e7x33

الفصل األول أفغانسفان-‏ اهلجرة واإلعدادشعارات التقدم واحلرية والقومية والتحرير،‏ سائقاً‏ األوطان إىل هاوية الدمار الداخلي واالستسالم للعدو اخلارجي.‏ كماهو حال معظم بالدنا يف ظل النظام العاملي اجلديد.‏د-‏ أما يف أفغانستان فقد كانت الصورة واضحة جداً:‏ شعب مسلم جياهد حتت راية اإلسالم،‏ وعدو خارجي معتدكافر يسانده نظام داخلي مرتد فاسد.‏لذا كان انطباق النظرية على الواقع واضحاً‏ وجلياً.‏وهذا الوضوح أفاد أيضاً‏ يف دحض شبهات كثري من املتصدرين للعمل اإلسالمي اهلاربني من ساحة اجلهاد حبجةغياب الساحة،‏ اليت يتميز فيها املسلمون عن أعدائهم.‏ه-‏ كما كانت ساحة أفغانستان ‏-وخاصة بعد انسحاب الروت-‏ منوذجاً‏ عملياً‏ على جهاد احلكام العمالءاملتحالفني مع أعداء اإلسالم اخلارجيني،‏ فقد كان جنيب هللا يفأفغانستان أحد النماذج املتكررة حلكام البلداناإلسالمية،‏ فهو يصلي ويصوم وحيج،‏ ويف نفس الوقت مينع احلكم باإلسالم،‏ ويتحالف مع أعداء اإلسالم،‏ ويدخلهملبالده،‏ ويبطش باملسلمني اجملاهدين.‏ فإذا كان جهاد جنيب ونظامه متعيناً،‏ فجهاد كل من على شاكلته متعني كذلك.‏و-‏ كما كانت أمهية معارك اجلهاد يف أفغانستان أهنا حطمت وهم ‏)القوة العظمى(‏ يف أذهان الشباب املسلماجملاهد،‏ فاالحتاد السوفيييتأفغانستان أمام أعني الشباب املسلم ومبشاركته.‏فكان ذلك اجلهادالعظمى اليت تفردت بزعامة العامل اآلن؛ أمريكا.‏‏-وهو القوة العظمى صاحبة أكرب قوة برية يف العامل-‏حتطم،‏ وفرت فلوله هاربة مندورة تدريبية يف غاية اخلطورة إلعداد الشباب املسلم اجملاهد خلوض معركته املنتظرة مع القوةز-‏ كما وفرت مشاركة الشباب املسلم اجملاهد‏-من العرب والباكستانيني واألتراك ومسلمي وسط آسيا وشرقهاوغريهم-‏ فرصة كبرية لتعارف الشباب املسلم من خمتلف أرجاء العامل اإلسالمي يف ساحة اجلهاد األفغاين وعرب زمالةالسالح املوجه ضد أعداء اإلسالم.‏وهكذا تعارف الشباب اجملاهد واحلركات اجلهادية مع بعضهم البعض تعارفاً‏ وثيقاً،‏ وتبادلوا اخلربات،‏ وتفهموامشاكل بعضهم.‏ح-‏لقد كانت خطورة وجود الشباب املسلم‏-وخاصة العريب-‏أفغانستان من قضية إقليمية حملية إىل قضية إسالمية عاملية تشارك فيها األمة كلها.‏ط-‏ي-‏-9يف ساحة اجلهاد األفغاين هي يف حتويل قضيةوكانت أمهية اجملاهدين من غري األفغان أهنم شكلوا ظاهرة كانت مفتقدة لزمن طويل يف واقع األمة املسلمة،‏فهؤالء الشباب أحيوا فريضة ‏-طاملا حرمت منها األمة-‏ بالقتال يف أفغانستان وكشمري والبوسنة والشيشان.‏ويف معسكرات التدريب وجبهات القتال ضد الروت تكون لدى الشباب املسلم وعي واسع وإدراك أعمقباملؤامرة احملاكة ضد اإلسالم،‏ وفهم شرعي جتاه أعداء اإلسالم اخلارجيني وعمالئهم الداخليني.‏وإذا كانت أمريكا قد دعمت باكستان وفصائل اجملاهدين باألموال والعتاد،‏اجملاهد بأمريكا كانت على النقيض متاماً.‏فإن عالقة الشباب العريببل إن وجود هؤالء الشباب ومنوهم وازدياد عددهم مثل إخفاقاً‏ للسياسة األمريكية ودليالً‏ متجدداً‏ على الغباءالسياسي األمريكي الشهري.‏ لقد كان توويل نشاط اجملاهدين العرب يف أفغانستان يأيت عب الدعم الشعيب اإلسالميألفغانستان،‏ وكان دعماً‏ ال يستهان به.‏60