13.07.2015 Views

e7x33

e7x33

e7x33

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفان/‏ الفصل الرابع الغزوات املباركات/‏ املطلب الثالث املعان السياسية والفكرية اليت أبرزهتا الغزواتكل إنسان قيمه بنفسه دون العودة إىل أية مطلقات أو ثوابت إنسانية ‏)كما يدعو فكر ما بعداحلداثة(.‏ وإذا كان األملان،‏ انطالقاً‏ من املرجعية املادية الكامنة فيهم،‏ قد حدَّدوا قيمهم األخالقية علىأسس نفعية مادية داروينية،‏ وسلكوا على هذا األسات،‏ فكيف ميكن لنا أن نتجاوز ذاتيتهم الكامنةفيهم؟ وكيف ميكن لنا أن هنيب بقيم أخالقية وإنسانية،‏ عامة مطلقة،‏ تقع خارج نطاق مُثُلهم الذاتية؟كيف ميكن أن نفعل ذلك إن كنا حنن أنفسنا نؤمن بالنسبية املطلقة؟ كيف ميكن اخرتاق املطلقالذايت؟ كيف ميكن أن نبنيِّ‏ للشعب املختار،‏ صاحب احلقوق املطلقة،‏ املسلح باملدافع الرشاشة والقنابلالنووية،‏ أن مثة إنسانية عامة ومثة قيم أخالقية عامة،‏ إن كنا حنن أنفسنا نسبيني،‏ علمانيني شاملنيحركيني نرفض الثبات وال نرى إال حركة املادة وقوانينها الصماء؟ يقول البعض ممن حياول اختاذ موقفأخالقي دون اإلهابة بأية مرجعية متجاوزة،‏ إن اإلنسان بوسعه أن يأخذ موقفاً‏ ذاتياً‏ وجودياً،‏ ويرفضإبادة اآلخر بإصرار وعناد،‏ أي أن اإلنسان بوسعه أن يتبىن موقفاً‏ أخالقياً‏ دون السقوط يف امليتافيزيقاودون اإلهابة بأية مرجعية متجاوزة أو كليات جمردة.‏ ولكن هل ميكن حماكمة اآلخر من هذا املنظور إنكان ال يؤمن به؟ أال يعين هذا أنين أفرض ذاتييت األخالقية الوجودية على ذاتيته الداروينية النفعيةاملادية؟هذه هي اإلشكالية اليت نبهنا هلا ماكس فيرب وغريه من علماء االجتماع واملفكرين الغربيني حينمابدأوا يف إطالق التحذيرات،‏ منذ أواخر القرن التاسع عشر،‏ من العلم املنفصل عن القيمة،‏ وهيإشكالية تثريها،‏ وحبدة،‏ اإلبادة النازية لليهود واألطفال واملعوقني والعجزة والغجر،‏ وكل من ال فائدة له،‏من املنظور النازي.‏ واحلوار الدائر يف الغرب بشأن اإلبادة يُركِّز على تفاصيل مثل عدد الضحايا وهلهم يهود فقط أو غريهم ‏)مما أمسيه ‏"لعبة األرقام"(‏ ويهمل قضية إنسانية جوهرية مثل هذه تتجاوزحدود اإلبادة النازية لتصل إىل مستوى اجملتمع احلديث بأسره،‏ ومستقبل اإلنسان على هذه األرض.‏وقد أثريت مؤخراً‏ قضية وثيقة الصلة تواماً‏ بقضية انفصال العلم عن القيمة أال وهي قضية انفصالاإلجراءات الدميوقراطية عن القيمة.‏ فالدميوقراطية هي يف واقع األمر اتفاق على جمموعة من اإلجراءاتتوكن من خالهلا معرفة رأي األغلبية،‏ وجوهر هذه اإلجراءات كمي،‏ أي حساب عدد األصوات املؤيدةواملعارضة،‏ فإن زادت األصوات املؤيدة عن األصوات املعارضة ولو صوتاً‏ واحداً‏ مت تورير مشروع القانون،‏وإن نقصت ولو صوتاً‏ واحداً‏ رُفض املشروع.‏ فاالتفاق هنا اتفاق بشأن اإلجراءات وحسب ‏)وقواننياللعبة،‏ كما تُسمَّى(،‏ وليس متصالً‏ مبضموهنا أو اجتاهها،‏ فه ذه أمور حتددها العملية الدميوقراطيةنفسها،‏ دون االلتزام بأية قيم أو مرجعيات مسبقة،‏ أي أن الدميوقراطية تدور يف إطار النسبية الكاملةوال تتقيد بأية قيم أخالقية مطلقة . ومن مث مسُّ‏ ‏ِيت األخالق احلاكمة للدميوقراطية بأهنا ‏"أخالقياتاإلجراءات والصريورة"‏ ‏)باإلجنليزية:‏ إثيكس أوف بروسيس .)ethics of process فالدميوقراطية،‏شأهنا شأن الرتشيد اإلجرائي،‏ معقمة من امليتافيزيقا والكليات واملطلقات والثوابت.‏ فكما أن العلمانفصل عن الغائيات والقيم اإلنسانية وأصبح مرجعية نفسه،‏ انفصلت اإلجراءات الدميوقراطية عنالغائيات والقيم اإلنسانية وأصبحت مرجعية ذاهتا،‏ وال ميكن حماكمتها من خالل مرجعية متجاوزة هلا.‏والقضية اليت تثريها النازية هي أن هتلر وصل إىل احلكم من خالل إجراءات دميوقراطية سليمة،‏تواماً‏ كما أن املشروع اإلمربيايل الغريب قامت به حكومات مت انتخاهبا بطرق دميوقراطية سليمة.‏ ومن376

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!