El-BAHITH REVIEW Number 10 _ University Of Ouargla Algeria

_______________________________________________________________________________________
سياسة الإنعاش الاقتصادي في الجزائر وأثرها على النمو
:
خلاصة بعد تحليل النتائج المحققة في إطار تنفيذ برنامج الإنعاش الاقتصادي والبرنامج التكميلي لدعم النمو،‏ نستنتج أن أثر
سياسة الإنعاس الاقتصادي على النمو لم يكن قويا بالدرجة المتوقعة،‏ إذ تبين أن قطاع المحروقات لا زال يمثل أحد المكونات
الرئيسية للناتج المحلي الخام؛ وأن النمو خارج المحروقات،‏ وعلى الرغم من معدله الهام نسبيا،‏ بقي هشا،‏ باعتباره منشطا إلى
حد آبير بواسطة الاستثمارات العمومية ‏(في مجال البنى التحتية خاصة)؛ وأن مساهمة قطاع الصناعة ‏(الذي يعد الأساس لكل
نمو حقيقي ودائم)‏ في هذا النمو آانت،‏ على العموم،‏ ضعيفة.‏
فهذه النتائج المتواضعة نسبيا،‏ مقارنة بحجم بالموارد المالية الموظفة،‏ تمكن من القول بأن سياسة الإنعاش في الجزائر
تواجه مشكلة نقص في الفعالية،‏ باعتبار أن أحد الأهداف الأساسية المتوخاة منذ انتهاج هذه السياسة،‏ وهو تحقيق نمو خارج
المحروقات حقيقي ومستمر،‏ بحيث يكون له أثر قوي على التشغيل والتنمية الشاملة للبلاد،‏ ويسمح بتنويع الاقتصاد وفك تبعيته
المفرطة للخارج ‏(المتمثلة في تصدير المحروقات واستيراد آل شيء تقريبا بعائداتها)،‏ لا يزال بعيد المنال.‏ وسبب ذلك،‏ في
تقديرنا،‏ هو غياب إستراتيجية اقتصادية واضحة وشاملة تعمل خاصة على إزالة مختلف الاختلالات،‏ والقضاء على آل
العراقيل التي تحول دون رد الاعتبار لجهاز الإنتاج الوطني،‏ وتعبئة آل قدراته،‏ وتمكينه من استغلال المزايا النسبية المتاحة،‏
ليكون أآثر فعالية وتنافسية.‏ آما أن البيئة المؤسساتية غير الملائمة التي يعمل في ظلها القطاع الخاص حاليا ‏(المنتظر منه
لعب الدور الحاسم في تنشيط الاقتصاد الوطني،‏ في ظل اقتصاد السوق)‏ تشجع أآثر على البحث عن مصادر الريع،‏ بدلا من
الإبداع والأنشطة المنتجة للثروة.‏
156