13.07.2015 Views

e7x33

e7x33

e7x33

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الفرع اخلامس كيف خيطط الصليبيون حلرب اجملاهدين فكرياً/‏ املبحث اخلامس الفنبه للجانب السياس حلرب الصليبيني الفكريةالعامل الثالث متخلفاً‏ بدائياً‏ مصدِّراً‏ للمواد اخلام والعمالة الرخيصة ومستهلكاً‏ ضعيفاً‏ لبعض بضائعأوربا.‏ أما النظام اإلمربيايل اجلديد يف عصر السيولة ‏)يف عصر االستهالكية العاملية(،‏ فريى أنه منالضروري ترشيد العامل بأسره وحتويله كله إىل حالة املصنع والسوبر ماركت،‏ ولذا البد أن تتقدَّم شعوباألرض بالقدر الكايف لتصبح شبه منتجة شبه مستهلكة.‏ فالبدوي ىف صحراء جند واهلندي األمحر ىفبراري أمريكا والقروي ىف الصعيد يشكِّلون عائقاً‏ يقف أمام النظام اإلمربيايل اجلديد ‏)االستهالكيةالعاملية(،‏ فهم ليسوا ىف حاجة إىل اهلامبورجر أو السيارة أو الفيديو،‏ ومن مث ال ميكن جتويعهم أوحرماهنم أو الضغط عليهم،‏ وبالتايل فهم يشكلون ثغرة ىف نظام يشبه اآللة ال يتحمل ثغرات،‏ وجيب أنتكون أجزاؤه جزءاً‏ من الكل اآليل.‏ فمثل هؤالء الفقراء مستقلون قادرون على احلفاظ على أبنيتهمالثقافية وقيمهم املطلقة وعلى اتزاهنم مع الذات ومع الطبيعة،‏ وهذا أمر يهدد النظام العاملي.‏ ولذا،‏ البدأن ‏"يتقدم"‏ اجلميع،‏ حىت يدخل اجلميع النظام العاملي،‏ ويتم هذا من خالل بيع األحالم الوردية عنالرخاء االقتصادي وتعظيم اللذة ‏)أو الوعد باللذة(‏ والتصعيد املستمر للرغبات االستهالكية واجلنسية.‏وهو تصعيد يتم من خالل البث التليفزيوين ووسائل إعالم الداخل واخلارج.‏ ولكن جيب أن يتم التقدم،‏حتت مظلة البنك الدويل وصندوق النقد،‏ داخل إطار النظام العاملي اجلديد الذى حتكمه بنية التفاوتواملنظومة القيمية االستهالكية.‏ ومن مث جيب أال يُسمَح بإدخال التنمية املستقلة،‏ ألهنا حتدث ثغرة ىفالنظام الدويل أيضاً،‏ فقد توقف توسع الشركات متعددة اجلنسيات،‏ وقد تعوق التنمية حتت مظلة البنكالدويل.‏ وأما التنمية ىف إطار النظام العاملي اجلديد،‏ فإهنا ستضمن أن تكون شعوب العامل الثالث نصفمنتجة ونصف مستهلكة حىت يستمر اعتمادها املذل على الغرب.‏ وال شك يف أن عمليات تصعيدالتوقعات االستهالكية،‏ وعملية التسخني ‏)االستهالكية اجلنسية(‏ اليت تتعرض هلا شعوب العامل الثالث،‏ستجعل من املستحيل حتقيق أي تراكم رأمسايل وستبدد الطاقة الثورية أوالً‏ بأول وختتفي الرغبة يف السموويف اجلهاد.‏461....................وهكذا تغريَّ‏ النظام اإلمربيايل القدمي،‏ املبين على توازن القوى والرعب الذي يَصدُر عن املنظومةالداروينية،‏ وأصبح دون مقدمات نظاماً‏ عادالً‏ يدعو إىل الدميوقراطية ولكنه يدعو ألشياء أخرى كذلكمثل السوق الشرق أوسطية اليت تنكر تاريخ املنطقة تواماً،‏ ويتحدث عن الشعوب العربية وعن املنطقة.‏كل هذا جيعلنا ندرك تواماً‏ أن دعوة النظام العاملي االستهالكي اجلديد للدميوقراطية ال هتدف إىل توكنياجلماهري من التحكم يف مصريها،‏ وإمنا هي أداته يف فتح احلدود وإضعاف الدول القومية املركزيةالصغرية حىت يتسىن له ترشيد البشر وإزالة أية عوائق إنسانية أو أخالقية،‏ وحىت تصبح كل األمورمتساوية ونسبية ويسود تساو معريف كامل هو يف واقع األمر عملية تسوية،‏ وتوُحَى كل الثنائيات،‏فاألجساد مادة والعقول آليات والعامل عقارات واألوطان فنادق.‏..............................لكن رغم كل هذا احلديث العذب عن الدميوقراطية واملساواة والسيولة يكتسب الغرب صالبة خاصةمن ثقته من أنه املمثل احلقيقي حلالة الطبيعة،‏ وأن طريقه ‏)الغريب-‏ احلديث-‏ العلماين-‏الطبيعي/املادي(‏ هو الطريق الصحيح،‏ بل الوحيد،‏ أي أنه بعد أن يؤكد غياب املرجعيات بشكل علين

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!