e7x33

الفرع اخلامس كيف خيطط الصليبيون حلرب اجملاهدين فكرياً‏ / ا ملبحث الرابع حتطيم صنم اهلوىويشرح مصعب الطيب بابكر جذور تلك املأساة،‏ اليت تواطأ عليها احلكم اإلجنليزي العلماين والكنيسة التنصريية يفعمل تبعثه الروح الصليبية الدفينة املعادية لإلسالم فيقول:‏‏"إن جممل السياسات اجلنوبية املصريية يف عهد احلكم الثنائي ‏)اإلجنليزي املصري(‏ كانت تصنع يفالكنيسة؛ إذ أهنا تولك احلضور الفاعل يف امليدان،‏ وتولك املعلومات االستخباراتية من شبكات كنائسهااملنتشرة يف كل النواحي،‏ وتولك أدوات التأثري والضغط على اإلدارة احلكومية،‏ وتولك كذلك التمويلالالزم لتنفيذ سياساهتا؛ ولذا كانت توجهات اإلدارة االستعمارية تسري باجتاه فصل اجلنوب؛ يتحدثعن ذلك السكرتري اإلداري ‏)ماكمايكل(‏ فيقول:‏‏"إنه من املعلوم أن تلجأ البعوث النصرانية خوفاً‏ من التغلغل اإلسالمي املتزايد إىل استخدام نفوذهايف اجتاه فصل اجلنوب"،‏ وعلى إثر ذلك أصدرت سياسة اجلنوب واملناطق املقفولة،‏ كما كانتاملؤسسات اإلدارية الشمالية تقام مبعزل عن رصيفاهتا اجلنوبية،‏ وعملت الكنائس على إجياد أبعاد أخرىملسوغات االنفصال بعد حتويل ديانة اجلنوب إىل النصرانية كتعميق العنصرية،‏ وإثارة الضغائن ضداملسلمني من أهل الشمال،‏ وتقوية اللهجات احمللية مع جعل اإلجنليزية هي لغة التواصل والثقافة.‏ غريأن اإلدارة االستعمارية ألمر ما قد عدلت آخر أمرها عن فصل اجلنوب،‏ فأصدر السكرتري اإلداري‏)جيمس روبرتسون(‏ يف ديسمرب عام‎1649‎م أمراً‏ بإلغاء سياسة اجلنوب،‏ وأقام مؤتور جوبا عام‎1640‎م،‏ لريفع بعده توصياته للحاكم العام بأن اجلنوبيني يفضلون الوحدة مع الشمال،‏ ومل تكنمطالب احلركات اجلنوبية أيام االستقالل تتعدى احلكم الذايت،‏ وبعض املشاركة يف احلكومة املركزية.‏.................................-1لقد سلكت املؤسسات الصليبية كل السبل اليت حتقق أطماعها بال حدود أو حقوق أو تسامح،‏وتصرفت وكأهنا تأخذ ثأراً‏ قدمياً‏ هلا مع اإلسالم،‏ وهذه األساليب نوجز منها ما يلي:‏سياسة اجلنوب:‏بدأ التنفيذ الصارم ملا يعرف بسياسة اجلنوب يف ينايراستؤنفت قبل ذلك التاريخ بكثري؛ ففي عام‎1619‎م اعتُمدت اإلجنليزية لغة رمسية وجعل األحد عطلة أسبوعية،‏ ويف‎1627‎م،‏ إال أن البدايات العملية هلا‎1610‎م استُبدل كل اجلنود الشماليني جبنوبيني،‏ ويف‎1622‎م وما بعدها أصدرقانون املناطق املقفولة الذي مُنِع مبوجبه الشماليون املسلمون من دخول املناطق اجلنوبية،‏ ومبوجب تلكالسياسة فإن اإلدارة االستعمارية عملت على:‏-1-2-2-4حماربة اللغة العربية واألمساء اإلسالمية وقصر التعامل على اإلجنليزية.‏حماربة الشعائر والعادات اإلسالمية وكل ما يتعلق هبا من زي أو هندام.‏طرد الشماليني جتاراً‏ وإداريني.‏إعادة العمل باألحكام القبلية وإحياء اللهجات احمللية.‏لقد كانت احلكومة تعاقب بشدة كل من يضبط وهو ينطق العربية أو يؤدي شعائر إسالمية؛ كماكانت تفضل أن يظل اجلنوبيون عرايا على أن يلبسوا أزياءً‏ إسالمية أو مشالية،‏ وكانت تستعمل أرقاماً‏معينة ملناداة كل من يرفض تغيري امسه إىل اسم غريب أو قبلي،‏ لقد أخليت تلك املناطق تواماً‏ إال منالنفوذ الكنسي الذي أسندت إليه شؤون اإلدارة والتشريع والتعليم والتوجيه،‏ واالنفراد الكامل لربع قرن365