e7x33

الفرع اخلامس كيف خيطط الصليبيون حلرب اجملاهدين فكرياً/‏ املبحث اخلامس الفنبه للجانب السياس حلرب الصليبيني الفكرية2 علىمستوى العلمنة يف اخلارج ‏)من خالل اإلمربيالية العاملية(:‏ بعد ترشيد اإلنسان الغريب منالداخل واخلارج،‏ ومع تَزايُد الرتشيد يف عمليات النهب والقرصنة يف اخلارج وتَزايُد الرتاكم اإلمربيايلواتساع نطاق السوق حىت جتَ‏ اوَز حدود الدولة القومية املطلقة،‏ بدأت مرحلة إمربيالية اخلارج،‏ فقامتاحلكومات القومية العلمانية ‏)املطلقة(‏ بتكثيف طاقتها املادية والبشرية وتسخريها يف جتييش اجليوش،‏ مثقامت بإرساهلا إىل كل أرجاء العامل إلخضاعه واهليمنة عليه وترشيده ‏)من اخلارج(‏ وتوظيف مواردهالبشرية واملادية لصاحل احلكومات والشعوب الغربية ‏)وفيما بعد،‏ لصاحل قطاعات من النخب السياسيةوالثقافية يف العامل الثالث،‏ باعتبار أهنا شريكة لإلمربيالية والعلمانية(،‏ وذلك حىت توت هلا السيطرة علىالعامل بأسره وإحكام قبضتها عليه.‏..............................ولعله من املفيد،‏ من منظور هذه املوسوعة،‏ أن نشري إىل االستعمار االستيطاين باعتباره جزءاً‏ ال يتجزأمن التشكيل االستعماري الغريب مع أن له خصوصيته املستقلة.‏ لقد بدأ اإلنسان الغريب ينزح عن قارتهاألوربية يف عصر هنضته ويف بداية مشروعه التحديثي العلماين،‏ فاستعمر األمريكتني حيث أسَّسجمتمعات استيطانية ضمت فيما بعد جنوب أفريقيا،‏ فأسرتاليا ونيوزيلندا واجليب االستيطاين يف اجلزائر،‏وأخرياً‏ فلسطني.‏ وقد قامت هذه اجملتمعات االستيطانية على أسات املنفعة واللذة بالدرجة األوىل.‏........................وهلذا،‏ ظهر يف هذه اجملتمعات االستيطانية إنسان بال تاريخ وال قيم وال تراث وال هوية،‏ فهو يقرتبإىل حدٍّ‏ كبري من اإلنسان الطبيعي/املادي ذي البُعد الواحد الذي يدور تواماً‏ يف إطار املرجعية املادية.‏ولذا،‏ فقد كان من املمكن إدارة هذه اجملتمعات على أسس اقتصادية رشيدة إىل أقصى حد،‏ ال تعوقهاعوائق تارخيية دينية أو تراثية أو أي شكل من أشكال املطلقات.‏ ومن هنا،‏ فقد جاءت هذه اجملتمعاتجمتمعات علمانية مناذجية.‏ويتبدَّى هذا بكل جالء يف االستعمار االستيطاين الربوتستانيت ‏)األجنلو ساكسوين(‏ حيث توتإبادة السكان األصليني إذ كان من احملال حتويلهم إىل مادة استعمالية عامة بسبب تراثهم احلضاري،‏واستُجلب العبيد إىل املزارع يف اجلنوب األمريكي وإىل جزر اهلند الشرقية،‏ وحُطِّمت شخصيتهماحلضارية وعُزلوا عن كل املؤسسات الدينية وضمن ذلك املسيحية ‏)يف بادئ األمر(‏ حيث كانوا يُعامَلونبشكل حمايد ويُنظَر إليهم من منظور الوظيفة وحسب دون أي اعتبار للجوانب الروحية أو األخالقية،‏أما االستعمار االستيطاين الكاثوليكي فلم يكن هبذا الرشاد.‏ فقد بذلت الكنيسة جهداً‏ غري عادي يفمقاومة املستوطنني،‏ ناظرة إىل السكان األصليني باعتبارهم مادةً‏ إنسانية ذات روح وقداسة وبالتايلالبد من هدايتهم.‏ وهلذا جند أن معدالت العلمنة يف اجملتمعات االستيطانية ذات األصول الربوتستانتية،‏مثل أمريكا الشمالية،‏ أعلى مبراحل كثرية منها يف اجملتمعات االستيطانية ذات األصول الكاثوليكية مثلأمريكا الالتينية.‏ وأكثر اجملتمعات علمنة على وجه األرض هو اجملتمع األمريكي الذي أباد السكاناألصليني تواماً‏ وحما آثارهم احلضارية ورفض تقاليد احلضارة األوربية الثقافية والدينية وشيَّد مؤسساترشيدة تواماً،‏ واألمركة هي العلمنة الشاملة احلقيقية.‏445