13.07.2015 Views

e7x33

e7x33

e7x33

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الثالث العودة للايدانواستمررنا عدة أيام يف هذه الزنزانة الثالجة،‏ يف هذا اجلو الودود املتعاطف،‏ وبدأ املساجني يسألوننا أن نكتب هلمأدعية،‏ فنكتبها هلم بالعربية،‏ وهم يكتبوهنا ‏-كما تنطق-‏ دون أن يعرفوا معناها بالروسية.‏قال ابن القيم ~:‏"القواطع حمن يتبني هبا الصادق من الكاذب،‏ فإذا خضتها انقلبت أعواناً‏ لك،‏ توصلك إىل1املقصود"‏ .مث أخرجونا يف أحد األيام،‏ وأخذونا لغرفة يف السجن،‏ وصورونا من األمام واجلنب،‏ وأخذوا بصماتنا،‏ مث أرجعونا،‏وأسقط يف أيدينا،‏ وقلت لإلخوة،‏ إننا أجانب،‏ ويف الغالب سريسلون بصورنا وبصماتنا للبوليس الدويل ‏)اإلنرتبول(،‏وسيكتشف أمري،‏ ألن صوري وبصمايت لدى الشرطة الدولية،‏ وقلت إلخواين:‏ علينا باالستغاثة والدعاء،‏ فقد انقطعتاألسباب،‏ ومل يبق إال رب األسباب.‏ ‏﴿أَمَّن يُجِيبُ‏ الْاُضْطَرَّ‏ إِذَا دَعَاهُ‏ وَيَكْشِفُ‏ السُّوءَ‏ وَيَجْعَلُكُمْ‏ خُلَفَاء الْأَرْضِ‏ أَإِلَهٌ‏ مَّعَ‏اللَّهِ‏ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَي.‏وقد كان هذا درساً‏ عملياً‏ لنا يف التوكل على هللا،‏ وكشفاً‏ لنا عن وهم قوة كلما دونه،‏ فها هي روسيا القوة العظمى،‏اليت يرتعب النات من جمرد ذكر اسم خمابراهتا،‏ اليت تزعم أهنا حتصي على اخللق أنفاسهم،‏ واليت كم قتلت يف الغ رب م نمعاد هلا،‏ منك ث وَال يف لّ قع ر هُ‏ س جنها س تة أش غَالِبٌ‏ هر،‏ عَ‏ دون لَ ى أن ت دري أَمْ عن ا ش رِهِ‏ يئاً.‏ ﴿ وَلَكِنَّ‏ أَ‏ كْ‏ ثَ رَ‏ ال نَّاسِ‏ الَ‏يَعْلَاُونَي.‏وبعد أيام أخذونا إلدارة السجن ليوزعونا على زنازين السكىن،‏ وسلموا كالً‏ منا بطانية شفافة من االهرتاء ووسادةومرتبة حنيفتان وكوب وملعقة،‏ وأخذونا للزنزانة رقم )01(، اليت ال تغيب عن ذاكرايت،‏ فقد أمضينا فيها بقية أشهرالسجن الستة حىت خرجنا برمحة هللا وفضله.‏وملا فتح احلارت لنا باهبا كانت مفاجأة،‏ فقد كانت زنزانة دافئة أرضيتها من اخلشب،‏ جيدة اإلضاءة،‏ فيها نافذتانواسعتان،‏ ويف وسطها منضدة من اخلشب على جانبيها دكتان ضيقتان،‏ مثبتون يف األرض،‏ ويف ركنها صنبور وحوضوخالء له سور غري كامل ارتفاعه قرابة مرت،‏ وأهل الزنزانة مالبسهم نظيفة ووجوههم نظيفة،‏ وواضح أهنم مستقرونوأمورهم مرتبة،‏ وكان طوهلا قرابة مثانية أمتار،‏ وعرضها قرابة ستة،‏ وهبا حوايل عشرين سجيناً،‏ ينامون على أسرة مندورين أو ثالثة على جانيب الغرفة.‏وفور دخولنا،‏ صحت فيهم مرحاً‏ ملوحاً‏ بيدي:‏ السالم عليكم،‏ وردوا السالم،‏ وفوراً‏ تقدموا وأجلسونا،‏ وفوجئوا بأنناعرب،‏ وبدأوا يف إعداد الشاي كعادهتم يف استقبال كل سجني جديد.‏وعرفنا بعد ذلك السر يف نظافة السجناء ومالبسهم،‏ فمعظم املساجني يرسل هلم أهلهم باملالبس واألطعمةوالصابون،‏ واليت بدوهنا تصبح احلياة يف السجن شاقة،‏ فقد كانوا يقدمون للمساجني خبزاً‏ وشاياً‏ وسكراً‏ ووجبتنيساخنتنيواحدة يف الصباح وأخرى يف الظهر من بقول أو حبوب،‏ ال أعرفها،‏ تصيب البطن بانتفاخ عجيب،‏ وقديضيفون إليها يف الظهر بطاطس مهروسة،‏ يسعد هبا املساجني،‏ أو حساء يزعمون أنه لدجاج أو مسك،‏ ال حيتوي منهماإال على بقايا كبقايا دار أم أوىف اليت قال فيها زهري بن أيب سلمة:‏دِيَ‏ ارٌ‏ هل ا بالرَّقْ‏ مَتَنيِ‏ كَأَنَّ‏ هامَرَاجِ‏ يْعُ‏ وَشْمٍ‏ يف نَواشِ‏ رِ‏ مِعْصَمِ‏1الفوائد ج:‏ 1 ص:‏ 45.161

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!