e7x33
e7x33
e7x33
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الفرع اخلامس كيف خيطط الصليبيون حلرب اجملاهدين فكرياً / ا ملبحث الرابع حتطيم صنم اهلوى-العصمة من اخلطأ: فكل ما يصدر عن اإلرادة العامة لألمة فهو مشروع جملرد صدوره منها، فهيتنزع إىل تأليه هذه اإلرادة واعتبارها السلطة املطلقة، حىت عرب أحد رواد هذه النظرية عن هذا املعىنبقوله: لقد انتقلنا من احلق اإلهلي للملوك إىل1احلق اإلهلي للربملانات" .إذن فنحن أمام إله أو آهلة تعبد من دون هللا، تأمر وتنهى وال تُسأل عما تفعل. حنن أمام أوثان معنوية ال تقل- لبتزيد- يف سلطاهنا وجربوهتا وتأهلها على األوثان املادية القدمية، حنن أمام ارتداد بشري تارخيي من التوحيد للشرك، ومنعبادة هللا الواحد األحد -الذي وصف نفسه فقال: ﴿لَيْسَ كَاِثْلِهِ شَ ْءٌ وَهُوَ السَّاِيعُ البَصِريُ }33{ لَهُ مَقَالِيدُالسَّاَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِاَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَ ْءٍ عَلِيمٌ }31{ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًاوَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِياُوا الدِّينَ وَلَا تَفَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْاُشْرِكِنيَ مَاتَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْفَبِ إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُي- إىل آهلة وضعية مادية تعبد يف معابد الشهوات واألهواءلفواتح سورة األعراف، وأستأذن القارئ مرة أخرى يف أن أسهب يف النقل عن األستاذ الشهيد:"﴿كِفَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَالَ يَكُن فِ صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِفُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْاُؤْمِنِنيَي.كتاب أنزل إليك لإلنذار به والتذكري.. كتاب للصدع مبا فيه من احلق وملواجهة النات مبا ال حيبون؛وجملاهبة عقائد وتقاليد وارتباطات؛ وملعارضة نظم وأوضاع وجمتمعات. فاحلرج يف طريقه كثري، واملشقة يفاإلنذار به قائمة.. ال يدرك ذلكاملوقف؛والصراعات. وعن هذا الشرك العصري يف مقابل التوحيد يقول األستاذ الشهيد -كما حنسبه- سيد قطب، يف تفسريه-كماقلنا يف التعريف بالسورة-إال من يقف هبذا الكتاب هذا﴿كِفَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَالَ يَكُن فِ صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِفُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْاُؤْمِنِنيَ )1( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُممِّن رَّبِّكُمْ وَالَ تَفَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيالً مَّا تَذَكَّرُونَ )1(ي.وإال من يعاين من الصدع به هذه املعاناة؛ وإال من يستهدف من التغيري الكامل الشامل يف قواعداحلياة البشرية وجذورها، ويف مظاهرها وفروعها، ما كان يستهدفه حامل هذا الكتاب أول مرة ]ص[ليواجه به اجلاهلية الطاغية يف اجلزيرة العربية ويف األرض كلها..وهذا املوقف ليس مقصوراً على ما كان يف اجلزيرة العربية يومذاك، وما كان يف األرض من حوهلا..إن اإلسالم ليس حادثاً تارخيياً، وقع مرة، مث مضى التاريخ وخلفه وراءه!.. إن اإلسالم مواجهة دائمةهلذه البشرية إىل يوم القيامة.. وهو يواجهها كما واجهها أول مرة، كلما احنرفت هي وارتدت إىل مثلما كانت فيه أول مرة!.. إن البشرية تنتكس بني فرتة وأخرى وترجع إىل جاهليتها -وهذه هي "الرجعية"املرذولة- البائسةوعندئذ يتقدم اإلسالم مرة أخرى ليؤدي دوره يف انتشاهلا من هذهأخرى كذلك؛ واألخذ بيدها يف طريق التقدم واحلضارة؛ ويتعرض حاملدعوته"الرجعية" مرةواملنذر بكتابه للحرجالذي تعرض له الداعية األول ]ص[ وهو يواجه البشرية بغري ما استكانت إليه من االرتكات يف وحل1التعددية السياسية يف الدولة اإلسالمية ص: 2 و3.371