‏ غري اأن<br />

املصادر التاريخية – واملوؤرخني يف احلقيقة – رمبا ل<br />

يكون مبقدورهم اأبدً‏ ا اأن يتحدثوا عما ‏شعر به الناس<br />

اإزاء ما حدث،‏ برغم اأن ما نشعر به اإزاء ما يحدث هو<br />

يف الغالب اأهم ‏شيء فيه )11( . وهنا بالضبط ميكن اأن<br />

ندخل اإىل موضوعنا:‏ هموم املعيشة كما ‏صورتها الرواية<br />

التاريخية.‏<br />

)2(<br />

الرواية - باأشكالها املختلفة - نوعٌ‏ خاص جدًّ‏ ا من<br />

الأدب،‏ اأهم ما مييزه اأنه يتحرك – وبخاف اأنواع<br />

الأدب الأخرى-‏ يف اإطار من مشابهة الواقع.‏ الرواية<br />

‏شكل واقعي،‏ وواقعيتها كما يقول اأيان واط ‏»ل تكمن<br />

يف نوعية احلياة التي تعرضها،‏ واإمنا يف الطريقة التي<br />

تعرضها من خالها«‏ )12( مل يكن ممكنًا للرواية اأن تنصاأ<br />

ول اأن تصل اإىل قارئها احلديث اإل يف اإطار هذا التشابه<br />

مع الواقع؛ ومن ثم كانت عنايتها الفائقة بالتفاصيل<br />

وتفاصيل التفاصيل،‏ ومن ثم اأيضً‏ ا كانت اإمكانية اأن<br />

تتحول الرواية خصوصً‏ ا اإىل مصدر خصب للتاريخ،‏<br />

ولكن:‏ اأي نوع من الرواية؟ واأي نوع من التاريخ؟<br />

هناك ثاثة اأنواع من التاريخ،‏ اأو ثاث نوعيات<br />

من كتابة التاريخ،‏ كما يقول هيجل يف كتابه ‏»العقل يف<br />

التاريخ«،‏ ونحن ميكن اأن نضع يف موازاتها ثاثة اأنواع<br />

من الرواية -:<br />

1- التاريخ الأصلي،‏ اأي التاريخ الذي يكتبه املوؤرخ<br />

وهو يعيش الأحداث الأصلية،‏ ويف موازاة هذا النوع ميكن<br />

اأن تاأتي الرواية الواقعية؛ حيث يعيش الروائي اأحداث<br />

واقعه ويكتب واصفً‏ ا ما راآه بعينه وعايشه بنفسه.‏<br />

‎2‎‏-التاريخ النظري،‏ اأي التاريخ الذي يكتبه موؤرخ<br />

بعد مرور زمن على وقوع الأحداث الأصلية،‏ معتمدً‏ ا على<br />

ما وصله من الوثائق وما رواه الشهود يف كتبهم.‏ ويف<br />

موازاة هذا النوع من التاريخ تاأتي الرواية التاريخية؛<br />

فهي اأيضً‏ ا عودة اإىل التاريخ الأصلي،‏ ولكن اعتمادً‏ ا على<br />

اأبحاث

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!