e7x33

الفرع اخلامس كيف خيطط الصليبيون حلرب اجملاهدين فكرياً‏ / ا ملبحث الرابع حتطيم صنم اهلوىوينقل الدكتور حممد عمارة عن الدكتور السيد فرج أن أول من ترمجها هو لويس بقطر،‏ الذي خدم يف جيش االحتاللالفرنسي،‏ مث رحل مع الفرنسيني لباريس لتدريس العامية املصرية،‏ وذلك أنه ترجم كلمة )Lailque( لكلمة العَلمانيةنسبة إىل ‏)العاملَ(‏ أي ‏)الدنيا(‏ يف مقابل ‏)الدين(،‏ وذلك يف املعجم الفرنسي العريب الذي أصدره عام1‎1929‎م .هذا عن ترمجة الكلمة وأصلها ومدلوهلا اللفظي،‏ ولكن األمر أوسع من ذلك،‏ فإن الدكتور عبد الوهاب املسريي--1"رمحه هللا-‏ يف حماولته لتفسري العلمانية،‏ قام جبمع املصطلحات متقاربة الداللة اليت تصف الرؤية الغربية العلمانية للعامل،‏ورأى أهنا على تنوعها فإهنا ميكن اعتبارها مصطلحات تصف نفس العملية من زوايا خمتلفة،‏ واليت تتلخص يف:‏ينتقل مركز الكون من اإلنسان ‏)املتجاوز،‏الطبيعة/املادة ‏)املُربجمَ‏ ة،‏-2-2متعدد األبعاد،‏ احلر،‏ املسئول أخالقياً(،‏ إىلاحلتمية،‏ اخلاضعة لقانون واحد صارم وأية تنويعات عليها مثل:‏ الشيء-‏السلعة-‏ السوق/املصنع-‏ الدولة-‏ العقالنية التكنولوجية-‏ الكفاءة البريوقراطية-‏ النماذج الكمية(.‏تُلغَى ثنائية اإلنسان والطبيعة ‏)الصلبة(،‏ وتسود الواحديةاملادية إذ أن مثة قوانني عامة‏)طبيعية/مادية(‏ تسري على اإلنسان سرياهنا على الطبيعة،‏ أي أن اإلنسان يتم تفكيكه ورده إىل عاملالطبيعة/املادة ويتم استيعابه تواماً‏ فيها ‏)أي يتم تطبيعه(،‏ فتختفي املنظومات القيمية واملعرفية اإلنسانيةاملستقلة عن عامل الطبيعة/املادة واملقصورة على اإلنسان .يفقد اإلنسان أي تويُّز،‏ ويُزاح عن املركز،‏ وتُنزَع عنه القداسة،‏ وجيُ‏ رَد من خصائصه اإلنسانية،‏وتُسقَط عنه السمات الشخصية،‏ ويصبح وسيلة ال غاية،‏ ويتم حتييده وترشيده والتوحيد بينه وبني بقيةالكائنات الطبيعية/املادية.‏-4األشياء(‏ ليصبحختضع األشياء كافة ‏)ومنهااإلنسان(‏ ملنطق العلوم الطبيعية،‏ والنماذج الكمية الرياضية ‏)منطقعقله ذاته عقالً‏ أداتياً‏ قادراً‏ على التفكيك وغري قادر على الرتكيب أوجوهر الطبيعة اإلنسانية،‏ فيدخل اإلنسان إىل القفص احلديدي،‏ أي إىل عاملحيث تتم برجمة األشياء كافة والتحكم فيها،‏ فتسود العالقاتالعالقات التكافلية الرتامحية،‏ أي يتماإلنسان.‏-1-9إىل الوصولاحلسابات الرشيدة،‏التعاقدية احملسوبة يف اجملتمع وختتفي2‏)هتويد(‏ اجملتمع،‏ حسب تعبري ماركس،‏ ويتم تشييئ وتسليعاإلنسان ال يتسم،‏ حسب تعبري ماركس،‏ بالرتكيب أو باملقدرة على التجاوز؛ فهو كائن بسيط،‏ذو بُعد واحد،‏ وظيفي،‏ مُنمَّط،‏ مُربمَج،‏ جزء ال يتجزأ من املادة،‏ مغرتب عن جوهره اإلنساين.‏الطبيعة نفسها يتم حتريرها من سحرها وجالهلا،‏ ويُنزَع السر عن كل الظواهر،‏ فكل األمور ‏)يفهناية األمر ويف التحليل األخري(‏ طبيعية/مادية،‏ كلاألمور نسبية.‏ ولذا يتحول العامل إىل ساحة صراعاإلنسان فيها ذئب ألخيه اإلنسان والبقاء فيها لألصلح،‏ عامل يتسم بالالمعيارية.‏32912معركة املصطلحات بني الغرب واإلسالم-‏ العلمانية ص:‏ 22.وكذلك يتساءل األستاذ حممد قطب حفظه هللا:‏‏"ال أدري من الذي بدأ استخدام كلمة ‏)االستعمار(‏ ترمجة لكلمة )Colonisation( اليت تعين االحتالل ولكينأرجح أهنم ذات املرتمجني األرمن واللبنانيني الذين كان الغزو الصلييب يستخدمهم يف البالد اإلسالمية،‏ والذين ترمجوا لفظة)Secularism( بالعلمانية لإليهام بأن هلا صلة بالعلم!"]العلمانيون واإلسالم ص:‏ 32[.أي حتويله إىل ‏)شيء(‏ و)سلعة(.‏