e7x33

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفان/‏ الفصل الرابع الغزوات املباركات/‏ املطلب الثالث املعان السياسية والفكرية اليت أبرزهتا الغزواتاألنظمة الفردية ‏]الدميقراطية[‏الوضعية،‏وعلقوا كل آماهلم على احلريات والضمانات اليت تكفلها هلم الدساتريواألوضاع النيابية الربملانية،‏ واحلريات الصحفية،‏ والضمانات القضائية والتشريعية،‏األغلبية املنتخبة...‏ إىل آخر هذه اهلاالت اليت أحيطتكانت العاقبة هي طغيان ‏"الرأمسالية"‏ ذلك الطغيان الذيالتشكيالت،‏ إىل جمرد الفتات ، أو إىل جمرد خياالت!‏لألقلية الطاغية اليت تولك رأت املال.‏وحكمهبا تلك األنظمة..‏ مث ماذا كانت العاقبة؟أحال كل تلك الضمانات،‏ وكل تلكووقعت األكثرية الساحقة يف عبودية ذليلةفتملك معه األغلبية الربملانية!‏ والدساتري الوضعية!‏ واحلريات الصحفية!‏ وسائر الضمانات اليت ظنهاالنات هناك كفيلة بضمان إنسانيتهم وكرامتهم وحريتهم،‏ يف معزل عن هللا سبحانه!!!‏مث هرب فريق من النات هناك من األنظمة الفردية اليت يطغي فيها ‏"رأت املال"‏ و"الطبقة"‏ إىلاألنظمة اجلماعية!‏ فماذا فعلوا؟ لقد استبدلوا بالدينونة لطبقة ‏"الرأمساليني"‏ الدينونة لطبقة ‏"الصعاليك"!‏أو استبدلوا بالدينونة ألصحاب رؤوتاألموالالسلطان!‏ فتصبح أخطر من طبقة الرأمساليني!‏والشركات الدينونة للدولة اليت تولك املال إىل جانبويف كل حالة،‏ ويف كل وضع،‏ ويف كل نظام،‏ دان البشر فيه للبشر،‏ دفعوا من أمواهلم ومن أرواحهمالضريبة الفادحة.‏ دفعوها لألرباب املتنوعة يف كل حال.‏إنه ال بد من عبودية!‏ فإن ال تكن هلل وحده تكن لغري هللا..‏ والعبودية هلل وحده تطلق النات أحراراكراما شرفاء أعلياء..‏ والعبودية لغري هللا تأكل إنسانيةأمواهلم ومصاحلهم املادية يف النهاية.‏الناتوكرامتهم وحرياهتم وفضائلهم.‏ مث تأكلسطوهتا الغامشة!‏ مث ظن النات أهنم جيدون إنسانيتهم وحريتهم وكرامتهم ‏-ومصاحلهم كذلك-‏ يف ظلمن أجل ذلك كله تنال قضية األلوهية والعبودية كل تلك العناية يف رساالت هللا ‏-سبحانه-‏ ويف1كتبه..‏ وهذه السورةمنوذج من تلك العناية..‏ فهي قضية ال تتعلقاجلاهليات الساذجة البعيدة.‏ ولكنها تتعلق باإلنسان كله،‏بعبدةاألصنام واألوثان يفيف كل زمان ويف كل مكان؛ وتتعلقباجلاهليات كلها..‏ جاهليات ما قبل التاريخ،‏ وجاهليات التاريخ.‏ وجاهلية القرن العشرين.‏ وكل جاهليةتقوم على أسات من عبادة العباد2للعباد"‏ ."2" الدميقراطية أساساً‏ هي استبداد األغلبية ونزع حرية األقلية،‏ وال تقوم إال على ذلك،‏ فال بد من نزع حرية فئةمن الشعب وقهرها على حكم األغلبية،‏ أياً‏ كانت هذه األغلبية.‏ فالدميقراطية نظرياً‏ هي فرض إرادة األغلبية علىاألقلية،‏ أي أن األقلية هنا ‏-من الناحية النظرية-‏ ال بد أن تتنازل عن حريتها لألكثرية مهما كان الفارق ضئيالً‏ بينهما.‏فال بد من وجود فئة مقهورة يف اجملتمع حىت ولو بلغت %46 منه،‏ ومقهورة ملن؟ ألنات عاديني قد يكونون أسوأ منهمأو أفضل أو مثلهم يف ميزان األخالق واملبادئ والقيم،‏ ال فرق.‏هذا من الناحية النظرية،‏ أما من الناحية العملية فالدميقراطية ‏-كما أسلفت-‏ هي خضوع أكثرية الشعب ألقليةمنه،‏ استطاعت أن توصل ممثليها ليشكلوا أغلبية يف الربملان.‏"2" أمثلة من تقييد احلرية باسم الدميقراطية.‏12سورة هود.‏يف ظالل القرآن-‏ سورة هود-‏ اآلياتمن 121 إىل 123 ج:‏ 4 ص:‏ 1342و‎1343‎‏.‏382