e7x33

اجلزء األول الففاتة للااي / الباب الرابع العودة ألفغانسفان/‏ الفصل الرابع الغزوات املباركات/‏ املطلب الثالث املعان السياسية والفكرية اليت أبرزهتا الغزواتاحلضارة رغم أنه ذهباجلزائرإىل هناك عام 1927، وهو نفس العام الذي كانت فيه املدافع الفرنسية تَدُكاآلمنة.‏ وقد يكون من املهم مقارنة استجابة الطهطاوي باستجابة ذلك الشيخ اجلزائريالذيقيل له إن عساكر الفرنسيني قد جاءوا لينشروا احلضارة واحملبة يف ربوع اجلزائر،‏ فأجاب إجابة مقتضبةجداً:‏ مل أحضروا كل هذه املدافع وكل هذه البارود إذن؟ وهذا هوومل يسأله كثري من الباحثني ممن وقعوا حتتالغريب جبوانبه املنريةوبالتدريج،‏مههمالسؤال الذي مل يسأله الطهطاويوطأة اهلزمية واستبطنوها تواماً.‏ وبدالً‏ من اكتشاف الواقعواملظلمة،‏ جعلوا شغلهم الشاغل النقل عن الغرب كجزء من حماولة اللحاق به.‏وحتت شعار املوضوعية والواقعية،‏ بدأوا يتجردون من مثالياهتم وتراثهم وإبداعهم وأصبحتَقبُّل الوضع القائم وموازين القوى وأصبح اآلخر هو املثل األعلى.‏ وقد أنتجاملؤشِّ‏ رات املوضوعية هي يف الواقع تعبري عن اهلزمية.‏وقدهذا جمموعةحدث شيء مماثل بالنسبة إلسرائيل،‏ فنحن يف رصدنا هلا ال نركز إال على مواطن قوهتاوتَقدُّمها وتَفوُّقها،‏ وهذه هي املوضوعية والواقعية،‏ أما إذا اكتشفنا نقط ضعفمنالعدو وقصوره وتآكله،‏فإن هذا يُصنَّف باعتباره خداعاً‏ للذات.‏ إن الذات املهزومة ختضع تواماً‏ لآلخر وال ميكنها أن تتصور أنمن املمكن أن تتفاعل داخله عوامل احلياةواالنتصار واملوت واالنكسار.‏ وتدرجيياً،‏يدمن اإلنساناهلزمية إدماناً‏ كامالً‏ حىت تصبح رؤية للكون ال يستطيع املرء أن حيتفظ بتوازنه بدوهنا.‏ ومع أطروحة اهلزميةاالختزالية،‏ حتوَّل كثري من الباحثني إىل جند جمندة ختدم العدو بنزاهة موضوعية دون أن تدري،‏ فهيترصد مواطن قوته،‏ وتُصدِّق كل ما يقوله وتتصرف يف إطاره بأمانة مضحكةيتأتى هلم غري ذلك وهم املهزومون من الداخل؟"‏ . 1بل ويصرح الدكتور املسريي بأن منهم عمالء للنظام العاملي االستكباري اجلديد،‏ فيقول:‏‏"ميكن أن يتحول بعض قطاعات النخب احلاكمة‏)عميلة(‏ تعمل لصاحل اإلمربيالية أوالشبكةعلمية-‏دون توحيص،‏ وكيفواملثقفني يف العامل الثالث إىل مجاعات وظيفيةالنظام العاملي اإلمربيايل اجلديد.‏ فهؤالء ميكن استيعاهبم من خاللاالقتصادية والثقافية الضخمة ‏)شركات متعددة اجلنسيات-‏مؤسسات حبوث-‏مشاريع حبثية مشرتكة...‏ إخل(.‏ وهذه القطاعات يتم عزهلا عن جمتمعاهتا حبيث تصبحمؤتوراتغريبة،‏فتكون داخلها ولكنها ليست منها.‏ وميكن أن تكون العزلة فعلية كأن يعيش أعضاء هذه القطاعات يفمنازل توجد على أطراف املدينة أو يف أحياء خاصة ذات طُرُز معماريةمعينة ‏)عادةً‏ غربية(‏ أو يرتدونأزياء غربية ويتحدثون باإلجنليزية أو العربية املطعمة باإلجنليزية.‏ كما أن شبكة املصاحل العاملية تستوعبهمفتصبح مصاحلهم االقتصادية مرتبطة باآللة العاملية وباستمرارها وباستمرار مؤسساهتا الثقافية.‏ولكن العزلة ميكن أن تتم بشكل أكثر تبلوراً‏ وتركيباً‏ فتأخذ طابعاً‏ نفسياً‏ فيحس املثقف بالعزلة عنجمتمعه وبعدم التجذر فيه وبالغربة عنه،‏ وحيس عضو النخبة السياسية بعدم االنتماء لبلده،‏ كما أهنماينظران إىل أهليهما نظرة دونية حيث يشعران بتخلف اجملتمع الذي يعيشان فيه وحباجته إليهما ‏)مركبالشعب املختار(.‏ كما أهنماوأخالقيةميارسان هذا الشعور عادةً‏ بسبب إمياهنما بأيديولوجيا جتُ‏ سِّ‏ د مناذج معرفيةمستوردة متحيِّزة ضد واقعهما.‏ ورغم أهنما قد يتحدثان بلغة بلدمها،‏ إال أن خطاهبما4521موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية-‏ اجمللد األول:‏ اإلطار النظري-‏ اجلزء الثاي:‏ النماذج كأداة حتليلية-‏ الباب الثالث:‏ النموذج االختزايلوالنموذج املركب-‏ املؤشر بني النماذج االختزالية واملركبة ج:‏ 1 ص:‏ 125.