13.07.2015 Views

e7x33

e7x33

e7x33

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفان/‏ الفصل الرابع الغزوات املباركات/‏ املطلب الثالث املعان السياسية والفكرية اليت أبرزهتا الغزواتإن وجود هذا الدين هو وجود حاكمية هللا.‏ فإذا انتفى هذا األصل انتفى وجود هذا الدين..‏ وإنمشكلة هذا الدين يف األرض اليوم،‏ هلي قيام الطواغيت اليت تعتدي على ألوهية هللا،‏ وتغتصب سلطانه،‏وجتعل ألنفسها حق التشريع باإلباحة واملنع يف األنفس واألموال واألوالد..‏ وهي هي املشكلة اليت كانيواجهها القرآن الكرمي هبذا احلشد من املؤثرات واملقررات والبيانات،‏ ويربطها بقضية األلوهية والعبودية،‏وجيعلها مناط اإلميان أو الكفر،‏ وميزان اجلاهلية أو اإلسالم.‏إن املعركة احلقيقية اليت خاضها اإلسالم ليقرر ‏"وجوده"‏ مل تكن هي املعركة مع اإلحلاد،‏ حىت يكونجمرد ‏"التدين"‏ هو ما يسعى إليه املتحمسون هلذا الدين!‏ ومل تكن هي املعركة مع الفساد االجتماعي أوالفساد األخالقي-فهذه معارك تالية ملعركة ‏"وجود"‏ هذا الدين!..‏لقد كانت املعركة األوىل اليتخاضها اإلسالم ليقرر ‏"وجوده"‏ هي معركة ‏"احلاكمية"‏ وتقرير ملن تكون..‏ لذلك خاضها وهو يف مكة.‏خاضها وهو ينشيء العقيدة،‏ وال يتعرض للنظام والشريعة.‏ خاضها ليثبت يف الضمري أن احلاكمية هللوحده،‏ ال يدعيها لنفسه مسلم،‏ وال يقر مدعيها على دعواه مسلم..‏ فلما أن رسخت هذه العقيدة يفنفوت العصبة املسلمة يف مكة،‏ يسر هللا هلم مزاولتها الواقعية يفويقول أيضاً‏ رمحه هللا:‏‏"وما1املدينة"‏ .كان اخلالف على مدار التاريخ بني اجلاهلية واإلسالم؛ وال كانت املعركة بنياحلقوالطاغوت،‏ على ألوهية هللا ‏-سبحانه-‏ للكون؛ وتصريف أموره يف عامل األسباب والنواميس الكونية:‏إمنا كان اخلالف وكانت املعركة على من يكون هو رب النات،‏ الذي حيكمهم بشرعه،‏ ويصرفهم بأمره،‏ويدينهم بطاعته؟لقد كان الطواغيت اجملرمون يف األرض يغتصبون هذا احلق ويزاولونه يف حياة النات،‏ ويذلوهنم هبذااالغتصاب لسلطان هللا،‏ وجيعلوهنم عبيداً‏ هلم من دون هللا.‏ وكانتالرساالتوالرسل والدعواتاإلسالمية جتاهد دائما النتزاع هذا السلطان املغتصب من أيدي الطواغيت ورده إىل صاحبه الشرعي..‏هللا سبحانه"‏2.‏]د[‏ وهذه الالدينية اجلزئية أو إحلاد التعطيل أو ما يسمونه بالعلمانية اجلزئية تؤدي بصاحبها إىل توزق نفسه بنيمعبودات متعددة،‏ فتنتهي به إىل التمزق واحلرية والضياع واالغرتاب وكل الظواهر املرضية اليت هوت إليها احلضارةالغربية،‏ ويف املقابل فإن التوحيد هو مصدر قوة األمة املسلمة قدمياً‏ وحديثاً،‏ وهو مدخلها احلقيقي الوحيد للحريةوالكرامة والسكينة والريادة.‏يقول األستاذ الشهيد ‏-كما حنسبه-‏ سيد قطب رمحه هللا:‏‏"إن هذا التصور إذ يتناول األمور على هذا النحو الشامل ‏-بكل معاين الشمول-‏ خياطب الكينونةالبشرية بكل جوانبها،‏ وبكل أشواقها،‏ وبكل حاجاهتا،‏ وبكل اجتاهاهتا،‏ ويردها إىل جهة واحدة تتعاملمعها،‏ جهة تطلب عندها كل شيء،‏ وتتوجه إليها بكل شيء.‏ جهة واحدة ترجوها وختشاها،‏ وتتقيغضبها وتبتغي رضاها جهة واحدةومدبرة كل شيء.‏تولكهلا كل شيء،‏ ألهنا خالقة كل شيء،‏ ومالكة كل شيء،‏1يف ظالل القرآن-‏ سورة األنعام-‏اآليات 135 إىل 153 ج:‏ 3 ص:‏ 12152يف ظالل القرآن-‏ سورة هود-‏ اآليات من 1 إىل 24 ج:‏ 4 ص:‏ 1252.و‎1212‎‏.‏346

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!