13.07.2015 Views

e7x33

e7x33

e7x33

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

الفرع اخلامس كيف خيطط الصليبيون حلرب اجملاهدين فكرياً‏ / املبحث األول حماربة العقيدة اجلهاديةالعصور.‏ لقد وقفت الكنيسة هبذا التأييد يف صف الفساد واالحنراف والظلم.‏ وال ميكن أن تتذرع الكنيسة باإلكراه،‏ ألن الكثريين أعلنوا رفضهمإلعادة انتخاب حسين مبارك عالنية،‏ ومل ميسهم أحد بسوء.‏وصدق عبد هللا بن املبارك ‏-رمحه هللا-‏ حني قال:‏‏"وهل أفسد الدين إال امللوكويقول توما جفرسن:‏وأحبار سوء ورهباهنا"‏‏"إن القسيس يف كل بلد ويف كل عصر من أعداء احلرية،‏ وهو دائماً‏ حليف احلاكم املستبد،‏ يعينه على سيئاته يف نظري محايته لسيئاته هو اآلخر"‏‏]العلمانية نشأهتا وتطورها ج:‏ 1 ص:‏ 142[.2891-1هنا نقطة أود أن أشري هلا بإجياز؛ وهي أن القيادة الدينية لألمة املسلمة كانت مبدئياً‏ ضد الظلم،‏ وتقف يف مواجهة طغيان احلكام حىت وإناعرتفت بشرعيتهم أحياناً،‏ لكنها يف األعم األغلب كانت تقف ضد فسادهم وطغياهنم وظلمهم.‏ وهذا يتضح يف أمور:‏أن القيادة الدينية املسلمة مل تكن معينة بقرار وال هلا هيكل كهنويت وال مؤسسة دينية،‏ وال ختتارها طبقة معينة،‏ بل كانت قيادهتا وإمامتهاحبب األمة هلا،‏ وتعظيمها لقدرها،‏ واقتدائها هبا يف زهدها وترفعها عن الدنيا.‏ ويتضح هذا من اقتداء األمة باإلئمة األربعة وأئمة الفقه واحلديثومن سار على أثرهم من أمثال العز بن عبد السالم وابن تيمية رمحهم هللا.‏ بل إن العلماء قد فقدوا هيبتهم بني النا وحمبة الناهلم ملا حاولتاألنظمة العلمانية ‏-بعد سايكس بيكو-‏ أن جتعل هلم مناصب ومؤسسات رمسية تابعة للدولة من أمثال وزارات األوقاف وهيئات اإلفتاء ورابطةالعامل اإلسالمي واجملمع األعلى للبحوث اإلسالمية وما أشبه.‏-2مل يتكلم أحد باسم هللا يف عاملنا اإلسالمي،‏ فال اإلمامة الدينية كانت معينة بوحي من الروح القد ، وال امللوك كانوا حيكمون باحلق اإلهلي،‏وال كان البابوات يتوجوهنم كما كان جيري يف أوروبا،‏ بل كان أئمة األمة علماء جمتهدون وفقهاء حمققون،‏ ال يدعون ألنفسهم عصمة،‏ وال ينسبونأنفسهم لوحي،‏ أما امللوك فكانوا يف وعي األمة اجلمعي بشر أغلبهم من الظلمة،‏ أو على األقل ‏ّمن ال ينالون احرتامها.‏بل ويروي لنا التاريخ مساندة كبار اإلئمة لعدد من اخلارجني على الدولتني األموية والعباسية،‏ وحىت حينما كان الفقهاء يرون عدم اخلروج علىاألمراء الظلمة،‏ فإمنا كانوا يرون ذلك من باب املصلحة ودفع املفسدة،‏ ال بسبب وجوب االستسالم للحكام،‏ وأنه إذا أمكن إزالة الفاسق بغريفتنة وال ظلم وجب ذلك ‏]فتح الباري ج:‏الفصل البن حزم ج:‏باستالهبا حبد السيف.‏13 ص:‏2[، وكذلك أمجعوا على أن احلكم ال يورث ‏]مقدمة ابن خلدون ج:‏1 ص:‏ ،1234 ص:‏123[، وامللوك الذين كانوا يتوارثون احلكم،‏ إمنا كانوا حيتالون على أخذ البيعة بأهنم أفضل املرشحني هلا،‏ أو3- القيادة الدينية كانت دائماً‏ حتتفظ لنفسها مبسافة بعيداً‏ عن احلكام،‏ بل إن كثرياً‏ من القضاة كانوا يعزلون أنفسهم احتجاجاً‏ على الظلم.‏صحيح أنه كانت هناك أمثلة للعلماء الذين تواطئوا مع احلكام على تسويغ الظلم،‏ ولكن هؤالء العلماء كانوا منبوذين بني األمة وحمتقرين.‏وكان أئمة األمة يتحاشون احلكام أو ينصحوهنم أو يعرتضون عليهم،‏ بل وكثرياً‏ ما كان يناهلم أذى احلكام الظلمة،‏ فأبو حنيفة رمحه هللا ضُرب،‏ومات يف السجن ألنه أىب والية القضاء ‏]سري أعالم النبالء ج:‏5 ص:‏ 421كان يرى أن بيعة النا لبين العبا ال تصح ألهنا بيعة عن إكراه ‏]سري أعالم النبالء ج:‏لبغداد مقيداً‏ يف احلديد ‏]سري أعالم النبالء ج:‏و‎422‎‏[،‏ وضرب مالك ‏-رمحه هللا-‏ بالسياط،‏ وخُلِع كتفه،‏ ألنه2 ص:‏ 2312 ص:‏ص:‏ 251[.إىل 21[، ومحل الشافعي من اليمن25[، أما أمحد بن حنبل فضرب بالسياط وهدد بالقتل ‏]سري أعالم النبالء ج:‏ 114- كان األعم األغلب من حركات اخلروج ضد احلكام بدءاً‏ من خروج احلسني ‏-رضي هللا عنه-‏ حىت انتفاضة املصريني بقيادة السيد عمرمكرم ‏-رمحه هللا-‏ ضد الوايل العثماي تطالب مبطلب أساسي؛ أال وهو الكف عن الظلم بالعودة للشريعة،‏ فكان الضمري اجلمعي لألمة املسلمةيرى الشريعة هي العدل،‏ وأن الظلم ينشأ من اخلروج على أحكامها،‏ حىت أن العامة يف مصر مثالً‏ حينما ينتقدون ظاملاً‏ يقولون له:‏ ‏"حرام عليك"‏فالظلم واحلرام يف وعيهم وجهان لشيء واحد.‏ بينما يف أوروبا كان الدين احملرف والكنيسة املستبدة مها الظلم عينه،‏ ولذلك كان شعار الثورةالفرنسية ‏"اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس".‏ بينما حيكي لنا التاريخ اإلسالمي عن املواقف العديدة الكثرية للعلماء يف االعرتاض علىاحلكام،‏ بل مل يستشر فساد احلكام وظلمهم إال بعد أن ختلى العلماء عن هذا الدور العظيم يف األمر باملعروف والنهي عن املنكر،‏ ويرصدالعالمة حممود شاكر ‏-رمحه هللا-‏ هذا التحول يف كتابه ‏)رسالة يف الطريق إىل ثقافتنا ص:‏ 125فبينما كان العلماء هم مالذ املظلومني كانت الكنيسة هي الظلم نفسه.‏وبينما كان الفقهاء جيتهدون يفإىل 132(.الشريعة جبهدهم الذي ال يزعمون عصمته كان البابوات ‏-على جهلهم-‏ يزعمون العصمة.‏وبينما كان العلماء واإلئمة ينأون بأنفسهم عن السالطني وامللوك وينصحوهنم وأحياناً‏ يوخبوهنم ويأمروهنم باملعروف كان البابوات يتوجون امللوكحبيلة احلق اإلهلي يف احلكم.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!