e7x33
e7x33
e7x33
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفان/ الفصل الرابع الغزوات املباركات/ املطلب الثالث املعان السياسية والفكرية اليت أبرزهتا الغزواتإهنا أمثلة ملا جيري يف األرض كلها اليوم؛ وملا تتعارف عليه البشرية الضالة.. أمثلة تكشف عنحقيقة الوثنية السائدة، وحقيقة األصنام املعبودة، املقامة اليوم بديالً من تلك الوثنية الصرحية، ومن تلكاألصنام املنظورة! وجيب أال ختدعنا األشكال املتغرية للوثنية والشرك عن حقيقتها الثابتة!!!﴿أَيُشْرِكُونَ)371(ي.مَا الَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ )373( وَالَيَسْفَطِيعُونَلَهُمْ نَصْراً وَالَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَولقد كان القرآن حياور أصحاب تلك الوثنية الساذجة؛ وتلك اجلاهلية الصرحية؛ وخياطب عقوهلمالبشرية إليقاظها من تلك الغفلة اليت ال تليق بالعقل البشري -أيّاً كانت طفولته- فيعقب على ذلكاملثل الذي ضربه هلم، وصور فيه مدارج الشرك يف النفس:﴿أيشركون ما ال خيلق شيئاً وهم خيلقون؟ وال يستطيعون هلم نصراً وال أنفسهم ينصرون؟..ي.إن الذي خيلق هو الذي يستحق أن يعبد! وآهلتهم املدعاة -كلها- ال ختَ لق شيئاً بل هي ختُ لق!فكيف يشركون هبا؟ كيف جيعلون هلا شركاً مع هللا يف نفوسهم ويف أوالدهم؟وإن الذي ميلك أن ينصر عباده بقوته وحيميهم هو الذي ينبغي أن يعبد. فالقوة والقهر والسلطانهي خصائص األلوهية وموجبات العبادة والعبودية.. وآهلتهم املدعاة -كلها- ال قوة هلا وال سلطان؛فهم ال يستطيعون نصرهم، وال نصر أنفسهم! فكيفأوالدهم؟جيعلونهلا شركاً مع هللا يف نفوسهم ويفومع أن برهان اخللق والقدرة هذا كان يوجه إىل أصحاب تلك اجلاهلية الساذجة، فهو ما يزال هوهو الذي حياج به أصحاب اجلاهلية احلاضرة! إهنم يقيمون هلم أصناماً أخرى يعبدوهنا ويتبعون ما تأمربه؛ وجيعلون هلا شركاً يف أنفسهم وأبنائهم وأمواهلم.. فمن منها خيلق من السماوات واألرض شيئاً؟ ومنمنها ميلك هلم أو لنفسه نصراً؟إن العقل البشري -لو خلي بينه وبني هذا الواقع- ال يقره، وال يرضاه! ولكنها الشهوات واألهواءوالتضليل واخلداع.. هي اليت جتعل البشرية بعد أربعة عشر قرناً من نزول هذا القرآن ترتد إىل هذه-يف صورهتا اجلديدة- فتشرك ما ال َخيلقون شيئاً وهم خيُ لقون، وال ميلكون هلم نصراً والأنفسهم ينصرون!1اجلاهلية342ِ النَّيبِ1اهتم البعض األستاذ الشهيد سيد قطب -رمحه هللا- بأنه يكفر اجملتمعات املعاصرة ألنه يصفها باجلاهلية. والوصف باجلاهلية ال يستلزم احلكمبالكفر، وإمنا يصف حالة خمالفة للعقيدة اإلسالمية. وقد قال النيب -صلى هللا عليه وسلم- لسيدنا أيب ذر -رضي هللا عنه- ملا عري رجالً بأمه:"أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِِ ِه إِنَّ َك امْرٌُؤ فِي َك جَاهِلِيَّةٌ". وبوب البخاري -رمحه هللا- للباب بقوله: "بَاب الْمَعَاصِي مِ ْن أَمْ ِر اجلَْاهِلِيَِّة وََال يُكَفَُّر صَاحِ بُهَا بِارْتِكَاهبَِا إَِّالِك لِقَوْ ِل صَلَّى اّللَُّ عَلَيِْه وَسَلَّ َم إِنَّ َك امْرٌُؤ فِي َك جَاهِلِيَّةٌ...". ]صحيح البخاري- كتاب: اإلميان- باب: املعاصي من أمر الشرك والبِالشِِ رْيكفر صاحبها إال بالشرك...- حديث رقم: 23 ج: 1 ص: 51[.ومن املثري لالنتباه أن هذه التهمة -هتمة أن من يصف اجملتمعات واألنظمة املعاصرة بأهنا جاهلية إمنا هو خارجي تكفريي- هي نفس التهمة اليتألصقتها النيابة العامة -احلاكمة بغري شريعة هللا والناصرة للدستور والقانون العلمانيني- باملتهمني يف قضية اجلهاد الكبى، واليت تصدى فيهافضيلة الشيخ الدكتور عمر عبد الرمحن -فك هللا أسره- لتلك األباطيل يف مرافعته املشهورة، واليت أخرجها بعد ذلك يف كتاب )كلمة حق(.حيث يقول فرج هللا عنه:"قالت النيابة: " أن قذف جمتمعاتنا اإلسالمية املعاصرة بأهنا جاهلية تارة أو كافرة تارة أخرى أو أهنا حتكم بأحكامالكفر، فحكم جائر متجنِ خيالف شريعة الرمحن"...