e7x33

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفان/‏ الفصل الرابع الغزوات املباركات/‏ املطلب الثالث املعان السياسية والفكرية اليت أبرزهتا الغزواتقال اإلمام القرطيب رمحه هللا:‏‏"قوله تعاىل ‏﴿وَذَرُوا الَّذِينَ‏ يُلْحِدُونَ‏ فِ‏ أَسْاَائِهِ‏ سَيُجْزَوْنَ‏ مَا كَانُوا يَعْاَلُونَي.‏فيه مسألتان:-‏األوىل:‏ قوله تعاىل:‏ ‏﴿يُلْحِدُونًَي اإلحلاد:‏ امليل وترك القصد؛ يقال:‏ أحلد الرجل يف الدين.‏ وأحلدإذا مال.‏ ومنه اللحد يف القرب؛ ألنه يف ناحيته.‏ وقرئ ‏﴿يَلْحِدُونًَي لغتان.‏ واإلحلاد يكون بثالثةأوجه:‏أحدها:‏ بالتغيري فيها كما فعله املشركون،‏ وذلك أهنم عدلوا هبا عما هي عليه فسموا هبا أوثاهنم؛فاشتقوا الالت من هللا،‏ والعزى من العزيز،‏ ومناة من املنان قاله ابن عبات وقتادة.‏ الثاين:‏ بالزيادة فيها.‏الثالث:‏ بالنقصان منها؛ كما يفعله اجلهال الذين خيرتعون أدعية يسمون فيها هللا تعاىل بغري أمسائه،‏ويذكرون بغري ما يذكر من أفعاله؛ إىل غري ذلك مما ال يليق به.‏......................الثانية:‏ معىن الزيادة يف األمساءالتشبيه،‏ والنقصانالتعطيل.‏ فإن املشبهة وصفوه مبا مل يأذن فيه،‏واملعطلة سلبوه ما اتصف به،‏ ولذلك قال أهل احلق:‏ إن ديننا طريق بني طريقني،‏ ال بتشبيه وال1بتعطيل"‏ .– محر فاإلمام القرطيبه هللا-‏ هنا ذكر ثالثة أنواع من اإلحلاد يف أمساء هللا وصفاته،‏ منها إحلاد التعطيل.‏ وال شك أنهؤالء املالحدة ‏)العلمانيني اجلزئيني(‏ قد عطلوا صفات من صفات هللا،‏ ومنها صفة احلُكْم،‏ فاهلل هو احلَكَم.‏ يقول احلقتبارك وتعاىل:‏ ‏﴿وَمَا اخْفَلَفْفُمْ‏ فِيهِ‏ مِن شَ‏ ‏ْءٍ‏ فَحُكْاُهُ‏ إِلَى اللَّهِ‏ ذَلِكُمُ‏ اللَّهُ‏ رَبِّ‏ عَلَيْهِ‏ تَوَكَّلْتُ‏ وَإِلَيْهِ‏ أُنِيبُي.‏ وأخرج النسائيوصححه األلباين رمحهما هللا:‏ ‏"أَنَّ‏ أَبَا شُرَيْحٍ‏ هَانِئَ‏ بْنَ‏ يَزِيدَ‏ ‏-رَضِيَ‏ اللَُّ‏ عَنْهُ-‏ لَمَّا وَفَدَ‏ إِىلَ‏ رَسُول اللَِّ‏ ‏-صَلَّى اللَُّ‏ عَلَيِْهاحلَْكَم،‏ وَإِلَيِْهُمَعَ‏ قَوْمِهِ،‏ مسَِعَهُمْ‏ يُكَنُّونَهُ‏ بِأَيبِ‏ احلَْكَمِ.‏ فَقَال لَهُ‏ رَسُول اللَِّ‏ صَلَّى اللَُّ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَلَّمَ‏ : ‏"إِنَّ‏ اللََّ‏ هَُواحلُْكْم،‏ فَلِمَ‏ تُكَىنَّ‏ أَبَا احلَْكَمِ؟ فَقَال:‏ إِنَّ‏ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا يفِ‏ شَيْءٍ‏ أَتَوْينِ‏ ، فَحَكَمْتُ‏ ب ‏َيْنَهُمْ،‏ فَرَضِيَ‏ كِالَ‏ الْفَرِيقَنيِْ.‏ فَقَالوَسَلَّم-‏َُرَسُول اللَِّ‏ صَلَّى اللَُّ‏ عَلَيْهِ‏ وَسَلَّمَ:‏ ‏"مَا أَحْسَنَ‏ هَذَا.‏ فَمَا لَكَ‏ مِنَ‏ الْوَلَدِ؟".‏ قَال:‏ يلِ‏ شُرَيْحٌ،‏ وَمُسْلِمٌ،‏ وَعَبْدُ‏ اللَِّ.‏ قَال:‏ ‏"فَمَا2أَكْبَرُهُمْ؟".‏ قُلْتُ:‏ شُرَيْحٌ.‏ قَال:‏ ‏"أَنْتَ‏ أَبُو شُرَيْحٍ‏ ". وَدَعَا لَهُ‏ وَلِوَلَدِهِ"‏ .وهللا سبحانه وتعاىل له وحده اخللق،‏ وله وحده األمر.‏ يقول احلق سبحانه وتعاىل:‏ ‏﴿إِنَّ‏ رَبَّكُمُ‏ اللّهُ‏ الَّذِي خَلَقَ‏السَّاَاوَاتِ‏ وَاألَرْضَ‏ فِ‏ سِفَّةِ‏ أَيَّامٍ‏ ثُمَّ‏ اسْفَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏ يُغْشِ‏ اللَّيْلَ‏ النَّهَارَ‏ يَطْلُبُهُ‏ حَثِيثًا وَالشَّاْسَ‏ وَالْقَاَرَ‏ وَالنُّجُومَ‏مُسَخَّرَاتٍ‏ بِأَمْرِهِ‏ أَالَ‏ لَهُ‏ الْخَلْقُ‏ وَاألَمْرُ‏ تَبَارَكَ‏ اللّهُ‏ رَبُّ‏ الْعَالَاِنيَي.‏ فمن أثبت له اخللق،‏ ونفى عنه األمر،‏ فقد عطل صفةمن صفات هللا،‏ فهو ملحد يف صفات هللا سبحانه وتعاىل.‏3401تفسري القرطيب-‏ سورة األعراف آية-122تفسري قوله تعاىل:‏ ‏﴿وَذَرُوا الَّذِينَ‏ يُلْحِدُونَ‏ فِ‏ أَسْاَائِهِ‏ سَيُجْزَوْنَ‏ مَا كَانُوا يَعْاَلُونَ﴾‏ ج:‏2 ص:‏.3222إرواء الغليل ج:‏ 2 ص:‏ 355.