e7x33

الفصل األول أفغانسفان عودة ألول مهجراجلوار،‏ كانت قرية من املهاجرين اجملاهدين الصاحلني،‏ وكان أصلها مساكن مهجورة ملشروع زراعي قدمي،‏ احتلها بعدذلك لواء من حرت احلدود،‏ مث تركت مهجورة يسكن بعضها البدو،‏ فلما استقدم أمري املؤمنني املال حممد عمر الشيخأسامة وأنصاره من جالل آباد أسكنهم تلك القرية،‏ وكانت مكونة من قرابة مائة بيت؛ عشرون يف جهة الشرق وقرابةمثانني يف جهة الغرب،‏ وأحاط الشيخ أسامة الثمانني بيتاً‏ الغربية مع بعض املخازن بسور مرتفع،‏ وجعلها للعائالت،‏ أماالعشرون األخرى فخصصت للمكاتب والضيوف.‏ويف هذا املكان املبارك بذل الشيخ أسامة بن الدن ‏–حفظه هللا-‏ وسعه يف محلته للدعوة لتحرير احلرمني ولطرداليهود والصليبيني من ديار املسلمني.‏ وتقاطرت الوفود والزوار عليه ملالقاته واالستماع لدعوته وتوجيهاته،‏ والشيخ-حفظه هللا-‏ ال يدخر وقتاً‏ وال بياناً‏ وال جمهوداً‏ وال ماالً‏ يف شرح قضية جهاد األمة ضد أعدائها الصليبيني واليهود وبيانخطرهم والتهوين من قوهتم،‏ وأهنم يف احلقيقة جبناء ال ميلكون عقيدة وال خلقاً‏ وليس لديهم إال املال والعتاد،‏ الذيسرعان ما يفرون عنه عند أية مواجهة حقيقية مع جنود اإلسالم.‏وتوافد على الشيخ وإخوانه اآلالف من أفغانستان وباكستان واخلليج ووسط آسيا والقوقاز وأوروبا وشرق آسيا.‏وكان القبول لدعوته عجيباً‏ ومبهراً،‏ وكان إعجاب النات بشخصية الشيخ غالباً‏ وآخذاً‏ بالقلوب واألفئدة،‏ فذلكالشخص الذي ترك كل هذه الدنيا خلفه،‏ والذي حييا هذه احلياة البسيطة املتواضعة،‏ ويتعامل مع النات هبذه السماحةواألخالق واألرحيية واجلود والكرم،‏ مث هو أيضاً‏ الذي يتحدى أقوى قوة طاغية يف العامل،‏ ويدعو النات بقوة ووضوحوجالء إىل مقارعتها ومنازلتها،‏ والتصدي هلا ولعمالئها اخلونة واملرتدين،‏ بال مداهنة وال مداراة وال لف وال دوران،‏ وهوأيضاً‏ الذي أثبت صدقه يف دعوته،‏ فما دعاهم لشيء إال وقد سبقهم إليه؛ دعاهم للرتفع عن الدنيا واهلحرة واجلهاد،‏بعد أن طلق الدنيا،‏ وهاجر وجاهد،‏ ودعاهم لدعم اإلمارة اإلسالمية يف أفغانستان،‏ بعد أن قاتل يف صفوفها وحتترايتها،‏ ودعاهم لبيعة أمري املؤمنني بعد أن بايعه،‏ ودعاهم لقتال الكفر األكرب بعد أن نازله،‏ وأعلن احلرب عليه.‏وتالقت دعوة الشيخ مع أشواق وآمال املسلمني يف التحرر من طغيان أكابر اجملرمني وأذناهبم احلاكمني لبالدهم.‏وكنت أتعجب من هذا القبول الذي ألقاه هللا يف قلوب النات للشيخ ودعوته،‏ وكنت أذكره بفضل هللا عليه يف ذلك،‏وأذكره مبدوامة الشكر واحلمد على هذه النعمة.‏ وكانت خالصة دعوة الشيخ وجوب الرتكيز على األمريكان واليهود،‏وأن أمريكا إذا أدبرت منهزمة من بالد اإلسالم بعون هللا وقوته،‏ فإن املعارك مع أعواهنا ستكون أسهل وأيسر بعون هللاوقوته،‏ وكانت نصيحة الشيخ ألهل باكستان أمراً‏ واحداً؛ ادعموا الطالبان،‏ وادخلوا يف بيعة أمري املؤمنني،‏ فإذا ثبتتأركان هذه الدولة فسينتشر منها اإلسالم يف كل املنطقة بعون هللا.‏ولست هنا أحاول أن أرسم صورة خيالية لشخص بال عيوب،‏ فمن منا بال عيوب.‏ومن ذا الذي ترضى سجاياهُ‏ كلّهاكفى املرء نبالً‏ أن تعدّ‏ معايبه1ولكين أشهد مبا علمت،‏ أنه ليس من عيوبه دناءة األخالق،‏ وال الشح بالدنيا على اجلهاد واإلسالم،‏ وال اخلوفمن أكابر اجملرمني.‏مسعر حرب وصاحب وقائع وأخو معارك،‏ إذا ناوشته احلرب استشرف هلا،‏ وأقبل عليها بكليته،‏ وأجاهبا هبمتهوعزميته،‏ يزيده حرها بأساً،‏ وشدهتا ثباتاً.‏يصدق فيه قول القائل:‏1781ينسب البيت لعلي بن اجلهم ويزيد املهليب.‏ املوسوعة الشعرية-‏ علي بن اجلهم ويزيد املهليب.‏