e7x33

الفصل األول أفغانسفان عودة ألول مهجرأذكر أين والشهيد ‏–كما حنسبه-‏ أبو عبد الرمحن الكندي ~ زرنا جامعة كابل،‏ فقد كان يعد عرب هيئته اإلغاثيةمشروعاً‏ لدعم اجلامعة،‏ فرأينا عجباً،‏ رأينا حطاماً‏ يسمى كلية الطب وكلية طب األسنان،‏ رأينا املعامل وقد انتزعت منهااألحواض واملناضد نزعاً،‏ وانتزعت ألواح الزجاج من النوافذ على أيدي عصابات السلب والنهب اليت تقاتلت بعد رحيلالروت،‏ واليت مارست أبشع قتال داخلي باسم اجلهاد واجملاهدين،‏ واليت عارضت حكومة طالبان وحتالفت مع روسياواهلند واالحتاد األورويب وأمريكا ‏–كما سأذكر-‏ ضد اإلمارة اإلسالمية،‏ وأذكر أين دخلت معمالً‏ للكيمياء،‏ فوجدتفيه األستاذ وحيداً،‏ وليس لديه يف معمل تعليمي فسيح إال حامل أنابيب واحد،‏ هو الذي جنا من السلب والنهب.‏وأذكر أين دخلت معمالً‏ لألحياء الدقيقة،‏ فوجدت به مدرساً،‏ مل يتم دراسته العالية بعد،‏ وقد مجع مواده مع جمهرواحد يف غرفة يف طرف املعمل،‏ قد ثبت بنوافذها زجاج،‏ وأخربين أنه يقرتض من املعامل اخلاصة بعض املواد ليعرضهاعلى الطالب،‏ ويف قسم األمراض وجدت أستاذاً‏ وحيداً،‏ ويف قسم التشريح وجدت مدرساً‏ وحيداً،‏ وقابلنا أستاذانأحدمها للكيمياء واآلخر للفيزياء فاشتكيا إلينا حاهلما،‏ وسأالنا اإلعانة لضعف الرواتب البئيس،‏ أما مستشفى علي آبادالتعليمي الكبري فقد صار خراباً‏ يباباً.‏ورغم كل ذلك كانت الكلية تعمل،‏ وتعقد فيها احملاضرات،‏ وهبا قسم للطالبات املنتظمات.‏ وكذلك كلية طباألسنان،‏ وبقية الكليات.‏وزرنا كلية الشريعة،‏ فوجدناها تعمل بانتظام،‏ وزرنا معهد املعلمني فوجدناهم جيددونه،‏ وكذلك احلال يف جامعاتجالل آباد وقندهار ومزار شريف وهريات،‏ وزرنا املعهد الطيب املتوسط لتخريج الفنيني الصحيني التابع لوزارة الصحة،‏فوجدناه يعمل بكامل طاقته،‏ رغم ضعف إمكاناته الشديد.‏وعلى ذكر التعليم أود أن أذكر هنا جانباً‏ غري معروف لنشاط القاعدة والتجمع العريب اجلهادي يف أفغانستان،‏ وهوجانب نشر التعليم،‏ فقد أنشأت القاعدة يف قندهار معهد اللغة العربية،‏ وكان جتربة ناجحة جداً‏ يف التواصل بني العربواألفغان،‏ كما أنشأت مدرسة للبنني يف قندهار،‏ واتفقت مع وزارة التعليم على إنشاء كلية للشريعة يف قندهار،‏ وبدأتيف املشروع،‏ وشرعت أيضاً‏ يف إنشاء معهد للغة العربية يف كابل،‏ وكذلك أنشأ التجمع العريب اجملاهد يف كابل عدةمشاريع تعليمية،‏ منها مركز صالح الدين للدعوة والتعليم بإشراف الشيخ اجملاهد املرابط الداعية فضيلة الشيخ عيسىحفظه هللا،‏ ومنها مدرسة للبنني وأخرى للبنات،‏ وكان معظم طالب املدرستني من العرب،‏ ولكن كان هبما عدد مناألفغان.‏كل هذا وخط اجلبهة حينئذ على بعد حوايل ‎11‎كيلومرتاً‏ من كابول،‏ واحلكومة كلها تعمل والتجارة نشطة،‏ والطرقمؤمنة،‏ وأذكر أين سافرت عدة مرات من شرق البالد لغرهبا من كابل لقندهار ومن قندهار هلريات ومن كابل خلوستوجلالل آباد بالليل وبالنهار،‏ فما وجدت مسلحاً‏ إال شرطة اإلمارة،‏ أو من حيمل تصرحياً‏ كحالنا.‏كل هذا يف أفغانستان اليت رأيت حاهلا غارقة يف الفزع واخلوف يف وقت حكومة اجملاهدين،‏ حيث كنت التستطيع أن تسري على الطريق لعدة كيلومرتات،‏ إال ويعرتضك حبل أو سلك ممدود على الطريق وحوله جمموعة مناملسلحني بالبنادق واملدافع،‏ يفرضون عليك ما يشاءون.‏مث زد على كل هذا؛ أن هذه الدولة احملاصرة دولياً‏ من الغرب واألمم املتحدة،‏ واملضيق عليها اقتصادياً‏ من باكستانوإيران،‏ تستقبل املطاردين املهاجرين من مسلمي الدنيا كلها،‏ وتتحدى الدنيا كلها من أمريكا لباكستان للسعودية،‏وترفض تسليم أي مسلم الجئ هلا.‏ بل وتعرتف جبمهورية أشكريية الشياشانية وحدها متحدية العامل كله.‏172