e7x33

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفان/‏ الفصل الرابع الغزوات املباركات/‏ املطلب الثالث املعان السياسية والفكرية اليت أبرزهتا الغزوات‏"إنين أناشد الوسط الثقايف يف هذا البلد وخارجه أن يقفوا مع حرية التفكري،‏ وهو أمر أكرب بكثري1من كتايب،‏ أو باألحرى من حيايت"‏ .فبادرته بريطانيا والغرب بالتأييد واحلماية بل وباإلكرام والتبجيل قبل أن يطلبه وبعده،‏ ألنه ساب للنيب ‏-صلى هللاعليه وسلم-‏ من أصل مسلم.‏ويف املقابل مل تتسع حرية بريطانية وتقديسها حلرية الرأي ‏-يف سب النيب صلى هللا عليه وسلم-‏ لرجل مثل الشيخأيب قتادة،‏ رغم أنه مل يسب ومل يسف،‏ ومل يكتب بذاءات،‏ بل هو صاحب قلم وحامل فكر وداعية عقيدة.‏فقد اتسع صدر بريطانيا لسلمان رشدي ليكتب مقاالً‏ يف التاميز يدعو فيه املسلمني للتوائم مع احلضارة الغربية،‏2ويشكك فيه يف الذات اإلهلية ويف القرآن،‏ ويدعو فيه املسلمني لقبول قيم الغرب كالشذوذ اجلنسي ، ولكن صدرها مليتسع للشيخ أيب قتادة الذي اعتقلته يف نفس اليوم مع تسعة آخرين،‏ بعد أن وقعت اتفاقية مع األردن وباكستان لتسليماملطلوبني هلما،‏ مع يقني احلكومة الربيطانية أن من يسلم هلما لن ينجو من التعذيب ورمبا القتل.‏وإذا كان اإلجنليز يكرمون سلمان رشدي إكراماً‏ للمدافعني عن احلرية فلماذا ال يكرمون املاليني،‏ الذين قُتلوا يفآسيا وأفريقيا دفاعاً‏ عن حريتهم ضد االحتالل الربيطاين؟ وملاذا ال يكرمون مئات األالف من الفلسطينيني،‏ الذين قتلوابسبب تسليم فلسطني لليهود؟ وملاذا ال يكرمون املؤرخ الربيطاين ديفيد إرفينج،‏ الذي حكمت عليه حمكمة منساويةبالسجن ثالث سنوات إلنكاره احملرقة النازية وغرف الغاز ومقتل ستة ماليني يهودي على يد النازيني،‏ قطعاً‏ ال تستطيعملكة بريطانيا رئيسة كنيسة اجنلرتا أن تكرمه،‏ ألهنا ال تستطيع أن تتمرد على سادهتا اليهود.‏ولنرتك الشيخ أبا قتادة يروي جزءاً‏ من مأساته مع اجنلرتا حامية احلريات،‏ حيث يقول ‏-فك هللا أسره-‏ يف رسالة لهبعنوان ‏)بيان إىل املسلمني(:‏‏"كانت احلالة اليت عشتها يف سجين األول.................كنا يف تلك املرحلة مع إخواين يف زنازين إنفرادية منكث فيها أكثر من ثالث وعشرين ساعة يفالليل والنهار حيث ال يرى املرء أحداً‏ بل يكون خالياً‏ متفرداً.‏كان هذا السجن ‏–ثالث سنوات-‏ بال هتمة وال حماكمة وال جيوز لك كذلك أن تطلع على األدلةاليت تزعم احلكومة أنك مسجون بسببها،‏ فقد أقر ‏"برملاهنم"‏ قانوناً‏ جييز للدولة أن تسجن أي غريبأجنيب ال ميلك اجلنسية الربيطانية إىل أمد غري حمدود بأدلة سرية.‏هذا القانون يعد فعالً‏ جتديدياً‏ ألكلة اآلهلة الباطلة كما مسيته،‏ إذ أننا نعلم ما كان بعض املشركنييفعله قدمياً‏ يف تعبدهم الشركي،‏ فكانوا يصنعون أصناماً‏ من تور مث يعبدوهنا،‏ فإذا جاعوا أكلوها،‏ وكذلكفعلت احلكومة اإلجنليزية،‏ فهي اليت تزعم أهنا حترتم اإلنسان بغض النظر عن دينه ولونه ولغته وجنسيته،‏فها هي اآلن تأكل إهلها،‏ وتأيت هبذا القانون الذي يفرق بني إنسان وإنسان.‏...........................................1 Microsoft Encarta 2008, Salman Rushdie, Qutations.3882هيئة اإلذاعة البيطانية يوماخلميس 5رجب ‎1425‎ه املوافق 11 أغسطس ‎2225‎م.‏