e7x33

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب األول صنم يفهاوى وطاقة تفحرروأخذ يصرخ بصوت أعلى من صوت حيىي،‏ وجتمع عليه املخربون،‏ ودفعوا به إىل صيدلية قريبة،‏ وأغلقوها عليه،‏ وسرعانما أتت سيارة محلته،‏ وذهبوا به إىل مدير املباحث العامة ‏-يف ذلك الوقت-‏ حسن طلعت.‏وكان احلكم الناصري يف ذلك الوقت مبهوتاً‏ مرتحناً،‏ وكانت أجهزة أمنه غري قادرة على التصرف،‏ فقد كانت بنينارين،‏ قيادة شلتها فضيحة اهلزمية،‏ تقود حكماً‏ خنر فيه السوت والعفن من ناحية،‏ ومقاومة شعبية رافضة كسرت حاجزاخلوف،‏ وفاجأت هذه األجهزة بظاهرة جديدة من املقاومة والرفض مل تعهدها من قبل.‏ويف مبىن املباحث أوسعوا حيىي هاشم ~ ضرباً،‏ مث ساقوه إىل مكتب مدير مباحث أمن الدولة حسن طلعت.‏وحكى لنا حيىي هاشم ~ عن املقابلة اليت حدثت يف مكتب حسن طلعت،‏ ومدى الورطة اليت وجد النظام نفسهفيها،‏ فالغضبة الشعبية وصلت إىل سلك القضاء والنيابة،‏ ووجد مدير مباحث أمن الدولة نفسه أمام وكيل نيابة يتمتعباحلصانة القضائية،‏ والبلد تغلي كالربكان غلياناً،‏ شل مدير مباحث أمن الدولة عن ممارسة أساليبه املعهودة وخاصة معاملسلمني.‏وأخذ حسن طلعت يدافع عن نفسه أمام حيىي هاشم ~، ويردد أنه مسلم يدافع عن اإلسالم،‏ وهو الذي ترقى يفخدمة احلكم على دماء املسلمني وأشالئهم،‏ ولكن حيىي هامجه كاألسد احلروب مسفهاً‏ مزاعمه،‏ وكانت فوق رأتحسن طلعت على احلائط لوحة كبرية مكتوب فيها اسم اجلاللة،‏ فصاح به حيىي:‏ ملاذا تضع هذه اللوحة فوق رأسكوانت ال تعرف هللا؟ومل جيد احلكم بداً‏ من االنسحاب والرتاجع يف هذه الظروف العصيبة،‏ فأفرج عن حيىي هاشم ~ صاغراً.‏لقد كانت مظاهرة مسجد اإلمام احلسني > فورة عاطفية متناسبة مع أعمارنا يف تلك املرحلة.‏وانطلق حيىي هاشم ~ ال يرتك فرصة يف الدعوة والتحريض على النظام ودعوة املسلمني إىل اجلهاد،‏ وتزامن نشاطههذا مع موت عبد الناصر وخروج األخوان على دفعات يف بداية عهد السادات.‏والتقى حيىي هاشم~بعدد من قيادات اإلخوان،‏ وبطبيعته الصافية وعاطفته اجلياشة توجه إليهم بكل مشاعره،‏باعتبارهم القادة الشرعيني للحركة اإلسالمية كما أقنعوه.‏ وجاء إلينا حيمل تصورهم يف العمل.‏ كان تصورهم يقوم علىأن تكون هلم القيادة من بُعد،‏ ولكن ال يتحملون مسؤولية أية مشكلة حتدث ألية جمموعة.‏ فقلت ليحىي:‏ إن هذه هيعني االنتهازية،‏ هلم حسنة القيادة وعلينا سيئتها.‏ ولكن حيىي كان مندفعاً‏ يف حبه هلم وحسن ظنه هبم.‏ولكن قدر هللا الغالب كشف له عن احلقيقة يف واقع عملي،‏ فقد حدث أن أحد إخوانه حدثت له مشكلة أمنية،‏اضطرته إىل االختباء من أجهزة األمن،‏ فذهب إىل اإلخوان ‏-وهم قادته-‏ ليعينوه يف حل املشكلة،‏ ولكنه صدم بردهم،‏إذ أهنم قالوا له:‏ عليك أن تتخلى عن هذا األخ تواماً،‏ وال تقدم له أي عون.‏ وكانت صدمة أدت إىل قطيعة بني حيىيهاشم واإلخوان.‏ واستمر حيىي هاشم ~ يف إعانة أخيه ورعايته،‏ حىت أوصله إىل مأمنه بفضل هللا.‏بدقة.‏مث جاءت قضية الفنية العسكرية يف سنة 1604، فتعاطف حيىي هاشم ~ معها تعاطفاً‏ شديداً،‏ وكان يتابع أخبارهاويف هذه االثناء بدأت ختتمر يف ذهنه فكرة بدء الصدام املسلح مع احلكومة.‏ وبدأ يدعو املقربني منه إىل الشروع يفحرب العصابات،‏ وفاحتين يف هذه الفكرة فلم أوافقه عليها،‏ وقلت له إن طبيعة البلد ال تصلح هلذا النوع من احلروب،‏وأعطيته كتاباً‏ عن حرب العصابات.‏ ولكن الفكرة كانت ختتمر يف رأسه ويف رأت عدد من إخوانه.‏15