e7x33

الفرع اخلامس كيف خيطط الصليبيون حلرب اجملاهدين فكرياً‏ / ا ملبحث الرابع حتطيم صنم اهلوىثوابت إنسانية(.‏ وأصبح تقبل الشذوذ اجلنسي عالمة من عالمات التحضر وسعة األفق والتعددية،‏وأصبح رفضها دليالً‏ قاطعاً‏ على تزمت الشخص وتطرفه بل ‏"أصوليته".‏لكل هذا أصبح من املمكن،‏ داخل اخلطاب احلضاري الغريب،‏ ربط الشذوذ باملقدسات العلمانية‏)املادية(‏ اجلديدة.‏ وهذاالشذوذ اجلنسيبالضبط ما يفعله الروائي األمريكي اليهودي ليف روفائيل،‏ فهو يربط بنيواهلولوكوست،‏ فبطل إحدى رواياته يهودي خياف من تأكيد األبعاد الثالثة هلويته:‏هويته اليهودية،‏ وهويته كشاذ جنسي،‏ وهويته كأحد ضحايا اهلولوكوست.‏ فيقوم صديقه الذي يعيشمعه بتشجيعه على جتاوز خماوفه.‏ ومنذ عدة سنوات أُقيم مؤتور للشواذ والسحاقيات يف إسرائيل،‏ وأقامأعضاء املؤتور صالة القاديش يف نصب ياد فاشيم من أجل الشواذ جنسياً‏ والسحاقيات ممن سقطواضحايا لالضطهاد النازي.‏ وال شك يف أن ربط الشذوذ اجلنسي باهلوية اليهودية باهلولوكوست تصدمنا،‏ولكن علينا أن ندرك ما ه وواهلولوكوست أيقونة مقدَّسة‏»قداسته«‏ اخلاصة،‏ وحنن المقدَّت وما هووالشذوذمدنَّسيف خطاب اآلخر قبل أن نشعر بالصدمة،‏أمر عادي،‏ بل أمر حمبب،‏ ومن يدري لعله أصبح أمراً‏ له1نعرف بعد،‏ إذ أننا ال نتابع ما جيري هناك بكفاءة عالية؟"‏ .وبناء على هذا التفسري ميكن أن نفهم ملاذا يستهينون ‏-بل ورمبا يفرحون-‏ باالستهزاء بنيب اإلسالم صلى هللا عليهوسلم،‏ ويزعمون أن االستهزاء بالنيب ‏-صلى هللا عليه وسلم-‏ هو ممارسة حلرية الرأي والتعبري املقدسة لديهم،‏ بينما اليتقبلون أي تشكيك يف اإلبادة النازية لليهود وال أي مسات بالشواذ جنسياً.‏ وذلك ألن الدين واألنبياء مل يعودوا مناملقدسات ‏-بل ورمبا صاروا من املدنسات-‏ لديهم،‏ بينما احملرقة النازية والشذوذ صارا من املقدسات.‏‏"د"‏ ومن األمثلة الصارخة على تالعب الغرب مبا يزعمونه من تقديس احلرية الشخصية،‏ منع احلجاب يف العديدمن الدول الغربية.‏ ففي فرنسا مثالً‏ يباح للمرأة أن تتعرى كما تشاء وأن تعاشر من تشاء،‏ وأن تونح عرضها ملن تشاء،‏وأن تبيعه ملن تشاء،‏ ولكن حيرم عليها أن تغطي رأسها يف املدارت،‏ أو أن ترتدي النقاب يف األماكن العامة،‏ مما يكشفعن حقدهم الدفني ضد اإلسالم،‏ وأن احلرية عندهم هي يف متابعتهم واخلضوع هلم وليست يف خمالفتهم وال املساتمبصاحلهم.‏‏"ه " ومن األمثلة الصارخة على احتكار الدول الدميقراطية للحرية لتستأثر هبا لنفسها،‏ وحترم غريها منها؛ موقفبريطانيا املتناقض من سلمان رشدي والشيخ أيب قتادة فك هللا أسره.‏ فكالمها أبدى رأيه ومعتقده،‏ ولكن املوقف منكليهما كان خمتلفاً‏ توام االختالف.‏فسلمان رشدي سب النيب صلى هللا عليه وسلم،‏ فاحتفت به بريطانيا وسائر الغرب أشد احتفاء،‏ واعتربوه معبذاءته،‏ اليت ال تشكل رأياً‏ وال فكراً،‏ ضحية االضطهاد والتعصب،‏ ورمز حرية الرأي ومثاهلا،‏ وأعطوه اجلوائز،‏ كيف الوهو رجل من أصل مسلم يسب نيب اإلسالم صلى هللا عليه وسلم،‏ بل واستقبله كلنتون يف البيت األبيض،‏ كما منحتهملكة بريطانيا رتبة فارت.‏فقال:‏لقد أهاب سلمان رشدي يف تصريح له بالوسط الثقايف يف بريطانيا وخارجها أن يسانده،‏3871موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية-‏ اجمللد الثاي:‏ اجلماعات اليهودية:‏ إشكاليات-‏ اجلزء الرابع:‏ عداء األغيار األزيل لليهود واليهودية-‏الباب اخلامس:‏ بعض إشكاليات اإلبادة النازية ليهود أوربا-‏ إنكار اإلبادة واخلطاب احلضاري الغريب ج:‏ 2 ص:‏ 332 و‎333‎‏.‏