e7x33

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفان/‏ الفصل الرابع الغزوات املباركات/‏ املطلب الثالث املعان السياسية والفكرية اليت أبرزهتا الغزواتمث نقول له:‏ حنن مل نسألك ‏-فقط-كيف توفرت ظروف الصدفة؟ ولكن نسألك ‏-أيضاً‏ وبإحلاح-‏ من أنشأالصدفة؟ من هو املتسبب يف إجيادها؟ أتلكم العناصر والظروف اليت وفرت الصدفة أوجدت نفسها؟ أم أوجدها موجدغريها؟؟؟ وصدق هللا العظيم:‏ ‏﴿أَمْ‏ خُلِقُوا مِنْ‏ غَيْرِ‏ شَ‏ ‏ْءٍ‏ أَمْ‏ هُمُ‏ الْخَالِقُونَي.‏وبنفس املنطق يقال ألمثال جوليان هكسلي صاحب مثال القردة الستة واآللة الكاتبة؛ من الذي أوجد القردةالستة؟ ومن الذي أوجد اآللة الكاتبة؟ ومن الذي مجعهم يف مكان واحد؟ ومن الذي مد يف عمر القردة لبالينيالسنني؟ ومن الذي منح اآللة الكاتبة الصالبة حىت تستمر يف العمل لباليني السنني؟ دون أن تتلف أو حتتاج لصيانةأوتبلى أو تنربي من شدة الطرق عليها؟ ومن الذي أمدها بالورق؟ وأدخله فيها؟ ومن الذي أمدها باحلرب؟ وداوم علىإمدادها به؟ ومن الذي أجرب القردة على البقاء يطرقون على اآللة الكاتبة ملاليني السنني دون أن ميلوا ويفروا؟ هل كانمعهم مراقب جيربهم على العمل املتواصل؟ ومن هو؟مث إذا كان العمل ملدة ماليني السنني قد أنتج قصيدة واحدة أو احتمال قصيدة ‏-يف زعمك-‏ لشكسبري،‏ فكم منالزمن سيحتاج إلنتاج كل قصائده؟ وكم من الزمن يلزم إلنتاج كل قصائد الشعراء اإلجنليز؟ وكم من الزمن يلزم إلنتاجشعر كل شعراء الدنيا؟ وكم من الزمن يلزم إلنتاج كل األدب يف الدنيا؟ وكم؟ وكم؟ وكم؟.....؟مث إذا كنت تقول إن باليني النسخ اليت ال معىن هلا وجدت من بينها ورقة واحدة فيها قصيدة لشكسبري،‏ فيلزم منكالمك أن إنتاج عامل واحد بالصدفة ال بد أن يصاحبه باليني العوامل وباليني املخلوقات املعطوبة الفاسدة احملطمة،‏وأن باليني النسخ الفاسدة هذه هي الغالبة الطاغية،‏ فأين هي؟؟ وصدق هللا وكذبتَ‏ ‏﴿تَبَارَكَ‏ الَّذِي بِيَدِهِ‏ الْاُلْكُ‏ وَهُوَ‏عَلَى كُلِّ‏ شَ‏ ‏ْءٍ‏ قَدِيرٌ‏ }3{ الَّذِي خَلَقَ‏ الْاَوْتَ‏ وَالْحَيَاةَ‏ لِيَبْلُوَكُمْ‏ أَيُّكُمْ‏ أَحْسَنُ‏ عَاَلًا وَهُوَ‏ الْعَزِيزُ‏ الْغَفُورُ‏ }1{ الَّذِي خَلَقَ‏سَبْعَ‏ سَاَاوَاتٍ‏ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِ‏ خَلْقِ‏ الرَّحْاَنِ‏ مِن تَفَاوُتٍ‏ فَارْجِعِ‏ الْبَصَرَ‏ هَلْ‏ تَرَى مِن فُطُورٍ‏ }1{ ثُمَّ‏ ارْجِعِ‏ الْبَصَرَ‏كَرَّتَيْنِ‏ يَنقَلِبْ‏ إِلَيْكَ‏ الْبَصَرُ‏ خَاسِأً‏ وَهُوَ‏ حَسِريٌي.‏مث يقال ملن قال إن العامل حدث وجيري بالصدفة وبطريقة آلية:‏ أنت أوىل أن يقال لك إن ما تزعمه نظريات عميقةوأفكاراً‏ رصينةً‏ ليست إال جمرد أصوات صدرت من فمك،‏ أو حروف على ورق جتمعت بالصدفة فظهرت كما تنطقها،‏أو تكتبها،‏ وحقيقتها عبث ال فائدة منه وال هدف وال غاية،‏ ومل تقصدها،‏ بل واألفكار اليت يف رأسك ما هي إالجمموعة من التفاعالت الكيماوية العشوائية اآللية حدثت يف خاليا الدماغ العصبية بطريق الصدفة،‏ فأنتجت هذا اهلراء.‏أفهذا الكون احملكم الصنع احملري املبهر حدث صدفة؟ وأنت فكرك رصني مقصود،‏ نشأ عن نظر متأن وقواعدحمكمة ومقدمات يقينية ونتائج الزمة،‏ وهو فكر ذو غاية وهدف يسرب أغوار احلقيقة!‏ ملاذا يكون فكرك استثناءً‏ عنالكون؟مث نقول له:‏ لو افرتضنا أنك اكتشفت يد لص،‏ وقد اندست يف جيبك،‏ فأمسكت هبا وبه متلبساً‏ جبرمية السرقة،‏ مثملا علم اللص أنك من اجملادلني بالصدفة،‏ قال لك:‏ إمنا دخلت يدي جليبك بالصدفة.‏ فماذا أنت قائل له؟ هل تقولله:‏ مرحباً‏ بأخي يف العقيدة؟ أم تسوقه للشرطة؟ وإذا سألك سائل:‏ ملاذا تسوقه للشرطة؟ فماذا أنت قائل له؟ أفتقولله:‏ لكي تأخذ العدالة جمراها من هذا اللص األثيم،‏ الذي ال يعرف خلقاً‏ وال قيماً.‏ فأية عدالة وأي خلق وأية قيم هذه؟العدالة تتطلب حقاً‏ مسلوباً‏ لتوصله ملستحقه،‏ فما هو احلق؟ وما هو املستحق؟ يف عامل كله صدفة يف صدفة وعبثيف عبث.‏334