e7x33

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفانكان أبو عبيدة طاقة عمل ال هتدأ،‏ وكان حريصاً‏ على أن يبذل ما يستطيع لدفع عجلة اجلهاد،‏ وقد أكسبه نشاطهخربة سياسية،‏ وكان يعرتف بفضل اجلهاد األفغاين يف ذلك،‏ فقد قال يل مرة:‏ إن عمري قد زاد مائة سنة يف أفغانستان.‏ومن كثرة أسفاره أصبح خبرياً‏ يف إجراءات السفر وطبائع البالد،‏ سألين مرة هل معك دوالرات من فئة الدوالرواخلمسة دوالر،‏ فقلت له أحبث لك،‏ ولكن قد أجد من فئة العشرة أو اخلمسني،‏ فقال يل مبزاحه احملبب املعهود:‏ ال.‏أريد من فئة الدوالر،‏ فهي عمليت يف مطارات شرق أفريقيا،‏ حىت أن موظفي املطارات قد عرفوين،‏ وإذا رأوين ينادونينحىت ينهوا إجراءايت وحيصلوا على الدوالرات القليلة.‏ومن طرائفه ‏-رمحه هللا-‏ أنه كان قبل استشهاده حبوايل سنة كلما قابلين يسألين عن كلمات وعبارات إجنليزية تفيده،‏مث يسجلها يف مفكرة معه،‏ وكنت أتعجب من اهتمامه اجلديد باللغة اإلجنليزية،‏ وكان يقول يل إنه حيتاج هذه العباراتيف السفر،‏ مث اكتشفت بعد وفاته ‏-رمحه هللا-‏ أنه كان متزوجاً‏ من زوجة ثانية كينية ال تعرف العربية.‏كان من آماله توحيد مجاعة اجلهاد والقاعدة ، وقد سعى يف ذلك حثيثاً،‏ ولذلك ذكرته ‏-رمحه هللا-‏ يف كلميت يومالوحدة وتكوين مجاعة قاعدة اجلهاد،‏ فقلت ما معناه:‏‏"ويف هذا احلفل فإين ألذكر إخوة كراماً،‏ كان يسرهم أن يكونوا بيننا اليوم،‏ ليشهدوا هذا احلدثالكبري،‏ وأحسب منهم أخانا الكبري الشهيد ‏-وال نزكيه على هللا-‏ أبا عبيدة البنشريي ~، فنم قريرالعني يا أبا عبيدة فقد حتققت الوحدة اليت كنت تأملها".‏كان كالً‏ من أيب عبيدة وأيب حفص حريصاً‏ على إنشاء وتطوير حركة جهادية عاملية،‏ وكان أبو عبيدة مبثابة روحهااملتدفقة،‏ وكان أبو حفص مهندسها اهلادئ.‏ فكأن كالً‏ منهما يكمل أخاه.‏أما رفيق درب أيب عبيدة؛ أبو حفص القائد ‏-أو القومندان كما كان إخوانه ينادونه-‏ صبحى عبد العزيز أبو ستة،‏فمثال اخللق واألدب الرفيع واحلرص على مشاعر إخوانه،‏ أعطي مثل رفيق دربه أيب عبيدة بسطة يف اجلسم مع وسامة،‏وحلية أسرع الشيب هلا مبكراً.‏وأبو حفص من حمافظة البحرية من قبيلة أبو ستة،‏ وهي قبيلة عدنانية هاجرت من فلسطني ملصر.‏كان شديد احلرص على الوحدة بني املسلمني،‏ وقد ذكرت من قبل جهوده يف إنشاء قاعدة اجلهاد.‏ومن غرائب االتفاق أين كنت جاراً‏ هلما،‏ بل وأحياناً‏ ما تركت لكل منهما سكين،‏ وكذلك كنت طبيباً‏ هلما مراتعديدات،‏ وكان من أهم ما مر يب يف ذلك مشاركيت يف تطبيب أيب عبيدة من مالريا خبيثة عنيفة كادت أن تودي بهلوال لطف هللا،‏ وحتري املتخصصون يف عالجها مدة،‏ حىت أن بعض اإلخوة بدأ يتحدث عن نظرية تسميم أيب عبيدة،‏ مثشفي منها وعويف بفضل هللا،‏ وكذلك أجريت أليب حفص عمليتني كانت أوالمها املشاركة يف عالجه من جراحاته يفمعركة جالل آباد حيث أصيب جبرح نافذ يف الصدر ممات للحجاب احلاجز،‏ لكن مل خيرتق البطن من قذيفة كسرتذراعه وضلوعه.‏كان أبو حفص مثاالً‏ يف اخللق الرفيع واألدب العايل والسماحة والكرم والزهد،‏ وكان نافراً‏ من اخلالفات واملشاحناتمقبالً‏ على العمل والعطاء،‏ وقد اكتسب خربة عسكرية واسعة،‏ بدأت من عمله باجليش املصري كضابط احتياط،‏ مثتنامت مع حياته اجلهادية املتطورة.‏وقد بذل غاية جهده يف تطوير القاعدة وتنظيم شؤوهنا حىت وصلت ملا وصلت إليه من منو واتساع مكنها منضرب أمريكا ضربات بلغت أوجها بالغزوات املباركات.‏479