e7x33

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفان/‏ الفصل الرابع الغزوات املباركاتبل استغرقت سنيناً‏ من املشاركة الفاعلة يف ميادين القتال،‏ فقد حرص الشيخ أسامة بن الدن دائماً‏ على أن يشاركجنوده يف املعارك دفاعاً‏ عن اإلسالم،‏ وكان يعترب أن هذا باإلضافة لكونه واجباً‏ شرعياً‏ لنصرة املسلمني،‏ إال أنه أيضاً‏وسيلة من أفضل الوسائل لصقل العناصر وتنمية قدراهتا واكتشاف حقيقتها.‏وهذه الثقة اليت أشرت إليها،‏ ال ميكن أن تونحها األمة جلماعة مل ختض غبار املعارك،‏ ومل تدفع مثن مقاومة الباطلمن شباهبا ودمائها وأيتامها وأراملها وهجرهتا،‏ وال ميكن أن مينحها اجلنود لقائد،‏ جيلس بعيداً‏ يف ركن هادئ يف وظيفةرتيبة يف توائم وتعايش مع قوى الباطل والفساد واإلفساد،‏ يؤلف وينظر ويتخيل،‏ بل ويفتش وينتقد وجيرح.‏ولذلك فإن اإلعداد لغزويت نيويورك وواشنطن مل يقتصر فقط على اختيار جنودها التسعة عشر شهيداً‏ كماحنسبهم،‏ ولكنه انبىن على عمل دؤوب مثابر لسنني طويلة منذ بداية الغزو الشيوعي ألفغانستان مروراً‏ بالعديد مناهلجرات والتنقالت واملطاردات والطرد واحلصار،‏ عمل صمد للكثري من العوائق واملوانع،‏ بل ولألسف للكثري منالتشكيك والتخذيل والتهوين.‏عمل محلت عبأه جمموعة قيادية أحسبها من املخلصني،‏ وال أزكيها على هللا،‏ بدءاً‏ من الشيخ أسامة بن الدن–حفظه هللا-‏ إمام هذا العصر يف جهاد األمة املسلمة ضد احلملة الصليبية،‏ مث ساعده األمين القائد البطل أستاذ اجليلأيب حفص القائد ~، مث خالد شيخ حممد ‏-فك هللا أسره-‏ ذلك العطاء املتواصل بال كلل وال ملل،‏ يف خدمة الصغريوالكبري،‏ واحلرص على انتصار اجملاهدين وأمنهم وسالمتهم.‏ ذلك الرجل الذي ما كان ملك نفسه وال أسرته وال أهله،‏بل سخرهم مجيعاً‏ يف خدمة اجلهاد،‏ ذلك الرجل املتعدد املواهب،‏ الذي ال يهدأ طموحه يف تعلم كل ما ينفعه،‏ كانيتقن العربية واإلجنليزية واألردو والفارسية والبشتو والبلوشية،‏ وميلك قدرة عجيبة على التنظيم واإلدارة واالستفادة منإخوانه،‏ وكان كما يقال:‏ حيثما وقع نفع،‏ له جاذبية عجيبة وقدرة على اكتساب ود وصداقة من يلقاه من أول لقاء.‏مث أبو تراب األردين ~، اجلندي املعطاء الصامت،‏ تراه يف حنافته وخفة جسمه فيذكرك بقول الشاعر:‏1ترى الرجل النحيف فتزدريه ويف أثوابه أسد هصورطالب للشهادة ال ميل،‏ تعددت يف جسمه اإلصابات،‏ وكسرت ساقه مرتني كسراً‏ مضاعفاً،‏ وفقد إحدى عينيه،‏وأصيب يف األخرى.‏ وما زال يطلب الشهادة،‏ حىت ناهلا مع رفيق دربه وقائده أيب حفص القائد K. صاحب كرموشهامة وخلق راق.‏ تشرفت مبصاهرته،‏ فزوجته كربى بنايت،‏ فأجنب منها عبد هللا ومرمي،‏ وترك وصية يطلب فيها منإخوانه أن يعتنوا برتبية ولده تربية جهادية،‏ وأال ينشئوه على الرتف والتدليل،‏ ولكن يعودوه حياة اجلد والقوة،‏ حىت يشبجماهداً‏ جلداً‏ قوياً.‏ رمحه هللا رمحة واسعة.‏يعلمهم.‏مث رمزي بن الشيبة وخالد ‏)توفيق بن عتش(‏ ‏-فك هللا أسرمها-‏ ، وغريهم ممن قد ال أستطيع ذكرهم،‏ ولكن هللاأخرج ابن أيب شيبة عن أيب عثمان النهدي ‏-ملا جاء ألمري املؤمنني عمر بن اخلطاب > بالبشارة بانتصار املسلمنييف هناوند-‏ أنه قال:‏ ‏"ذهبت بالبشارة إىل عمر،‏ فقال:‏ ما فعل النعمان 2 ؟ قلت:‏ قتل.‏ قال:‏ ما فعل فالن؟ قلت:‏ قتل.‏قال:‏ ما فعل فالن؟ قلت:‏ قتل.‏ فاسرتجع.‏ قلت:‏ وآخرون ال نعلمهم.‏ قال:‏ ال نعلمهم،‏ لكن هللا يعلمهم"‏ . 2217123البيت لربيعة الرقي.‏ املوسوعة الشعرية-‏ ربيعة الرقي.‏يقصد النعمان بن مقرن > أمري اجليش.‏مصنف ابن أيب شيبة-كتاب التاريخ-‏ يف توجيه النعمان بن مقرن إىل هناوند-‏ حديث رقم:‏ 33233 ج:‏ 5 ص:‏ 552.