e7x33

الفرع اخلامس كيف خيطط الصليبيون حلرب اجملاهدين فكرياً‏ / ا ملبحث الرابع حتطيم صنم اهلوى]1[ نقاط الرئيس األمريكي ويلسون األربع عشر:‏‏]أ[‏ يف الثامن من يناير عام ‎1619‎م،‏ ألقى الرئيس األمريكي ويلسون خطاباً‏ ذكر فيه نقاطه األربع عشر املشهورة.‏‏]ب[‏ ولكن قبل أن أتطرق لتلك النقاط،‏ أود أن أشري ألمرين هامني:‏األول:‏ أن الرئيس ويلسون ‏-وهو يعلن نقاطه أو مبادئه املشهورة-كان قد خرج هو وحلفاؤه منتصرين يف احلربالعاملية األوىل،‏ ولذلك فإن هذه املبادئ تعرض فلسفة وعقيدة ومصاحل املنتصرين يف تلك احلرب،‏ وال ميكن قراءهتا يفغري هذا السياق.‏ ودعت تلك املبادئ إىل إنشاء عصبة األمم،‏ اليت مثلت فلسفة وعقيدة ومصاحل أولئك املنتصرين.‏األمر الثاين:‏ أن احلرب العاملية األوىل قد واكبها إعالن وعد بلفور،‏ وأعقبها حتطيم وإلغاء الدولة العثمانية.‏ ولذلككان احلرص على حتقيق وعد بلفور وعدم قيام دولة اخلالفة اإلسالمية هدفني مقروئني بني سطور تلك املبادئ أليقارئ مدقق.‏‏]ج[‏ فما هو أهم ما ورد يف تلك املبادئ أو النقاط؟"1"تؤكد املادة األوىل على إلغاء الدبلوماسية السرية،‏ وأن املعاهدات الدولية جيب أن تتم يف العلن.‏"2" أكدت املادة الثالثة من تلك املبادئ على إزالة كل املوانع االقتصادية،‏ وحتقيق التساوي يف الشروط التجاريةبني كل األمم الساعية للسالم.‏"2" ونصت املادة اخلامسة من تلك املبادئ على التسوية العادلة لكل النزاعات االستعمارية،‏ مبا يراعي ‏-على قدماملساواة-‏ مصاحل الشعوب املعنية واحلكومات املسيطرة.‏"4 " كما نصت املواد التاسعة والعاشرة واحلادية عشرة على تعديل حدود عدد من الدول ‏)إيطاليا-‏ النمسا-‏ اجملر-‏رومانيا-‏ صربيا-‏ اجلبل األسود والعديد من شعوب البلقان(‏ مبا يتفق مع متطلباهتا القومية والتأكيد على حق تقريراملصري لبعضها.‏"1"وطالبت املادة الثانية عشرة باآليت:‏‏"أ"‏ حصر سيادة تركيا على األجزاء الرتكية من الدولة العثمانية.‏‏"ب"‏ القوميات األخرى حتت احلكم الرتكي ال بد أن يضمن هلا حق تقرير املصري.‏‏"ج"‏ ضمان حرية املالحة الدائمة يف مضيق الدردنيل للسفن التجارية جلميع الدول.‏"9" وطالبت املادة الرابعة عشرة بإنشاء عصبة لألمم تضمن االستقالل السياسي وسالمة األراضي لكل الدولصغريها أو كبريها على السواء.‏"0" أما خاتوة املواد األربعة عشر فقد تضمنت قول ويلسون:‏‏"إننا نعد أنفسنا شركاء أساسيني لكل الدول والشعوب املتضامنة سوياً‏ يف مواجهة االمربيالية".‏وكذلك تضمنت دعوته ألملانيا بأن تأخذ مكاهنا وسط شعوب العامل على أسات املساواة بني الشعوب،‏ وليس علىأسات السيادة.‏وأن املبدأ األساسي الذي يقوم عليه برناجمه هذا هو:‏‏"مبدأ العدالة لكل الشعوب والقوميات،‏ وحقها يف أن تعيش على أسس متساوية من احلرية واألمنمع بعضها البعض،‏ سواء كانت قوية أم ضعيفة".‏وأضاف أيضاً‏ أن مواطين الواليات املتحدة مستعدون من أجل حتقيق ذلك املبدأ:‏419