23.10.2014 Views

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

د. هيا بنت علي النعيمي د. نـــــــادر كاظــــــــم د. جمال ... - جامعة البحرين

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

59<br />

2 0 1 1<br />

واىل جعله اآلة للتهذيب والعرض.‏ 4 وباملقابل فمن ‏صاأن<br />

النتباه اإليها اأن يوقفنا على قدرات التمثيل يف الكتشاف<br />

والبتكار من جهة؛ وعلى تفاوت مداخل واآثار هذه العلوم<br />

عند التمثيل بها يف القول الفلسفي الرشدي من جهة<br />

ثانية،‏ فالتمثيل باحلروف غري التمثيل باملواد عموما،‏<br />

والتمثيل بزيد وعمرو غري التمثيل بعمر بن اخلطاب<br />

وعثمان بن عفان:‏ ف»ل اأحد يستطيع اأن يدعي اأن تلقني<br />

املنطق الأرصطي اعتمادا على اأمثلة نحوية يساوي<br />

التلقني اعتمادا على ‏شواهد ماأخوذة من الرياضيات<br />

العالية«‏ )5( .<br />

ملا كان التمثيل والستعارة والتشبيه اآليات بها<br />

نعرب ونبلغ كما نسعى اإىل التاأثري؛ كان طبيعيا لتحقيق<br />

هذا الأمر بنجاعة،‏ العمل دائما على املاءمة بني هذه<br />

الآليات وبني الغاية التي نطلبها.‏ ومن هنا فا ينبغي<br />

لدراسة للتمثيل والستعارة والتشبيه واملثال اأن تقتصر<br />

على معاجلتها يف ‏سياق خاص ويف اأفق خمصوص،‏<br />

لأن ذلك قد يوؤدي اإىل جعل ما يعود اإىل خصوصية<br />

الستعمال اأو السياق ذا طبيعة مضيقة.‏ )6( لذا فاإن<br />

اأسئلة من قبيل:‏ ما هي عناصر هذه الآليات؟ وما هي<br />

الأسس التي تقوم عليها؟ وما هي العوامل املتدخلة يف<br />

اختيار ابن رشد لهذه العناصر دون غريها ليستعملها<br />

عند تشغيله هذه الآليات؟ وما هي طبيعة العاقة بني<br />

هذا الختيار ومن يتوجه اإليهم ابن رشد باأقواله،‏ هذا اإن<br />

كانت هناك عاقة ما؟ قلت اإن اأسئلة من هذا القبيل ل<br />

ميكن الستغناء عنها من اأجل الإحاطة بعملية التمثيل ل<br />

كصورة قياسية فقط،‏ بل كمواد وشروط لهذا التمثيل.‏<br />

التمثيات والستعارات واملثالت قوية احلضور يف<br />

اخلطاب الفلسفي لبن رشد،‏ وهو يف هذا ل يختلف<br />

عن ‏سائر اخلطابات الفلسفية.‏ وكرثة ورودها عند<br />

الرجل تعني حتديدا ورودها يف ‏سياقات بعينها،‏ وهذا<br />

ما يشجعنا على مراجعة اأحكامنا السائرة بخصوص<br />

فلسفته وبخصوص دور هذه الآليات ذاتها.‏ ذلك اأن<br />

اأكرث ما اأحلت عليه الدارسات التي اأجنزت يف الأقوال<br />

الفلسفية لبن رشد اأحلت على مضامينها املعرفية<br />

واملذهبية،‏ اأكرث مما حفلت بدور الآليات املنهجية التي<br />

بنيت بها هذه املضامني؛ بل قد نقول اإنه حتى واإن انتبهت<br />

قلة،‏ يف ‏سياق خصومة عرضية مع الفئة الأوىل اأحيانا،‏<br />

اإىل اأهمية فحص هذه الآليات،‏ فاإنها حتصر احتفاءها<br />

يف ‏صورتها اأو ‏صورها املنطقية،‏ ذاهلة عن الفحص عن<br />

مادة اأو مواد هذه الآليات التي استعان بها اأبو الوليد يف<br />

تشييده لأقاويله الفلسفية والعلمية وغريها.‏<br />

لعل مدار التمثيل عند ابن رشد كان على اأمرين<br />

اثنني:‏ اأعني على مادة هذا التمثيل من ناحية وعلى<br />

‏صورته من ناحية اأخرى.‏ فمادة التمثيل هي مقدماته<br />

التي تعتمد اأساسا ما هو مقبول عند كل الناس اأو جلهم<br />

لغاية الإقناع،‏ وهذا وما ميكن اأن نسميه بعامل اخلطاب<br />

اأو القول.‏ ونقصد بعامل القول جممل الكفايات املعرفية<br />

والثقافية التي تاأتي هذه املضامني واملواد مشكلة بها<br />

ومعتمدة عليها،‏ بحيث تكون هذه املضامني اإما غريبة<br />

عن املخاطبني فيجعلها القول األيفة،‏ واإما األيفة بدءًا<br />

فينطلق هوؤلء منها لتكوين اأحكام جديدة،‏ وتبعا لذلك<br />

)7(<br />

تكون الأقوال نافذة اإىل املخاطبني بالسهولة املطلوبة.‏<br />

اأما ‏صور التمثيل فقد تبني اأنها البناء اأو التاأليف الذي<br />

تتشكل وفقه مادة التمثيل لتوؤلف ‏صورة استدللية ل<br />

تختلف عن باقي ‏صور الستدللت الأخرى.‏<br />

واإذا تبني اأنه ل بد للتمثيل من مادة هي التي<br />

ميُ‏ ثّل بها،‏ فصا عن ‏صورته،‏ فاإنه ميكن بغري قليل<br />

من الختزال،‏ اأن نردّ‏ املواد التي كان ميُ‏ ‏َثّل بها عموما،‏<br />

اأي حمتويات التمثيل،‏ اإىل تقاليد علمية ‏سادت ليس<br />

يف القرون الوسطى فحسب،‏ بل امتدت من العصور<br />

اليونانية حتى عصر النهضة مرورا بالقرون الوسطى<br />

الإصامية.‏ ونعني بهذه التقاليد:‏ التعاليم ‏)وخاصة<br />

الهندسة(‏ والبصريات والطب،‏ هذا فصاً‏ عن التقاليد<br />

اخلاصة باحلضارة الإصامية،‏ من كاميات وفقهيات<br />

وبيانيات ‏)قراآن،‏ ‏شعر،‏ اأمثال...(.‏ وهذا يعني اأن الأفكار<br />

والأقوال الفلسفية قد منت وتبلورت منذ البدايات الأوىل<br />

من خال دخولها يف حوار مفصل ومتميز مع هذه<br />

العلوم.‏ وهذه الأمثلة املنتمية اإىل هذه العلوم القطاعية<br />

هي ما نحاول البحث عنه واإبرازه عند ابن رشد،‏ وميكن<br />

تفصيل بعض مصادرها كالآتي:‏<br />

اأبحاث

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!