e7x33

املطلب األول:‏ تأمالت يف أحوال القوقاز/‏ الفرع الرابع:‏ املعاين السياسية والنفسية اليت أبرزها الصراع بني روسيا والقوقاز املسلموميكننا أن نذكر أمثلة أكثر على هذا،‏ ولكن ما ذكرناه قد أوضح األمر بدرجة كافية،‏ فعندما حتاولالشعوب اإلسالمية والدول اإلسالمية وضع برناجمها كشعوب ودول جتد نفسها خاضعة للتمييزوالعداوة والعدوان يف صلتها بزمرة األمم املسيحية االستعمارية،‏ اليت ترتأت اجملتمع الدويل املزعوم،‏ فهذههي الكيفية اليت تبدو عليها األمور بالفعل فيما يتعلق حبق الشعوب يف تقرير املصري،‏ فالشعوباإلسالمية اليت تعيش يف ظل نري وظلم روسيا االستعماري،‏ ال تتوقع مهما كان األمر كسب تأييداجملتمع الدويل املزعوم أو هيئاته املختلفة لقضيتهم،‏ وبالطبع فإن مسألة التخلص من االستعمار موجودةيف جدول أعمال األمم املتحدة منذ عقود،‏ ومع ذلك جيب أال نتوقع تطبيق املبادئ من تلك الزمرةبشكل نزيه،‏ فإزالة االستعمار حيددها االنتساب الديين والدرجة اليت تنحاز هبا أمة ما إىل املبادئاألساسية اليت تتضمنها تلك الدميقراطية املزعومة،‏ مبعىن آخر؛ إن إزالة االستعمار يعتمد على درجةالوالء اليت تظهره أمة ما جتاه النظام العاملي القائم.وواضح يف حالة الشعوب اليت تعتنق املسيحية أن األمم املتحدة تتحرك لتحقيق التخلص الكاملمن االستعمار،‏ ولكن يف حالة الشعوب اليت تعتنق ديانات أخرى ‏-خاصة اإلسالم-‏ تتحرك األمماملتحدة لوضع شروط مالئمة خللق وإقامة شكل آخر من األشكال املنوعة للتحكم االستعمارياجلديد.‏وميكننا وضع هذا ببساطة فالشعوب غري املسيحية يتم التمييز ضدها،‏ ويتم تقويض حقوقها بكلالوسائل اليت تعترب مالئمة من وجهة نظر الزمرة املسيحية احلاكمة،‏ والوسائل اليت يغلب كثرياً‏استخدامها إلنكار احلق يف تقرير املصري هو وضع هذه الدول يف مواجهة احلقوق الفردية أو يف مواجهةمبدأ احلفاظ على سالمة الدولة وعدم جتزئتها.‏ولقد مت إدخال مبدأ سالمة أراضي الدولة ووحدهتا يف القانون الدويل منذ حوايلسنة مضت،‏ 27واهلدف من ذلك بالتحديد هو تربير الدعم لتلك الدول اليت تعترب أن عملية التخلص من االستعمارهتدد مصاحلها،‏ ومنذ تلك اللحظة فصاعداً‏ قد مت استعمال هذا املبدأ ضد الشعوب اإلسالمية،‏ اليتحتاول ختليص نفسها من احلكم االستعماري.‏وتعزز استعمال هذا املبدأ حماوالت التفاوض على شيء ما أقل من حق تقرير املصري الكاملواملستقل،‏ فيطلب من الشعوب اخلانعة التابعة أن تقبل شكالً‏ ما للحكم الذايت واالستقالل حتت رعايةالدولة املستعمرة،‏ وتبقى أراضي الشعوب التابعة يف ظل هذه الرتتيبات يف أحسن األحوال أراض تابعةللقوة االستعمارية،‏ وهبذه الطريقة يتم احتفاظ الدول املهيمنة ‏"بوحدة األراضي وسالمتها".‏وتستعمل مثل هذه اآلليات القانونية احلرفية مع وسائل أخرى عديدة تعترب ضرورية ملنع الشعوبغري املسيحية من الوصول إىل االستقالل احلقيقي،‏ ويكون هذا صحيحاً‏ بشكل خاص،‏ إذا كان هدفتقرير املصري املستقل ميس مصاحل الدول املسيحية العظمى أو أهدافها االسرتاتيجية.‏وعلى أي حال وعلى العكس فإذا كانت املسألة موضوع البحث هتتم حبق شعب ينفصل عن دولةغري مسيحية،‏ فيتم حل املوضوع فوراً،‏ ويستعيد مبدأ حق تقرير املصري أولويته بالطبع يف القانون الدويل.‏هلذا فإن القانون الدويل املزعوم هو يف احلقيقة ليس أكثر من أداة يتم استعماهلا،‏ لتخدم مصاحلالدول املسيحية املهيمنة،‏ وليحافظ على سيطرهتا على الشعوب غري املسيحية يف العامل.‏151